غموض وشكوك حول تعاظم اغتيال المقاومين وحماس تعد بكشف التفاصيل
القسام : الخلية كانت تلاحق أكبر منظومة تجسسٍ فنيةٍ
احاديث عن اغتيال خلية الجهاد الاسلامي الاخيرة بنفس الطريقة المعقدة
مسؤول امني : على المقاومين اعادة مفهوم التشبيك وتبادل المعلومات والعمليات

مرايا – شؤون فلسطينية – في اللحظة التي كان فيها القيادي في حماس محمود الزهار يكيل التهم والشتائم للمجلس الوطني الفلسطيني ويصفه بغير الشرعي وسمى الحاضرين بالجواسيس , كانت خلية من حماس تنتظر موعدا مع الشهادة , وهي تتابع تفكيك خلايا تجسس زرعتها ايادي العملاء , والغريب ان احدا من حماس لم يكشف حتى اللحظة , كيف اصطاد الجواسيس صائديهم , وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها البنية البشرية لحركة حماس للاغتيال , وسط حالة انكار وعدم مراجعة , رغم كثير من الاعترافات لجواسيس ابرزهم نجل القيادي حسن يوسف الذي اعترف كيف اسهم في اغتيالات كثيرة وتسليم الكثيرمن المقاومين .
الضربة الموجعة التي تلقتها المقاومة الفلسطينية واغتيال خلية كاملة مكلفة برصد ومتابعة الجواسيس , عالجتها الحركة ببيان جرى تكراره اكثر من مرة وبعد كل اغتيال , وقالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس , إن شهداءها الستة الذين ارتقوا مساء أمس في المحافظة الوسطى أفشلوا مخططاً تجسسياً خطيرا , و أن الشهداء كانوا في مهمة أمنيةٍ وميدانيةٍ كبيرة ، يتابعون أكبر منظومة تجسسٍ فنيةٍ زرعها الاحتلال في قطاع غزة خلال العقد الأخير للنيل من شعبنا الفلسطيني ومقاومته , وبينت أن الشهداء الستة نجحوا بعد عملٍ وجهدٍ دؤوب في الوصول إلى تلك المنظومة الخطيرة ، وتمكنوا من حماية شعبنا ومقاومته من مخاطر غايةٍ في الصعوبة ، وأفشلوا هذا المخطط الاستخباري التجسسي الكبير الذي كان يعول عليه العدو الإسرائيلي وأجهزة مخابراته .
شرعية الاجابة ليست متوفرة في بيان الحركة , مما دفع كثيرين الى تكرار السؤال عن اصرار حماس على صرف التهم للاخرين دون التوقف عند مراجعة تركيبتها الداخلية بشقيها السياسي والامني , مستثمرة في تعاطف الشارع الفلسطيني والعربي مع المقاومة , لكن رحيل المقاومين بهذه الطريقة شبه المجانية فيها اضعاف للفكرة وخسائر هائلة في الموارد البشرية , فقد سبق لكتائب الجهاد الاسلامي ان ودعت اربعة شهداء اثناء التحضير لمواد قتالية كما قالت حركة الجهاد حينها , لكن مصادر غزية قالت انهم استشدوا في عملية معقدة , تشابه تلك العملية التي استشهد فيها اعضاء حركة حماس الستة .
الحدث الكبير كما وصفه بيان القسام , ستقوم الحركة بكشف تفاصيله وجوانبه المهمة خلال الايام القادمة كما يقول بيان الحركة , مما يلقي مزيدا من التشويش والقلق على الية عمل المقاومة ومنسوب اختراقها كما يقول مصدر امني رفيع , يرى ان حماس ما زالت تعاني من اختراقات امنية قاتلة , وترفض الاستماع الى نصائح كثيرين , ولعل ابرز تلك النصائح هي وقف التنسيق مع قيادات الخارج وتحديدا في ملف التسليح والمقاومة , والعودة الى الاساليب البدائية في تبادل الرسائل والمهمات , فهذه الوسائل ما زالت ناجحة وغير مرصودة من ادوات التكنولوجيا الحديثة , مستشهدا الخبير الامني بتجربة حزب الله في لبنان الذي ما زال يعتمد على ادوات ما قبل الحداثة في التواصل ونقل المهام .
مصدر امني سياسي, يقول ان تبادل الاتهامات بين فتح وحماس وارتفاع منسوب الشك بين الفصيلين في العمل المقاوم , اسهم في منح الكيان الصهيوني مجالا حيويا , حيث الالتفات الاكبر من الفصيلين للاختراقات المتبادلة ناسين الاختراق الصهيوني , وهذا منح اجهزة الامن الصهيوينة مساحة اضافية لتلك الاجهزة كي تمارس افعالها واعمالها براحة اكبر من اللازم , ويؤكد المصدر انعدام التشبيك بين اذرع المقاومة , كما كان الامر ابان مرحلة النضال الفلسطيني المستمر في حياة الراحل ابو جهاد , الذي انتج مفهوم التشبيك وتبادل المعلومات والعمليات ./الانباط – قصي ادهم