مرايا – شرون عالمية – طالبت ثمان منظمات دولية المجتمعون في مؤتمر بروكسل الثاني لتحقيق أهدافه واغتنام الفرصة لإحداث التغيير اللازم لملايين السوريين.
ودعو في بيان صدر اليوم الجهات المانحة والحكومات التي ستجتمع غداً وبعد غد في مؤتمر بروكسل الثاني اغتنام الفرصة لإحداث التغيير اللازم لملايين السوريين الموجودين في بلدهم التي مزقتها الحرب وفي دول الجوار، مطالبين الوفاء بإلتزاماتها السابقة لحماية النازحين وتمويل المساعدات الإنسانية.
وحذر البيان من عدم قدرة المنظمات على تلبية الاحتياجات الهائلة والمتزايدة، واشار إلى أن العام الماضي كان أحد أسوء الاعوام منذ بدء الأزمة في سورية ، وتوقعوا ان يكون العام الحالي وقعه مماثلاً على المدنيين.
وقالوا إن الاستجابة للاحتياجات الإنسانية ممولّة فقط حوالي (20%)، رغم تشرّد حوالي (700) ألف شخص بسبب العنف في سورية منذ بدء العام الحالي واستمرار استهداف المدنيين والبنى التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات.
ويوجد حوالي (7.3) مليون سوري مقيمون في مناطق تنتشر فيها الألغام والمتفجرات الخطرة.
وذكرت المنظمات الإنسانية كيف أن الأطراف المتنازعة داخل سورية منعت وصول المساعدات بشكل منهجي، حيث قامت بمنع وصولها بشكل متعمد، ملحقةً بذلك بشكل متعمد الضرر بالمدنيين ومحولةً العاملين في المجال الانساني إلى أهداف حية. في عام 2017، وافقت الحكومة السورية على 47 طلباً من أصل 172 لقوافل مساعدات الأمم المتحدة (27.3%)، وهو انخفاض ملحوظ عن عام 2016 عندما تمت الموافقة على 117 طلباً من أصل 258 (45.3%).
وقال البيان لا يزال هنالك (2.7) مليون طفل سوري خارج المدرسة في الدول المجاورة، ولا يزال غياب الحماية القانونية لملايين السوريين، داخل البلاد وخارجها، يقود الالتزامات المتعلقة بالمساعدة والتعليم وخلق الوظائف ، وقد يجبر مئات الآلاف من السوريين على العودة إلى أحياء غير آمنة ومدمرة وملغومة، حيث تفتقر إلى الخدمات الأساسية أو حيث لا يزال القتال ناشط.
وقال المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين كارستن هانسن: “نشهد مشكلة متنامية في كافة أنحاء المنطقة ألا وهي افتقاد السوريين لأوراق الوضع القانوني أو الوثائق الصحيحة، ما يؤدي إلى عدم قدرتهم على الحصول على المساعدات أو السلامة أو التعليم أو الوظائف.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفل توم كريفت: “تظهر أحدث البيانات أنه رغم من تعهدات المؤتمرات السابقة بضم جميع الأطفال اللاجئين إلى المدارس، فإن ثلث الأطفال السوريين مازالوا محرومين من حقهم في التعليم، نحن بحاجة إلى مجهود أكبر في متابعة الالتزامات السياسية والمالية للتأكد من أنها جدية وتؤدي إلى تغيير للأطفال على أرض الواقع.”
كما قال المدير الإقليمي للجنة الإنقاذ الدولية في الشرق الأوسط مارك شنالبكر: “عنى الصراع المستمر في سورية أنه في مقابل كل سوري عاد إلى دياره في العام الماضي، كان هناك ثلاثة أشخاص نزحوا حديثاً. سورية ليست آمنة وغير مستعدة لعودة اللاجئين. يجب على المؤتمر أن يعترف بهذا، وأن يلتزم بحقوق اللاجئين ويدعم الدول المجاورة لسورية التي قدمت الكثير بالفعل من خلال استضافتها لـ 5.6 مليون شخص”.
وقال أرنو كيمان مدير مكتب سورية في منظمة ميرسي كور: “تشهد المجتمعات في جميع أنحاء سورية مرارة العنف اليومي. مما يجعل من المخجل جلوس صانعي السياسات في بروكسل ليقولوا “هذا أفضل ما يمكننا القيام به”. تتكون مجموعات الإغاثة المحلية من جيران وهبوا نفسهم ليساعدوا جيرانهم، منقذين العديد من الأرواح يومياً. إنهم الشركاء الرئيسيين لجميع المنظمات الإنسانية الدولية وشريان الحياة لمجتمعاتهم. فإنهم بحاجة الى دعمنا”.
وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام مارتا لورنزو: “يقدم السياسيون الوعود بسرعة ثم يتباطؤون في تنفيذها. عليهم الوفاء بوعودهم للشعب السوري. في مؤتمر العام الماضي، تم وصف إعادة التوطين بأنه خيار أساسي بالنسبة إلى اللاجئين الضعفاء، لكن عدد السوريين الذين أُعيد توطينهم قد شهد تراجعاً. فقد استقر أقل من (3%) من اللاجئين السوريين في الدول ذات الدخل المرتفع مع قبول الولايات المتحدة 11 لاجئاً سورية فقط هذا العام”.
قالت نائبة المديرة التنفيذية لمنظمة الإنسانية والشمول فلورنس داوني،: “إن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة له آثار مدمرة. إن الحاجة لإعادة التأهيل البدني والنفسي والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لدى السوريين هائلة. يجب منح الجهات العاملة في إزالة الألغام إمكانية الوصول إلى سورية للقيام بما هو ضروري للسماح للمجتمعات بالعيش في أمان وكرامة”.
وقعت المنظمات التالية هذا البيان الصحفي: كريستيان إيد، كير إنترناشونال، لجنة الإنقاذ الدولية، المجلس النرويجي للاجئين، منظمة أوكسفام، جمعية إنقاذ الطفل، منظمة ميرسي كور، منظمة إنقاذ الطفل، ومنظمة الإنسانية والشمول.