مرايا – شؤون محلية – كشفت دراسة اجرتها وكالة البحر الأحمر للاعلام البيئي والحفاظ على البيئة البحرية، عن اخطر انواع الاسماك ومواقع تواجدها في خليج العقبة.
وحسب مديرة الوكالة الدكتورة نهاية القاسم فأن الهدف من الدراسة وضع المختصين البيئيين واصحاب القرار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجهات المعنية، بمواقع الكائنات الحية البحرية الخطرة على طول الساحل الأردني لخليج العقبة والبالغ 27 كم.
وأوصت الدراسة بضرورة إعادة تأهيل الشواطئ وتزويدها بالإسعافات الأولية، لتقليل خطر أي إصابة بسم السمكة الحجرية وغيرها وكذلك الفنادق وكافة المنشآت السياحية في الجهة الشمالية من خليج العقبة، حتى يتم توفير كل وسائل السلامة العامة للزوار.
وبينت الدراسة انه وعلى الرغم أن بعض أسماك الشعاب قد تكون خطرة على الانسان، فنادرا ما يكون هناك خطر على الشخص الذي يتعامل معها بحرص وبحس سليم ولا يحاول لمسها باعتبار أن البحر هو موئل الكائنات البحرية وأن الانسان دخيل، والواقع أنه لا توجد حيوانات في الشعاب المرجانية تعتبر الإنسان فريسة، ومعظم الحوادث تنتج غالبا عن جهل الإنسان بسلوك الكائنات البحرية ووسائل دفاعها المختلفة، فمنها ما يفرز مواد دفاعية ومنها ما يملك جهازا دفاعيا متطورا.
وأكدت القاسم أن الاحياء البحرية الخطرة موجودة في كل بحار العالم وان التعامل معها يتم من خلال تحديد أماكن تواجدها وكيفية انتشارها لتفادي مخاطرها من مرتادي البحر، مشيرة ان وكالة البحر الاحمر للاعلام البيئي والحفاظ على البيئة البحرية وتمكنت من تحديد أماكن هذه الاحياء البحرية الخطرة والسامة وانواعها.
وبينت أن اخطر انواع هذه الاحياء ما يسمى بالسمكة الحجرية وهي من النوع السام جدا وقد تؤدي الإصابة بها إلى الموت، مؤكدا ان العقبة لم يسجل بها سوى حالة وفاة واحدة بمثل هذه الاصابة العام 2014 فقط وان هناك إصابات تمكن مستشفى الأمير هاشم العسكري معالجتها والتعامل معها بحرفية. وأشارت ان العلاج يجب ان يقدم للمصاب بسم هذه السمكة خلال 15 ساعة للنجاة من خطرها.
وحسب الدراسة فأن ساحل خليج العقبة يزخر بالعديد من الشعاب المرجانية الهدبية الرائعة، وتغطي مسافة تبلغ نحو 2000 كيلومتر مربع، والتي تجذب الكثير من هواة الغطس والأجانب الذين يحبون ممارسة هذه الهواية الممتعة، ويتميز عالم البحار بأشكال وأنواع الكائنات الحيوانية والنباتية التي تبهر الزائر وخاصة البحر الأحمر الذي يكتسب شهرة عالمية لندرة وجمال الكائنات التي تعيش فيه وتبلغ تقريبا 1000 صنف من الأسماك و150 نوعا من الشعاب المرجانية، ولهذه المميزات أصبح خليج العقبة وجهة سياحية وبيئية مشهورة ومنطقة جذب لهواة الغوص تحت البحار.
وأشارت الدراسة أن هناك أسماكا اخرى تشكل خطرا على الإنسان منها القاضمات المفترسة وهي تلك التي تمتلك أسنانا قوية جدا تستخدمها في تقطيع الفريسة التي غالباً ما تكون سمكة، بالاضافة الى سمكة الباراكودا نوع خطر آخر من الأسماك القاضمة، وقد اكتسبت سمعة سيئة ينفيها الواقع، فهي لا تهاجم الإنسان لمجرد الهجوم، ولا لافتراسه، ولكن كغيرها من “الكانسات” يمكن أن تخطئ السباحين أو الغواصين. وهي شديدة الفضول وتقترب كثيرا من الغواصين، فيخيل اليهم انها تتخذ وضع الهجوم، وتكمن خطورتها في سرعتها الخاطفة وأسنانها الحادة التي تمكنها من شق جسد الانسان الى نصفين بسرعة كبيرة. وتحدث معظم الاصابات في المياه السطحية، ونادراً ما تهاجم الباراكودا الغواصين.
وبينت الدراسة كذلك ان سمكة الموراي وهي أكبر أسماك الإنقليس في البحر الأحمر، يصل طوله الى ثلاثة أمتار، ويمتلك أسناناً حادة وقوية جداً قد تسبب إصابات خطيرة للإنسان، سواء عمداً أو عن طريق الخطأ، كما أن لحمه يحتوي على سم يدعى سيغواتيرا الى جانب السمكة الشيطان فتشبه الأسماك الصخرية وتجيد التخفي بصورة مذهلة، يصل طولها الى 30 سنتيمترا وتتميز بسمية شديدة، لكنها أقل خطورة من السمكة الصخرية، والاصابة الناتجة من هذه الأسماك خطيرة جداً ويمكن أن تؤدي الى الوفاة.
وحددت الدراسة اسماكا اخرى في البحر الاحمر وهي الرقيطة والرعاد ودجاجة البحر أو اسد البحر والسمكة العقربية البرتقالية بالاضافة الى سمكة قنفذ البحر.
وادرجت الدراسة بعض النصائح التي يجب أن يأخذ بها مرتاد البحر من ابرزها ألا يسبح الشخص بمفرده مطلقاً وألا يسبح بعيداً عن الشاطئ وألا يحمل بيده أسماكاً أو شيئاً لامعاً يجذب الاسماك اليه وخاصة سمكة القرش، وفي خليج العقبة والتي يكثر فيها هذا النوع من السمك بشكل خاص الذي يميل فيه إلى استخدام سلوك عدواني غريب، والذي عانى منه بعض الغواصين من إصابات بسبب هذا السلوك.