مرايا – شؤون فلسطينية – دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم الاثنين، لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فورية يشارك فيها كل الشعب لتجديد الشرعيات انطلاقا من التمسك بالثوابت الوطنية
وقال هنية في خطاب له بمنزله في مدينة غزة، إنّ فلسطين والقدس لن تكون أبداً لغير أهلها الشرعيين، مؤكداً أنّه يوما بعد يوم تتضح معالم الصفقة والمؤامرة التي تحيط بقضيتنا الفلسطينية وفي المركز منها القدس واللاجئين.
وأضاف هنية، أنّ التصريحات حول الصفقة والتي تتزامن مع ترتيبات نقل السفارة الإسرائيلية إلى قدسنا المحتلة تؤكد خطورة الوضع الراهن لقضيتنا.
وأوضح، أنّ حماس قدمت كل ما طلب منها لضمان توحيد الصف الفلسطيني، لأن وحدة الموقف الفلسطيني هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لها أن تعطل أو تفشل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
وأكد، أن أي مجلس لا يحمل بشكل عملي مفهوم الوحدة، هو مجلس لا يعبر عن الكل الوطني، بل يمس بشكل صارخ وحدة شعبنا ويضرب المنظمة وشرعيتها وجدارة تمثيلها لكل أبناء شعبنا الفلسطيني، رافضاً المجلس الوطني والقرارات التي تصدر عنه لا تمثل الشعب الفلسطيني وانعقاده بهذه الطريقة لا تحل أزمة الشرعية التي تعاني منها قيادتها
وتساءل، لماذا الحرص على عقد المجلس الوطني بأي شكل وأي ثمن دون أدنى حرص على وجود الكل الفلسطيني، ولماذا التفرد بالقرار الوطني؟، مؤكداً أنّ حماس ومعها الكثير من أبناء شعبنا لن تقبل الاستمرار في البقاء في الحلقة المفرغة وستسعى لبناء موقف جديد لصالح مشروعنا الوطني الجامع”.
وشدد، “إذا استمرت قيادة السلطة في الامتناع عن الأخذ بالموقف الصحيح والصادق لبناء الوحدة الوطنية لمواجهة غطرسة الاحتلال فستجد نفسها في واد والشعب الفلسطيني في واد آخر”.
ونوّه، أنهم “وصفوا العمل العسكري بأنها مغامرة ومقامرة واليوم العمل الشعبي والسلمي أيضًا مقامرة ومغامرة فأي شكل يريدونه لدحر المحتلين وعقد المجلس الوطني دون تمثيل وطني وفي حراب الاحتلال تعكس عدم جدية قيادة السلطة على الوحدة”.
وتابع، أنّ المغزى الحقيقي لعقد المجلس الوطني يشير بوعي وبغير وعي إلى مشاريع هزلية رفضها شعبنا، داعياً كل حريص للعمل من أجل استعادة منظمة التحرير الفلسطينية ونقدر موقف كل من تصرف بشجاعة حفاظا على وحدة شعبنا
وأكمل، أنّ المنظمة على هذا النحو المختل لا تمثل إلا فريقاً يُصرُّ على طريق المفاوضات الفاشل ويستمر في التنسيق الأمني ويرفض كل أشكال المقاومة بما فيها المقاومة الشعبية.
وأضاف، لا بد من إعادة بناء مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير باتفاق وطني وفق كل الاتفاقات التي عقدت في القاهرة وبيروت.
وتابع، سيستمر تحركنا مع كل الغيورين من أبناء شعبنا لاستعادة المنظمة ووضع حد للانفصام السياسي وتغييب منهجية الاتفاق الوطني، مضيفاً يجب الاتفاق الآن وليس غدا على جدول وطني يضع شعبنا على الطريق الصحيح وفي إطار برنامج واحد من أجل التحرير وإسقاط المشاريع المشبوهة.
وقال، إنّ الأولوية الاستراتيجية الآن تتمثل في إسقاط صفقة ترامب وعدم السماح لتمريرها.
وأوضح، أنّ قرارنا الوطني الثابت باستمرار مسيرة العودة وكسر الحصار وتطويرها وتوسيع رقعتها نحو الضفة والشتات، مضيفاً أنّ أكثر من ثلثي أعضاء المجلس التشريعي -وهم مكون رئيس في المجلس الوطني- لن يشاركوا في المجلس الوطني بسبب رفضهم للطريقة التي عقد بها.
وأضاف، عدد كبير من أعضاء المجلس الوطني في الداخل والخارج، والجبهة الشعبية إلى جانب حماس والجهاد والإسلامي لن يحضروا حفلة التصفيق المتوقعة الليلة في رام الله، ولا يمكن الثقة في تنفيذ قرارات المجلس الوطني كما فعل مع قرارات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي خصوصا مع وقف التنسيق الأمني وإلغاء الاعتراف بالكيان الإسرائيلي.
