مرايا – شؤون محلية – فصل الربيع من كل عام هو الموعد المفضل للقيام بالرحلات المدرسية التي تدخل في باب النشاط اللامنهجي الذي هو مكمل اساسي لانشطة المدارس المنهجية لابالتركيز على الجانب الترفيهي من هذا النشاط واهمال جوانبه الرئيسية الاخرى، لذلك وضعت وزارة التربية والتعليم للرحلات المدرسية ضوابط وتعليمات تضمن تحقيق الهدف المنشود من هذه الرحلات، بيد ان اغلب مدارس المملكة لاتلتزم بتلك الضوابط والتعليمات.
تنص تعليمات الرحلات المدرسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم على ان تخضع تلك الرحلات لاربعة ضوابط هي: انه لايوجد في وزارة التربية والتعليم رحلات اسمها رحلات ترفيهية فكل الرحلات بحسب تلك التعليمات ينبغي ان ترتبط بالمنهاج المدرسي، اما الضابط الثاني فهو ان الطلبة غير ملزمين بالذهاب في الرحلات المدرسية، فيما ينبغي ان تؤخذ موافقة اولياء الامور الخطية لابنائهم بالذهاب في الرحلات التي تنظمها مدارسهم وبغض النظر عن المرحلة الدراسية التي هم فيها، والضابط الثالث ينص على انه لايجوز اقامة رحلات مدرسية خارج المحافظة التي يقيم فيها طلبة المرحلة الاساسية من الصف الخامس فما دون، فيما يقول الضابط الرابع انه لايحق للمدرسة ان تصطحب أي شخص من خارج المدرسة في الرحلات التي تنظمها المدرسة، غير ان المتابع للرحلات التي تنظمها العديد من مدارس المملكة لاتتقيد باي من هذه الضوابط بل وتقع في مخالفات اخرى اكثر خطورة.
قد لاتكون هذه المرة الاولى التي يطرح فيها هذا الموضوع غير ان الامعان في المخالفة من بعض المدارس وفي ضؤ عدم اخضاع الرحلات المدرسية بعد كل ماقيل وكتب عنها لرقابة مشددة من قبل اقسام النشاطات الطلابية في مديريات التربية والتعليم المعنية يدفع باتجاه فتح ملف هذه القضية مجددا استجابة لملاحظات وردت من اولياء امور بهذا الشان علها تسمع هذه المرة من يعنيهم الامر فيصلحون الحال.
والمدارس مدار الحديث تخالف ايضا انظمة السير والمرور من حيث حشو باص الرحلة بما يفوق طاقته الاستيعابية كون لاتقتصر على الطلبة انفسهم بل وعلى معارف مديري ومديرات المدارس واصدقائهم وعدد من معلمي المدرسة غير المعنيين بالرحلة، وهؤلاء الضيوف يحتلون اغلب مقاعد الباص فيما يترك ماتبقى من مقاعد للطلبة المرتحلين مهما كان عددهم ليتشارك اكبر عدد ممكن منهم في المقعد الواحد ، واذا كانت مديريات التربية والتعليم ذات العلاقة لاتلقي بالا لموضوع الرحلات المدرسية فان المعول ان تقوم دوريات السير الخارجية بضبط الباصات المخالفة ومساءلة سائقيها ومن ثم اخبار مديرية التربية والتعليم المعنية بالمخالفة لتتخذ بدورها ما يناسب من اجراءات بحق الادارات المدرسية المخالفة.
وهناك ايضا مخالفة اخرى مهمة وهي التاخر في العودة بالطلبة في وقت مبكر حيث تعود بعض الرحلات في ساعات متاخرة من الليل مما يقلق اولياء الامور خاصة ان كان المرتحلون اطفالا في المرحلة الاساسية او كن طالبات – وهذا يثبت مخالفة المدارس باشراك الطلبة من هم في الصف الخامس ومادون في ما تقيمه من رحلات لخارج المحافظة – ، وثمة مخالفة ذات بال كذلك وهي عدم متابعة المعلمين والمعلمات المسؤولين عن الرحلات لمن في عهدتهم من الطلاب والطالبات .
وعند الحديث عن ارتباط الرحلة بالمنهاج المدرسي فهذا امر غير متحقق فكافة الرحلات تكون رحلات ترفيهية ليس الا ، وهنا يفرض سؤال نفسه هل تقيم الادارات المدرسية ماتقيمه من رحلات من حيث تكليف الطلبة المشاركين فيها بكتابة ابحاث وتقارير عن مشاهداتهم ومااكتسبوه من خبرة ، وان كانت اكثر المدارس لاتلقي بالا لهذا الامر فان على مديرية التربية والتعليم ذات الصلة التي لاتتم الرحلة المدرسية الا بموافقتها الزام مدارسها بذلك .عمون