مرايا – شؤون محلية – كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” تفاصيل جديدة حول العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي عام 2007 لتدمير مفاعل “الكبر” النووي في محافظة دير الزور السورية.
وأكدت الصحيفة أمس، في مقال بقلم الكاتب والمحلل السياسي مايك إيفانس، أن جذور هذه الضربة تعود إلى عملية سرية أخرى نفذها الموساد في فيينا قبل نحو شهر من ذلك، حيث تسلل عناصر المخابرات الإسرائيلية إلى داخل منزل المدير العام لهيئة الطاقة الذرية إبراهيم عثمان وسرقوا معلومات في غاية السرية من حاسوبه، حسب ما ذكر المحرر السابق في “جيروزاليم بوست” المتعاون حاليا مع صحيفة “New Yorker” دافيد ماكوفسكي في عام 2012.
وحصل الموساد، في إطار هذه العملية، على معلومات تؤكد شائعات حول إنشاء الحكومة السورية مفاعلا نوويا في أراضيها، ما أدى إلى بروز خلافات بين أولمرت ووزير داخليته إيهود باراك بخصوص سبل التعامل مع هذا التحدي، حيث كان باراك يطالب رئيس الوزراء بمنح مزيد من الوقت بغية التحضير لاستهداف الموقع.
وتابع المقال أن أولمبرت أقدم في هذه الظروف على خطوة استثنائية، حيث اتصل بالبيت الأبيض وطالب الرئيس الأمريكي حينذاك جورج بوش الابن بالمساعدة في تدمير المفاعل، لكن بوش امتنع عن تقديم الدعم العسكري للعملية وعرض على تل أبيب مساعدة من قبل وزير خارجيته كونداليزا رايس، بغية إيجاد حل دبلوماسي للقضية.
وشدد أولمرت بأن إسرائيل ليست في حاجة إلى الدبلوماسية بل إلى القضاء على المفاعل، متعهدا بتحقيق ذلك دون مساعدة واشنطن، ثم أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.
وأشار المقال إلى أن أولمرت هو من قرر عدم الإعلان رسميا أن إسرائيل هي من يقف وراء استهداف المفاعل، ما أتاح له تفادي اندلاع حرب جديدة بين تل أبيب ودمشق، حيث لم يكن بإمكان الحكومة السورية الاعتراف رسميا بتدمير مفاعلها.
وبعد حصوله على تأكيد نجاح العملية، وهو كلمة السر “أريزونا”، أبلغ أولمرت نظيره التركي رجب طيب أردوغان بتدمير المفاعل، وسلّم عبره رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد مفادها: “لا تحاول بناء محطة نووية جديدة”.
كما كشف المقال عن تفاصيل حول لقاء عقد بعد قليل في البيت الأبيض وجمع أولمرت وبوش، حيث كان كلا الزعيمين يدخنان سجائر احتفاءً بتدمير المفاعل.
ونظر بوش، حسب المقال، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بعناية ثم قال: “لم أكن اعتقد أن شجاعتك تكفي لفعل ذلك”، ورد أولمرت على ذلك بالقول: “قد ذكرت لك أنني سوف أحقق ذلك”.
ورد بوش قائلا: “نعم، لكنني أطول منك على الأقل”، ثم قام السياسيان ظهرا لظهر، مثل تلميذين مدرسيين، للكشف عمن منهما هو الأطول.
وأكد كاتب المقال أنه شاهد لأول مرة صورة لهذه “المسابقة” مطروحة على مكتب أولمرت، وكتب عليها بوش: “أنا أحمي لك ظهرك”.