ونوّه إلى، أنّ الإصرار على حشر منظمة التحرير في مربع خاص لفريق دون الكل الوطني لا يمكن أن يؤدي إلا لمزيد من التأزيم في الساحة الفلسطينة، نحن نرفض هذا الواقع وسيواجه بموقف شعبي ووطني حاسم، مؤكداً أنّ عقد المجلس الوطني دون نصاب وطني معتبر وتحت حراب الاحتلال يعكس غياب الجدية عند السلطة للاتفاق على برنامج كفاحي لمواجهة هذه المرحلة الدقيقة، وأن حركة حماس ومعها الكثير من أبناء شعبنا لن تقبل الاستمرار في البقاء في قلب هذه الحلقة المفرغة.
وشدد، أنه سيخرج عن المجلس الوطني ثلاثة أشياء، بيان سياسي ومجلس مركزي ولجنة تنفيذية لا تضم حماس والجهاد الإسلامي، منوهاً لقد كان الخيار المفضل لدينا يتمثل في تأجيل عقد المجلس الوطني وإعطاء المجال لعقد حوار وطني شامل بهدف الاتفاق على رزمة شاملة تتضمن البرنامج السياسي وتفعيل المجلس التشريعي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء انتخابات عامة.
وتابع، ستضطر حركة حماس لاتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على مصالح شعبنا وتمثيله الحقيقي، وسوف تعيد الحركة موقفها بشأن المنظمة طالما قياداتها تغلق الأبواب بشأن الأغلبية، مضيفاً أنّ قيادة منظمة التحرير لا تقبل الشراكة السياسية
وبخصوص الإجراءات العقابية بحق قطاع غزة، تابع هنية، أنّ هذه الإجراءات الانتقامية تأتي ضمن مخطط مرسوم، وليست ردّات فعل على أحداث هنا وهناك، مشيراُ إلى، أتّ عباس يرغب بالحصول على شرعية مضروبة لقيادة منبثقة عن المجلس الوطني والتفرد بالقرار الوطني.
وأكد، أنّ مسيرة العودة أحد أهم أشكال النضال الشعبي تدخل أسبوعها الخامس، ماضية بعزم لا تعرف التردد ولا تقبل المساومة، مشيراً سنحمي مسيرة العودة التي أحيت حلمنا بالعودة وأعادت الاعتبار لقضيتنا الفلسطينية ووضعت حصار غزة على طريق النهاية، وهي نقلة نوعية للمقاومة الشعبية.
وبخصوص قضية تفجير موكب رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله، قال، إنّ التفجير الذي حصل مع دكتور رامي الحمدالله كان يهدف إلى نسف المصالحة الفلسطينية، مضيفاً الهدف من هذه التفجيرات هو تنفيذ حزمة إجراءات عقابية وقصاص سياسي ضد أهلنا في قطاع غزة بما فيها مجزرة الرواتب، ومن يقف وراء التفجيرات نجح في عرقلة خطوات تحقيق المصالحة.
وأشار إلى، أنّ مؤتمر وزارة الداخلية بغزة المتعلق بحادثي تفجير موكب الحمد الله او اللواء توفيق الهدف منه الكشف عن خطة خطيرة كانت واعتقد لازالت تعد لقطاع غزة، و”هناك كلام واضح ومحدد تجاه أشخاص وأسماء ومواقع كشف عنها مؤتمر وزارة الداخلية والمخطط الذي كان يُعد لقطاع غزة خطير جداً والحمد الله ربنا سلم حتى الآن”.
وتابع، أنّ التفجيرات هدفت إلى عرقلة الترتيبات لمسيرة العودة وكسر الحصار وخلق فوضى أمنية في قطاع غزة، مؤكداً أنّ المخطط الذي أُعِدّ لقطاع غزة كان خطير جداً، إلا أنه فشل برعاية الله، ثم بجهود الأجهزة الأمنية ووعي شعبنا الفلسطيني.
وأكد، نحن لا نرسم سينوريوهات ولا نعمل أفلام ولا هذا من فكرنا ولا من تصوراتنا مطلقاً.. أقول لأخواني في رام الله قدموا ما عندكم من أدلة، داعياً الشخصيات في رام الله بأدلة ووقائع على ما كشف عنه بمؤتمر الداخلية في غزة، شاكراً الاجهزة الأمنية بغزة على جهودها في كشف تفاصيل قضيتي تفجير الحمدالله وأبو نعيم
وتوجه هنية بالتحية للعمال الفلسطينيين في يوم العمال العالمي.