مرايا – شؤون محلية – أكد مستثمرون ومهتمون بقطاع السياحة في محافظة عجلون، أن الأرقام الكبيرة في أعداد الزوار والمتنزهين بمناطق المحافظة نهاية الأسبوع غير مجدية للمجتمع المحلي، داعين الى توفير برامج تطيل بقاءهم لأيام.
وأوضحوا أن تنشیط السیاحة في المحافظة یتطلب إنشاء مشاریع سیاحیة وترفيهية كبرى، ووضع المحافظة على الخریطة السیاحیة بشكل حقیقي وفاعل، ما یجعلها مقصدا للسیاح، للإقامة لأیام عدة ولیست ممرا للزیارة ليوم واحد.
ويقول رئيس غرفة تجارة عجلون والنائب السابق، عرب الصمادي “إن تنشیط السیاحة بالمحافظة لتدر دخلا یستفید منها المجتمع المحلي والدولة، یحتاج إلى إقامة مشاریع كبرى سواء كانت للقطاع العام أو الخاص، والبحث عن جهات ممولة لدعم المشاریع الصغیرة والمتوسطة للمجتمع المحلي”، مطالبا بالإسراع بتنفيذ مشروع التلفریك وبناء فنادق درجة أولى، واستثمار سد كفرنجة لأغراض سیاحیة، ومضاعفة الدعم للمجتمع المحلي ضمن المسارات السیاحیة.
وتشير إحصائيات مديرية السياحة في المحافظة، إلى زيارة 140 ألف سائح للمواقع الأثرية والسياحية العام الماضي، في حين قدرت أعداد المتنزهين في العام ذاته بزهاء مليون ونصف المليون زائر.
ويشكو خليل أبو جوهر، مالك فندق، من تدني أعداد المقيمين في الفندق، بحيث بلغت زهاء 300 شخص العام الماضي، و50 شخصا منذ بداية العام الحالي، عازيا ذلك إلى عدم توفر البنى التحتية الجيدة، وانعدام المشاريع السياحية الكبرى الجاذبة للزوار.
ولفت إلى بعض البرامج التي يعول عليها المستثمرون في قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، كمسار درب الأردن، وبرنامج “الأردن أحلى” الذي يأتي بدعم من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة.
ويقول إيهاب فريحات “إن طبیعة المحافظة الجمیلة وتنوعها الحیوي یتطلب توجیه الدعم لأبنائها عن طریق المنح والقروض لإقامة مشاریع سیاحیة متنوعة، بحیث توفر دخلا لأصحابها وتنشط الحركة التجاریة في أسواقها، داعيا إلى ضرورة توجیه استثمارات سیاحیة كبرى للمحافظة تقدم قیمة مضافة، بحیث تشجع السكان المحلیین على إقامة مشاریع سیاحیة صغيرة ومتوسطة كالشالیهات السیاحیة والمطاعم والمخیمات السیاحیة.
ويرى مالك مخيم راسون السياحي، زهير الشرع، أن مشروعه بدأ بعد سنوات عدة من الترويج الذاتي بتحقيق مردود وصفه بالممتاز، مشيرا إلى استقبال مخيمه 13 ألف زائر العام الماضي، ما بين مبيت وممارسة المغامرة والسياحة النهارية.
ويضيف أن المواقع السياحية في المحافظة تفتقر إلى الترويج الجيد، لافتا إلى أن الأعداد الكبيرة من السياح الخليجيين لا تقدم للمحافظة أي فائدة لأنها تستمر ليوم واحد، ويفضل غالبيتهم اختيار مواقع خارج المشاريع السياحية وسط الغابات في حال رغبوا بالمبيت.
وقدرت مديرية سياحة المحافظة، أعداد السياح الخليجيين، الذين توافدوا للمحافظة خلال الأسبوعين الماضيين، بزهاء 35 ألف زائر.
ويشكو أصحاب مشاریع سیاحیة أقیمت ضمن مسار راسون السیاحي، من تواضع المبالغ التي تدرها علیهم مشاریعهم، والتي لا تتجاوز 3 آلاف دينار سنويا.
