مرايا – دعا وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة الى ايجاد تكامل اقتصادي واقامة شراكات تجارية واستثمارية مستدامة بين اصحاب الاعمال الاردنيين والقطريين.
وقال الوزير القضاة خلال مشاركته اليوم الخميس باللقاء الاردني القطري الذي نظمته غرفة تجارة الاردن ان علاقات البلدين قوية على مختلف المستويات، مثمنا دور الاستثمارات القطرية في دعم الاقتصاد الوطني.
واضاف ان حجم الاستثمارات القطرية بالاردن يبلغ 350 مليون دولار بالعديد من القطاعات الاقتصادية بالاضافة لوجود استثمارات تقدر بنحو 5ر1 مليار دولار بالسوق المالي، مشيرا الى ان هذا يعكس الترابط الاقتصادي القوي بين البلدين.
واشار القضاة الى التحديات التي تواجه الاردن جراء حالة عدم الاستقرار بالمنطقة وبخاصة الدول المحيطة والاعباء التي تحملتها المملكة جراء ذلك خلال السنوات الخمس الماضية والتي أدت الى تراجع الصادرات الوطنية بنسبة 20 بالمئة لاغلاق اسواقها التقليدية.
وقال وزير الصناعة ان هذه التحديات ورغم قسوتها الا انها ولدت فرص حقيقية بالاقتصاد الوطني ستظهر جليا في مرحلة اعادة الاعمار بالمنطقة واستقراراها، مشددا على ضرورة ان يكون هناك تكامل اقتصادي عربي للمشاركة بمشروعات اعادة الاعمار.
وتابع ان مؤسسات اقتصادية دولية تقدر حجم مشروعات الاعمار الاولية بالبنى التحتية والخدمات في سوريا بنحو 400 مليار دولار بالاضافة لنحو 200 مليار دولار بالعراق ناهيك عن الاحتياجات الاخرى.
واكد ان الاردن لن يكون بمقدوره لوحده استغلال هذه الفرص ما يتطلب وجود تكامل اقتصادي عربي للمساعدة في بناء سوريا والعراق ، داعيا لعقد شراكات بين الشركات الاردنية والقطرية للاستفادة من هذه المشروعات.
واشار وزير الصناعة الى ان الاردن يركز حاليا على تنويع اسواقه التصديرية لتعويض التقليدية التي فقدها جراء اضطرابات المنطقة واغلاق الحدود والمنافذ البرية مستندا على اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها المملكة مع مختلف التكتلات الاقتصادية.
وضرب القضاة اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة مثالا على نجاح الاردن بهذا الخصوص، مشيرا الى ان صادرات المملكة زادت من 50 مليون دولار الى 7ر1 مليار دولار بالوقت الحالي رغم استغلالها بالشكل الافضل.
واكد وزير الصناعة وجود فرص تصديرية كبيرة من خلال اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة لم تستغل، مشيرا الى ان الاردن يبحث عن شراكات تجارية مع دول اخرى للاستفادة منها.
واشار الى ان الاردن بدأ خلال السنوات الماضية التوجه نحو اسواق القارة الافريقية والترويج للصادرات الوطنية فيها، لافتا الى وجود توجه لتوقيع اتفاقيات تجارة افضلية مع كينيا واثيوبيا وانجاز شراكات تجارية معهما، داعيا الشركات القطرية للعمل مع نظيرتها الاردنية لاستغلال هذه الاسواق.
كما أشار وزير الصناعة الى ان التحديات الداخلية والظروف التي تواجه المنطقة انعكست على العلاقة الاقتصادية بين الدول العربية ما جعل التجارة العربية في ادنى مستوياتها منذ سنوات قليلة ولا تتجاوز 12 بالمئة بالاضافة الى تراجع حجم الاستثمارات العربية.
وناقش اللقاء الذي تخلله لقاءات ثنائية بين شركات البلدين التي مثلت مختلف القطاعات الاقتصادية، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الطرفين وازالة المعيقات التي تحول دون ذلك، والية اقامة مشاريع استثمارية مشتركة.
كما تم مناقشة اقامة معارض مشتركة وانشاء لجان متخصصة لتعزيز التعاون ودعوة الجانب القطري للمشاركة بمشروعات اعادة الاعمار بالمنطقة من خلال اقامة مشاريع استراتيجية.
