مرايا –  عائلتنا معروفة من أكبر وأعرق العائلات بيافا ، الإحتلال هجرنا عام 1948 زينا زي هالآلاف لحد ما استقرينا بنابلس ، 1973 انولدت بنابلس كان الي 3 اخوان و 6 خوات ، كبرت بمسجد السلام ، درست الإبتدائي بمدرسة الراهبات والإعدادي بالمعري والتوجيهي بالملك طلال ونجحت تخصص علمي وجبت 86% ، درست هندسة ببيرزيت بس من كثر الإلتزامات وضيق الوقت حولت للإقتصاد ، بالجامعة إشتغلت مع الشبيبة الجناح الطلابي لحركة فتح بنشاطاتهم وأعمالهم وكانت علاقتي سطحية فيهم ، بس هالشبيبة شافوني أحسن ممثل إلهم قدام الفصائل وصرت أنا المنسق العام إلهم ومشيت على نهج الشبيبة ، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي بلش فكري يتغير تجاه الشبيبة وأفكارهم ، وزادت الطين بله بعد أوسلو والتنازلات اللي صارت ، وبحكم إني كنت مع الشبيبة مسق عام الهم كنت شايف أفكار فصائل كثير وكنت معجب بفكر الكتلة الإسلامية وطريقة علاجهم للمشاكل وأعمالهم الدقيقة حتى مهرجاناتهم ، صرت أحضر إجتماعاتهم حتى لو على حساب محاضراتي وصرت أنفر من الشبيبة ، لحد ما صار مهرجان للكتلة الاسلامية وبنص المهرجان طلعت على المنصة قدام الكل وأخذت الميكرفون وحكيت :
بصفتي منسق لحركة الشبيبة الطلابية بالجامعة أرى بأن حركة فتح قد انحازت عن الخط الذي رسمته لنفسها لتحرير فلسطين ولم تعد تمثل الفكر الذي أحمله ، ومن الآن أعتبر نفسي عضو في الكتلة الاسلامية .

صار ضجة كبيرة وتكبير وتهليل وأصوات عالية ، كانت مفاجأة لكل الجامعة ، بعدها إنشق كثير طلاب من الشبيبة ولجأوا للحركة معي ، حسيت إنه رح أتعرض لمضايقات وبالفعل بعد كم يوم جهاز الأمن الوقائي بلغوني إنه جبريل الرجوب بده يحكي معي ، حكيت الهم :
رقم تلفوني معروف يرن علي أو أنا بتصل فيه .
وبعد كم يوم حاولوا يخطفوني من الجامعة وقدرت أهرب ، وداهمت أجهزة السلطة البيت وما لقيوني ، المهندس الثالث لكتائب القسام أيمن حلاوة كان صديقي وكنا أنا وهو بغرفة وحدة ، أيمن كان يشتغل مع القائد أبو هنود وأسسوا خلية إسمها “شهداء من أجل الأقصى” وإنضميت للخلية وبعد ما كتائب القسام شافت إني مؤهل وشافوا فيي كل المؤهلات صرت أنا قائد هاي الخلية ، 1995 عملنا كمين قرب بيت ايل وقتلنا جنديين وشردنا بالسيارة ومن السرعة قلبت فينا السيارة ونزلنا منها وكملنا مشي وللأسف بعد البحث لقيوا كتاب مكتوب عليه اسمي وثبتت علي التهمة إنه أنا المنفذ ، السلطة بلشت تدور علي وبدها تعتقلني بس هالمرة بطلب من الارتباط وصرت مطالب لإحتلالين للسلطة وللكيان ، بس هذا الحكي ما خوفني ، كملت عملياتي وزرعت ألغام وفجرت جيبات وإحد عمليات تفجير الجيبات تصور فيديو وإنتشر وكملت ع هالطريق لحد ما إستلمت سلاح من القائد أبو هنود وعمري بحياتي ما حملت سلاح ولا طخيت فيه وأول رصاصة طخيتها أجت بالزبط بين عيون جندي صهيوني ، وصارت عملية هالقنص على لسان كل المجاهدين ، قررنا نعمل عملية استشهادية مزدوجة بسوق “محناه يهودا” ومنفذينها رح يكونوا 4 استشهاديين ، وتم إختيار الأربع إستشهاديين القائد هنود حكى إنه العملية بتحتاج إستشهادي خامس !
سألت أبو هنود : مين الخامس ؟
حكالي : أنا أنا ، أنا الخامس
بشكل لا إرادي صرخت عليه وعصبت حكيتله أنا بدي أكون الخامس ، وهو حكالي إنه اقدم مني ومن حقه يكون استشهادي قبلي ، وأنا رفضت وحكيتله أنا قائد الخلية وأنا اللي بقرر ، وبالفعل بتاريخ 30/7/1997 كان السوق وضعه طبيعي والأمور طبيعية لحد ما صار تفجيرين وكانت المحصلة 27 فطيس وحوالي 300 جريح ، بعمليتين مزدوجات كان عن طريق الإستشهاديين الأربعة “معاوية جرارعة ، توفيق ياسين ، بشار صوالحة ، يوسف الشولي” وكنت أنا الخامس خليل ابراهيم الشريف ، جثتي ما تفجرت وتقطعت وهذا شكك الكيان إنه هذا أبو هنود وبعد فحص DNA مع أهلي عرفوني حجزوني عندهم بمقبرة الأرقام ، والقائد العام للكتائب في الضفة الغربية بكى علي شهر كامل ولقبني بالقائد المجهول ، ضلت جثتي محجوزة لمدة 15 سنة وبتاريخ 21/5/2012 سلموا جثث 91 شهيد ، أهلي إستلموا جثتي وبلشوا مراسم الدفن ، بس كان في اشي غريب الجثة ثقيلة ، مع انه لازم تكون شوية عظام وشوية من الرفات بس فتحوها كانت المعجزة الإلهية إنه الجثة زي ما هي !!!
مع إنه كانت عملية استشهادية وما تقطعت وفوق هيك حجز 15 سنة ما تحللت لدرجة إنه الدم كان بنزف من الجثة أثناء الدفن وكانت الجثة دافية غير عن العادة ، إشي خيالي وإعجازي بس هذا وعد الله وهاي أحد مكارم الشهداء ، وأحد الحكم والمعجزات الإلهية ، كان في جثث كثير باقي أجزاء منها وجثث مش متحللة ، تصورت وأنا بالقبر وكنت مبتسم ورافع السبابة وانتشرت الصورة إنه إنفتح قبري بعد 15 سنة مشان يندفن أحد اقاربي ولقيوا جثتي زي ما هي والحقيقة كانت إنه بعد حجز 15 سنة ضلت زي ما هي ، الناس تعجبت وإستغربت وترحمت علي بوقت لازم يطلبوا الرحمة من ربنا الهم ، وييقنوا إنه كرامة الشهيد من كرامة الأنبياء ويعرفوا إنه الشهيد هو رسول قدم رسالة وإنتقل للجنة .

محمد فخري 
#الشهيد_ليس_رقمًا،