يذكر أن وزارة السیاحة نفذت تلك المشاريع قبل سنوات عدة ضمن مشروع تطویر السیاحة الممول من الوكالة الأمیركیة للإنماء الدولي في منطقة مسار راسون السیاحي بهدف تعزیز التجارب والخدمات السیاحیة وتحقیق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلیة.
وتضم تلك المشاريع مخیمات ومطاعم ونزل إیواء ومحال لإنتاج مواد غذائیة محلیة طبیعیة وبقالات ومشاریع لحرف یدویة ومتاحف شعبیة وعربات نقل ودراجات هوائیة واستراحات منزلیة سیاحیة.
وقال مدير سياحة المحافظة، محمد الديك “إن المحافظة شهدت سياحة خليجية نشطة خلال الأسبوعين الماضيين، بحيث يقدر عدد الزوار القادمين من المملكة العربية السعودية، وباقي دول الخليج للمناطق السياحية بأكثر من 35 ألف زائر توافدوا إلى القلعة ومارالياس والغابات ومناطق اشتفينا وراجب والصفصافة والزراعة”.
وأكد أن وزارة السياحة تنفذ عددا من المشاريع السياحية كتطوير موقع مار الياس واستحداث مكاتب جديدة للزوار وقاعة استقبال على مدخل الموقع واستملاك قطعة أرض لإقامة مظلات للكنائس المتواجدة في الموقع وممر للحالات الخاصة من الزوار للتسهيل عليهم للوصول إلى هذه المواقع.
وأشار إلى أن العمل جار لتطوير الخدمات ضمن المسارات السياحية، وخصوصا تحديد مسار الجب بطول 37 كم، وتأهيل مركز زوار عجلون والمنطقة الواقعة ما بين مركز الزوار والقلعة بمبلغ 120 ألف دينار لهذه الغاية، إضافة إلى تطوير المسارات السياحية لإطالة فترة إقامة السائح.
وبين أنه تم تخصيص 55 ألف دينار لإعادة تأهيل بيوت الضيافة للقرى والتجمعات في منطقة عرجان، مشيرا إلى أنه تم تحديث اللوحات الإرشادية للمواقع السياحية على الطرق الرئيسية والداخلية على مداخل المحافظة التي تعمل على تسهيل معرفة السائح بالمواقع السياحية، مبينا أنه تم استبدال وحدات الإنارة للطرق السياحية بوحدات توفير الطاقة داخل قلعة عجلون ومحيطها، لافتا إلى خطة لتطوير وتدريب المجتمعات المحلية التي تمر بها المسارات السياحية السبعة في المحافظة وتدريب طلبة قسم السياحة في كلية عجلون الجامعية بكيفية الترويج للمناطق السياحية.
يذكر أن هيئة الاستثمار عقدت مؤخرا في محافظة عجلون وبالتعاون مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ومشروع السياحة لتعزيز الاستدامة الاقتصادية في الأردن الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، جلسة توعوية للتعريف بالحوافز الاستثمارية الخاصة بقطاع السياحة ودراسات الجدوى الأولية الخاصة بالمشاريع المقترحة وكيفية الحصول عليها والفرص التمويلية المتاحة للمشاريع السياحية، وذلك في إطار سعي الهيئة لتمكين وتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي في محافظات المملكة وبما يخدم تعزيز النمو الاقتصادي فيها وإنشاء مزيد من المشاريع لتوفير فرص عمل لأبنائها.
وأكد المشاركون في الجلسة، أهمية القطاع السياحي في تحقيق الأهداف الاقتصادية، من حيث زيادة جاذبية المواقع السياحية ودمج المجتمعات المحلية في المحافظة في عملية التطوير، وكذلك توفير فرص العمل، كما تم عرض الحوافز والمزايا الممنوحة للمشاريع السياحية، وتحفيز الاستثمارات القائمة وجذب المزيد من الاستثمارات.