مرايا – بدأت فرنسا اجراءات لسحب وسام الشرف الذي منح للرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أكدت مصادر من أوساط الرئيس ايمانويل ماكرون.وافادت رئاسة الجمهورية أن “الإليزيه يؤكد بدء إجراء تأديبيا بسحب وسام الشرف” وهو أرفع وسام فرنسا “الممنوح لبشار الأسد”.
وشاركت فرنسا في العملية العسكرية ضد سوريا، مؤخرا بقيادة الولايات المتحدة، والتي وصفتها وسائل إعلام سورية على أنها “العدوان الثلاثي” على الأراضي السورية وطالت مواقع عسكرية سورية.ويعتبر الاليزيه من أبرز الداعمين لقوات المعارضة السورية المسلحة وبالأخص تلك منها المنطوية في إطار الجيش السوري الحر. ولطالما استضافت فرنسا – القوة الاستعمارية السابقة التي فرضت الاستعمار على سوريا بعد انهيار الامبراطورية العثمانية في خوالي القرن المنصرم، زعماء المجلس السوري لقوى الثورة والمعارضة.
وكان ماكرون من يومه الأول في الاليزيه، دافع عن المعارضة السورية وقال “المعروف أن فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا منذ الأيام الأولى ويدهم غارقة في الدماء السورية منذ الأيام الأولى ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن”!
ولتبرير المشاركة الفرنسية أكد ماكرون في مقابلة أن هذه الضربات “لا تعني إعلان الحرب على نظام الرئيس بشار الأسد، بل كان ذلك دفاعا عن القانون الدولي وقرارات منظمة الأمم المتحدة”.وأصرّ ماكرون، خلال مقابلة مع قناة “BFMTV” الفرنسية ، على أن الهدف من ذلك الهجوم هو “التدخل بشكل مشروع في إطار متعدد الأطراف، وليس لإعلان الحرب على سوريا”، مضيفا “لقد نجحت خطتنا العسكرية، حيث أصابت كل الصواريخ التي أطلقت أهدافها، ودمرت القدرات الكيميائية للنظام السوري، كما لم تقع ضحية جانبية واحدة”.
وتبجج الرئيس الفرنسيا ايمانويل ماكرون، بأنه أقنع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ببقاء القوات الأمريكية “في سوريا لمدة طويلة”، وبعد ساعات من تأكيد ماكرون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الابيض ساره ساندرز إن “المهمة الأمريكية لم تتغير”، مضيفة “الرئيس كان واضحا، إنه يريد أن تعود القوات الاميركية بأقرب وقت ممكن الى الوطن”.
وكان قد صرّح الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون، العام الماضي، بأنه لا يرى بديلا شرعيا للرئيس السوري بشار الأسد، وأن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا. وحينها أكد أن بلاده تعتزم شن غارات جوية في سوريا بشكل منفرد، إذا لزم الأمر وإذا تأكد استخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين هناك.
فرنسا تدعو الى مفاوضات في مجلس الأمن حول سوريا
ودعت فرنسا الاثنين أعضاء مجلس الأمن الدولي لبدء مفاوضات بـ”حسن نية” حول قرار بخصوص سوريا يشمل للمرة الأولى ملفات الأسلحة الكيميائية وحماية المدنيين والتوصل الى تسوية سياسية في النزاع الذي دخل عامه الثامن.
وأعلن سفير فرنسا لدى الامم المتحدة فرانسوا ديلاتر عقد اجتماع أوليّ لخبراء يمثلون اعضاء المجلس حوالي الساعة 18:30 ت غ. وأكد أن المناقشات يجب أن تجرى “بحسن نية وفي أجواء جيدة”، لكن لا يوجد “إطار زمني محدد” لطرح مشروع قرار للتصويت. وقال للصحافيين “ما نوّد أن نفعله هو البدء في مفاوضات مثمرة وجادة وواقعية (…) مع كافة أعضاء مجلس الأمن”.
وتابع أن “الهدف من هذا القرار واضح: من أجل أن يبدأ مجلس الأمن مجددا عملا جماعيا للتعاطي مع الملف الكيميائي وحماية المدنيين والعمل على تسوية سياسية للنزاع السوري”.وهي المرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011 يتم فيها طرح مشروع قرار يشمل كافة القضايا الثلاث.
وبمبادرة من فرنسا ودعم أمريكي وبريطاني، طرح مشروع القرار السبت، بعد أقل من 24 ساعة على شن الدول الحليفة الثلاث ضربات ضد مرافق سورية ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في دوما في 7 نيسان/ أبريل الجاري.ويدعو مشروع القرار الى تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق وتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية. كما يطلب تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية السوري تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وتتضمن فقرات أخرى من مشروع القرار الدعوة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الانسانية من دون شروط واعادة إحياء مباحثات السلام في جنيف.وأعلن الجيش السوري السبت سيطرته بالكامل على الغوطة الشرقية بعد اجلاء آخر مقاتلي المعارضة من مدينة دوما، بعد نحو شهرين من بدئه هجوماً في المنطقة.
وتسبب النزاع السوري الذي دخل عامه الثامن بمقتل أكثر من 350 ألف شخص، بينهم أكثر من مئة ألف مدني، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض.