مرايا – أرسل قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش الجمعة عدة رسائل لحركة حماس يطالبها فيها بتسليم قطاع غزة “من الباب إلى المحراب”، مع تشديده على ضرورة تسليم الأمن وعدم قابلية تعددية السلاح، (في إشارة إلى سلاح المقاومة).
وقال الهباش في خطبة الجمعة بمسجد التشريفات بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “المطلوب من حماس باختصار وطنيًا وسياسيًا وأخلاقيًا وشعبيًا ودينيًا أن يسلموا مقاليد الأمور في قطاع غزة للحكومة الشرعية”.
وعزا ذلك “لكي تضطلع الحكومة بمؤسسات الدولة كافة؛ وأولها الأمن لأن هذا واجب علينا، ولن نتركه نهبًا وألعوبة بأيدي العابثين، الذين يقتلون بالتأكيد أبرياء”.
وأضاف: “نريد أن نستلم من الباب إلى المحراب، والأمر ليس بحاجة إلى حوارات ومباحثات ومفاوضات.. سلموا غزة للدولة وللحكومة الشرعية وعودوا كفصيل مثلكم مثل غيركم”.
وتابع الهباش: “لن نقبل تعددية السلطات والسلاح وأجهزة الأمن، نحن نريد دولة واحدة ونظامًا واحدًا وسلاحًا واحدًا”.
واستدرك بالقول: “إما أن نتحمل نحن المسؤولية كاملة عن كل شيء-بدقائق الأمور قبل كبيرها-وإما أن تتحمل حماس المسؤولية كاملةً عن أي تداعيات ونتائج وراء إفشال المصالحة والجهود المصرية”.
وكان عباس طالب الخميس حماس بتسليم كل شيء لحكومة الوفاق وأولها الأمن، “وإلا ستتحمل حماس عواقب إفشال الجهود المصرية الساعية لإنهاء هذه الحالة”.
وزعم الهباش أن “نجاح حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 كان جزءا من المؤامرة ولإضاعة فلسطين وتمزيقها وتصفية القضية”.
وادعى أن “المصالحة ممنوعة على حماس بتعليمات ممن يسيرونهم (لم يذكرهم)؛ من أجل ذلك ارتكبوا الجريمة التي وقعت قبل أقل من أسبوعين باستهداف موكب رئيس الوزراء ومدير المخابرات”.
واستهزأ الهباش بالعملية الأمنية التي جرت أمس للكشف عن متورطي استهداف الموكب، فقد قال: “-ما شاء الله-المسرحية.. مسرحية عدس الجديدة، التي لا يُراد منها إلا التضليل وحرف الأبصار والتعمية عن الحقيقية”، مشددًا على أنهم لن يلتفتوا إلى هذا “الخداع” على حد قوله.
وأضاف: “نحن أحرص على قضيتا وشعبنا وعلى غزة وأهلها وقضية فلسطين برمتها؛ ولن نسمح لهم أن يجرونا إلى مربع التضليل والخداع، ولا نريد لشعبنا أن ينخدع، هذه المسرحيات لن تستطيع أن تقنع أحدًا”.
وأجرت وزارة الداخلية أمس عملية أمنية غربي مخيم النصيرات وسط القطاع مع مستهدفي موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، قتل على إثرها رجُلي أمن وقتل مطلوبَيْن خلال اشتباك مسلح.
وأكدت أنها سترفع تقريرًا لرئيس الوزراء وزير الداخلية رامي الحمد الله فيما يتعلق بالعملية الأمنية التي جرت في النصيرات ومحاولة اعتقال المتهم الرئيس بمحاولته تفجير موكبه.
بدورهما، أطلع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار عددا من قادة الفصائل الفلسطينية على تفاصيل “مذهلة” حول ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية في التحقيق بمحاولة الاستهداف.
يذكر أن حكومة الوفاق هاجمت حركة حماس وأجهزتها الامنية في قطاع غزة، وكالت سيلا من الاتهامات والتشكيك في روايتها الأخيرة حول ملاحقة المطلوبين بجريمة تفجير الموكب.