مرايا – شؤون خارجية – هنالك لقاء بات مرتقبا بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وذلك قبل نهاية مايو/أيار القادم، فمن سيكون المنتصر، وهل يعتبر ترمب مندفعا أم أنه سيحقق أمنيته الانتخابية؟
في هذا السياق، تقول صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في مقال كيم سيغوبتا إن الشخص الوحيد الذي سيستفيد من اللقاء هو الرئيس كيم. فكيف يكون هذا؟
يقول الكاتب إن الرئيس الأميركي سيحصل على فرصته في تناول الهامبرغر وفي حوار مفتوح مع كيم، لكن اللقاء لن يسفر عن وئام أو صداقة أو سلام دائم بين الطرفين.
ويشير إلى أن ترمب سبق أن أعلن أثناء ترشحه للرئاسة عن أنه سيكون سعيدا للجلوس وتناول الهامبرغر مع كيم، لكن الأمر تغير بعد وصوله إلى سدة الحكم، بل إن الرئيسين سرعان ما تبادلا التهديدات الغاضبة والإهانات والتصريحات الساخرة.
مساواة بالمكانة
ويضيف الكاتب أن المنتصر سيكون هو كيم، وذلك لأنه سيكون قد نجح في الحصول على فرصة المحادثات الثنائية المباشرة مع رئيس أميركي، الأمر الذي سبق أن رفضه الرؤساء الأميركيون المتعاقبون.
لكن لماذا رفض الرؤساء الأميركيون السابقون لقاء نظرائهم الكوريين الشماليين؟
يجيب الكاتب أن ذلك كان بدعوى أن لقاء كهذا يعتبر بمثابة المكافأة بالنسبة إلى بيونغ يانغ على سلوكها السيئ، بل وبمثابة الاعتراف بالمساواة في المكانة بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، تقول صحيفة ذي غارديان البريطانية -على لسان الكاتب جاسبر بيكر- إن صفقة ترمبية مع كيم ليس من شأنها سوى مساعدة نظام “خسيس” على البقاء.
وينسب الكاتب إلى البيت الأبيض القول إن ترمب مستعد للقاء الزعيم الأعلى (كيم) وإنه سواء تمت “الصفقة” أم لم تتم، فإن مجرد عقد القمة من شأنه أن يكسر جميع القواعد الدبلوماسية.
حفظ ماء الوجه
ويوضح أن هذا اللقاء من شأنه إعطاء شرعية حفظ ماء الوجه الذي يتوق إليها الكوريون الشماليون.
ويضيف أن واشنطن لا تعترف بوجود جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وأنه لا توجد معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، وإنما هنالك فقط اتفاقية الهدنة عام 1953 التي أنهت الحرب الكورية.
ويقول إن بيونغ يانغ أيضا متهمة بخرق العديد من المعاهدات والاتفاقيات والوعود والتفاهمات الدولية، وإنها تسعى كي تجعل أعداءها يضمنون استمرار وجودها، وإن هذا الأمر لا ينفصل عن الحكم المستمر والمطلق لأسرة كيم.
وهذا يعني -وفق الكاتب- تقديم شيك على بياض، فالنظام الكوري الشمالي لا يمكن أن ينجو من دون ضخ كميات هائلة من المساعدات، وذلك لأنه لن يغير نظامه الاقتصادي المعطل أو يكف عن تخصيص موارد هائلة لجيشه.
من جانبها، تقول مجلة ذي إيكونومست البريطانية إنه لا يتوقع الكثير من وراء قرار ترمب المندفع وغير المخطط له المتمثل في قبول دعوة للقاء “دكتاتور” كوريا الشمالية.
وتوضح أنه لتحقيق نجاح عظيم من وراء هذه القمة، فإن الأمر كان يتطلب دبلوماسية دقيقة وحذرة كتلك التي اتبعها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر قبل أن يبادر الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون للقيام بزيارته التاريخية إلى الصين عام 1972.
وتضيف ذي إيكونومست أنه كان ينبغي لترمب انتظار نتائج المفاوضات الاستكشافية قبل الاندفاع.