مرايا – عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس النمساوي الكسندر فان دير بيلين، في قصر الحسينية اليوم الأربعاء، مباحثات ركزت على آليات توسيع التعاون بين البلدين، وأخر المستجدات إقليميا ودوليا.
وخلال مباحثات موسعة، سبقتها ثنائية، جرت بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله وعقيلة الرئيس النمساوي وكبار المسؤولين في البلدين، تم استعراض فرص الارتقاء بحجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، خصوصا في مجالات التعليم التقني، والزراعة والسياحة.
وجرى التأكيد على أهمية بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، والاستفادة من الخبرات النمساوية في مجالات التدريب المهني والتقني وحاضنات الأعمال والريادة، إضافة إلى فتح أسواق جديدة أمام المنتجات الأردنية، خصوصا الزراعية منها.
وتم التأكيد أيضا على أهمية التنسيق والتشاور بين الأردن والنمسا إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ورحب جلالة الملك، في كلمة له، بالرئيس فان دير بيلين والسيدة عقيلته والوفد المرافق، وقال “باسمي وباسم الملكة رانيا والأردن حكومة وشعبا، نرحب بكم، ويسعدنا استقبالكم في زيارتكم الأولى. وأنا متأكد أن لدينا الكثير لنناقشه فيما يتعلق بالتحديات في المنطقة”.
وأضاف جلالته أن العلاقات بين الأردن والنمسا تمتد لأكثر من 60 عاماً، وهناك دوما تطابق في وجهات النظر بين البلدين.
ولفت جلالته إلى مستوى التعاون المتميز بين البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، وقال “لدينا أيضا علاقات اقتصادية جيدة ولكننا – كحال معظم الدول – نستطيع العمل على تطويرها. وأعتقد أن اجتماعكم (مع رجال وسيدات الأعمال من البلدين) هو مثال جيد على كيفية الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى أعلى.
وأضاف جلالته “أشكركم على الدعم الذي تقدمه بلادكم للأردن في مواجهة تحديات اللجوء، وعلى ما تتحدثون به عن الأردن في المحافل الدولية وأمام المجتمع الدولي”.
وفي كلمة للرئيس النمساوي الكسندر فان دير بيلين أعرب خلالها عن سعادته بزيارة الأردن، التي تعد الأولى له إلى المنطقة بعد توليه الرئاسة.
وقال في كلمته “ندرك حجم التحديات الكبيرة التي تعامل معها الأردن، وعلى وجه الخصوص خلال السنوات السبع الماضية، كما ندرك تأثير التطورات المقلقة المحيطة بكم، بحكم موقعكم الجغرافي في المنطقة”، معربا عن إعجاب بلاده الكبير بما تقوم به المملكة للتعامل مع هذه التحديات.
وأكد الرئيس النمساوي حرص بلاده الاستمرار في تطوير علاقات الصداقة المتميزة بين البلدين.
وأعرب عن شكره لجلالة الملك، وجلالة الملكة على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، معبرا عن سعادته أيضا بالفرصة التي ستتاح له والوفد المرافق لزيارة مدينة البترا، مشيرا إلى الزيارة التي سيقوم بها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين.
وخلال المباحثات، التي تخللها غداء عمل، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وعقيلة الرئيس النمساوي، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، تم استعراض التطورات الراهنة في المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية فيها.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد جلالة الملك ضرورة تكثيف الجهود لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الطرفين، استنادا إلى حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت جلالته إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به النمسا والاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، خاصة وأن النمسا ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الحالي.
وفيما يتعلق بالقدس، شدد جلالته على أهمية القدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، وهي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتم أيضا استعراض الدور الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة دعم المجتمع الدولي للدور الذي تقوم به الوكالة، للاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين الفلسطينيين.
وبخصوص الأزمة السورية ومستجداتها، أكد جلالته دعم الأردن لكل الجهود والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة ضمن مسار جنيف، وبما يحقق الأمن والاستقرار لسوريا وشعبها ويحفظ وحدة أراضيها.
وتبادل جلالته والرئيس النمساوي، خلال المباحثات، وجهات النظر تجاه عدد من القضايا المهمة على الساحة الدولية، كما جرى استعراض جهود الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.
وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ووزير الدولة لشؤون الإعلام رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني في النمسا، فيما حضرها عن الجانب النمساوي وزيرة الخارجية، والسفير النمساوي في عمان، والوفد المرافق للرئيس الضيف.
وجرت للرئيس النمساوي والسيدة عقيلته مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان في مقدمة مستقبليهما جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله.
واستعرض جلالته والرئيس فان دير بيلين حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني النمساوي والملكي الأردني.
وكان الرئيس النمساوي أطلق صباح اليوم، منتدى الأعمال الأردني النمساوي، الذي يعقد في عمان، بمشاركة عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال من كلا البلدينيمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية، تم خلاله استعراض الفرص والمزايا الاستثمارية في المملكة وإمكانية إقامة شراكات استثمارية بين القطاع الخاص الأردني والنمساوي.
يشار إلى أن الرئيس النمساوي يرافقه وفد من رجال وسيدات الأعمال يمثلون مختلف القطاعات، منها النقل والبنية التحتية والصناعات الغذائية والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الطبية، لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة، وإمكانية إقامة مشاريع مشتركة بالتعاون مع القطاع الخاص الأردني.