مرايا – شؤون محلية – كشف مدير عام دائرة الآثار العامة د. منذر الجمحاوي أن الدائرة توصلت الى اثبات زيف اللوحات أو المخطوطات الرصاصية أو ما اطلق البعض عليها اسم الدساتير الرصاصية، بعد دراسات تحليلية دقيقة ومتخصصة بينت هذه المخطوطات زائفة ولا تمت للحقيقة بشىء وتمثل تزويرا احترافيا استخدم فيه تقنيات التزييف وفنياته المتبعة والمتقنة وللأسف انساق وراء هذه البدعة الكثير من الباحثين والمهتمين.
وقال مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور منذر جمحاوي، إن تقنيات التزييف وفنياته المتبعة والمتقنة أحدثت ولا تزال تحدث إرباكاً كبيراً وذلك لاعتمادها على استخدام مواد قديمة من كافة المعادن والحجارة ويتم الحفر أو النقش أو الرسم عليها بنصوص وأشكال مشابهة لخطوط ونقوش ورسومات قديمة وباسلوب وشكل احترافي يصعب تمييزها أو التفريق بينها وبين الآثار الأصلية، ويبقى الحكم الفيصل لمعرفتة أصالتها هو دراسة وتحليل طريقة تنفيذ الكتابات والأشكال والزخارف ومدى دقة أتقانها ومقارنتها مع غيرها التي تعود لنفس الفتر من قبل علماء متخصصين بمثل هكذا كتابات ورسومات.
وأشار الجمحاوي في تصريح صحافي اليوم، الى أن هذا الموضوع كان قد أخذ زخماً إعلامياً دولياً ومحلياً آنذاك وانساق ورائه عدد من الباحثين والمهتمين معتمدين فقط على الفحوصات المخبرية لمواد هذه اللوحات والتي أشارت الى أنها قديمة وأثرية الأمر الذي دعا بدائرة الآثار العامة إلى إصدار بيان صحفي بتاريخ 9/3/2017 أكدت من خلاله بأن موضوع اللوحات الرصاصية بحاجة إلى المزيد من الدراسات والتحليل للشواهد الكتابية بغض النظر عن نتائج الفحوصات المخبرية للعمر الزمني لمادة هذه اللوحات.
وأكد الجمحاوي أن دائرة الآثار العامة وحرصاً منها على تقديم المعلومة الدقيقة والصحيحة لكافة المهتمين وبسبب تفاعل الكثيرين من داخل الأردن وخارجة مع موضوع المخطوطات الرصاصية، ولحل كل الملابسات في هذا الموضوع بكل شفافية وحياد وبالاعتماد على التحليل الاثري العلمي المنطقي، فقد قامت بتشكيل لجنة علمية بتكليف من وزيرة السياحة والآثار ضمت هذه اللجنة عدد من كبار العلماء المحليين والدوليين المتخصصين في مجال الكتابات القديمة والنقوش للاطلاع على مجموعة من هذه اللوحات الرصاصية الموجودة في مستودعات دائرة الآثار.
وأضاف أن اللجنة توصلت الى إثبات عدم أصالة أي من تلك المخطوطات، وخلصت اللجنة في تقريرها الذي سلم لدائرة الآثار العامة، إلى أنه وبعد دراسة وتحليل وفحص الشواهد الكتابية من الناحية الأثرية الى أن هذه القطع زائفة ولا قيمة لها كونها حديثة الصنع استخدمت في صياغتها اشكال وحروف وتصاوير قديمة بقصد الايحاء بقدمها واهميتها وان الصانع لهذه القطع لا علم لديه بتاريخ الخطوط ولا بالتفاصيل الفنية للتصاوير ودلالاتها الدينية لا من قريب ولا من بعيد.
وأضاف الجمحاوي أن دائرة الآثار العامة تحرص دائما على تبني الحقائق العلمية التي تتعلق بموروثنا الحضاري من خلال الشواهد والاثباتات والادلة المدعمة بالبحث العلمي والاستقصاء والدراسات الموثوقة لتقديمها بالطريقة التي تعزز الهوية الوطنية. ودعا الى ضرورة استقاء المعلومة من مصادرها العلمية الرسمية المختصة لافتا الى ان دائرة الآثار العامة لن تتأخر في إطلاع الرأي العام على أي حقيقة علمية تتعلق بموروثنا الحضاري يتم إثباتها بالطرق العلمية المعتمدة، حيث يزخر الوطن بالخبراء والعلماء في مجال الكتابات القديمة والذي يعتبر بعضهم من المراجع العالمية في هكذا مجال.
وكانت دائرة الآثار العامة قد تحفظت سابقاً سواء على ما تم بثه على التلفزيون الأردني أو ما تم نشره أو الحديث عنه عن أصالة هذه المخطوطات من قبل شخص يدعى “ديفيد اليكنغتون” كانت جامعة اليرموك قد دعته لالقاء محاضرة نظمتها عن هذا الموضوع دون التنسيق مع دائرة الآثار العامة.
وبينت الدائرة في حينها ضرورة توخي الدقة والموضوعية والمهنية في ذلك لعدم وجود دراسات أثرية معمقة أكثر ولخطورة ما تقود اليه هذه اللوحات الزائفة من تغيير على حقائق تاريخية ودينية متعلقة بالمنطقة، وبينت الدائرة أن دعوة السيد “اليكنغتون” الى زيارة الاردن من قبل “جمعية إرث الأردن” وطرح هذا الموضوع الجدلي في حينها دون الرجوع الى دائرة الاثار العامه واخذ الموافقة المسبقة للتصريح عن هذه اللوحات “الزائفة” والحديث عن أصالتها اعتبر مخالفة صريحة، وستترك الملاحقات الأمنية والقانونية لمعرفة مآرب ومقاصد من كانوا وراء ذلك للجهات المختصة وفق القانون. حيث تم رصد مجموعة من الأجراءات المشبوهة والمتعلقة بهذا الموضوع.
وبهذا تكون دائرة الآثار العامة قد طوت هذا الموضوع الذي استمر لسنوات حول “حقيقة دساتير الأردن الرصاصية” بتأكيدها أن هذه المخطوطات ما هي الا بدعة زائفة.