واكد رئيس غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي ان القطاع الخاص الاردني حريص على التشارك والتنسيق وفتح ابواب جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين وتطوير الاستثمارات، مشيرا الى الدور الذي يمكن ان يلعبه مجلس الاعمال المشترك بهذا الخصوص.
وشدد العين الكباريتي على ضروة مناقشة اية عقبات تقف عقبة بطريق تنمية العلاقات التجارية الاردنية القطرية والعمل كفريق واحد لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلدين انطلاقا من عمق علاقاتهما الاخوية التي تجمعهما.
وعبر عن امله بان تشهد المرحلة المقبلة تعاونا اقتصاديا عميقا بين البلدين وان يتم تعزيز الاستثمارات القطرية بالاردن بقطاعات جديدة والاستفادة من الفرص المتوفرة بالمملكة بما يدعم الاقتصادي الوطني والمساعدة في توفير فرص العمل للايدي العاملة الاردنية.
واوضح العين الكباريتي ان غرفة تجارة الاردن حريصة على التواصل مع المستثمرين واصحاب الاعمال العرب والأجانب بهدف الترويج للمملكة كواجهة استثمارية وتجارية مهمة تنعم بالامن والاستقرار وبوابة لدخول اسواق المنطقة.
وأشار الى أن الروابط العميقة التي تجمع مؤسسات القطاع الخاص لدى الجانبين اسهمت بتطوير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية وساعدت بمعالجة العديد من العقبات تؤثر على حركة انسياب البضائع والمنتجات الاردنية للسوق القطرية.
بدوره، اشار النائب الاول لرئيس غرفة صناعة الاردن محمد الرفاعي الى ان قطر تعتبر سوقا مهما للصناعة الاردنية لكن ظروف المنطقة تحول دون الاستفادة منها، داعيا لبناء شراكات استثمارية بين البلدين.
الى ذلك اكد رئيس غرفة تجارة قطر خليفة بن جاسم بن محمد ال ثاني ان بلاده ترتبط مع الاردن بعلاقات اخوية وتاريخية، لافتا الى وجود رغبة قوية لتعزيز اقتصاديا ونقلها لمستويات اعلى تلبي طموحات البلدين الشقيقين.
وقال ان العلاقات الاردنية والقطرية تطورت على مختلف المستويات بدعم من قيادتي البلدين ما يتطلب العمل سويا على تعزيز التعاون بين قطاعات الاعمال وصولا لشراكة اقتصادية حقيقية.
وبين ان الاقتصاد القطري يزخر بالكثير من الفرص الاقتصادية التي يمكن ان تستقطب اهتمام المستثمرين الاردنيين، مثمنا استمرار تدفق المنتجات والسلع الزراعية والمنتجات الغذائية الاردنية للسوق القطرية ما يعكس عمق العلاقة الوطيدة بين رجال الاعمال في البلدين.
واشار الى ان عدد الشركات الاردنية المملوكة بنسبة 100بالمئة لمستثمرين اردنيين في دولة قطر بلغ 127 شركة بنهاية العام الماضي برؤوس اموال 50 مليون دولار فيما يصل عدد الشركات القطرية الاردنية المشتركة العاملة الى 1340 شركة برؤوس اموال 490 مليون دولار امريكي.
واوضح رئيس الغرفة ان هذه الشراكات دعمت نمو التجارة البينية بين البلدين قبل ان تتراجع الصادرات القطرية الى الاردن بنسبة 30 بالمئة خلال الماضي، مؤكدا ثقته بان معدلات التجارة بين البلدين ستعود الى النمو وبنسب أكبر خلال السنوات المقبلة.
وتم على هامش اللقاء توقيع اتفاقية بين شركة ودام الغذائية القطرية ومجموعة من المستثمرين الاردنيين الذين يمثلهم رئيس مجموعة الكيلاني الاستثمارية محمد الكيلاني، وذلك لتأسيس شركة في دولة قطر تختص باعادة تدوير المخلفات الحيوانية.
وتم خلال اللقاء الذي حضره رؤسائ غرف التجارة والصناعة وممثلي القطاعات التجارية بالمملكة تقديم عروض عن المجموعة الاردنية للمناطق الحرة والتنموية وجامعة العقبة للتكنولوجيا وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.