مرايا – تشهد العقبة قريبا إنشاء قناة مائية صناعية بطول 700 متر تضيف مساحات شاطئية جديدة للعقبة تقام على ضفافها العديد من المقاهي والمطاعم، فيما سيتم السماح بالتنقل داخلها بالقوارب الصغيرة في جولات سياحية لتنويع المنتج السياحي وإعطاء تجربة سياحية إضافية للسائح والزائر.
وأشار رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة إلى أن عطاء هذه القناة سيطرح قريبا ضمن الرؤية التطويرية للشاطئ.
ولتعزيز مهنة الصيد التراثية في العقبة والمحافظة عليها كمنتج سياحي تراثي يرتبط بحياة الناس أوضح الشريدة أنه سيتم قريبا إنشاء سوق السمك السياحي بمواصفات عالمية بحيث تقدم للسائح تجربة غنية بالتسوق المباشر من الأسماك التي تصطاد في بحر العقبة وتخصيص مرفأ خاص بقوارب الصيادين في المنطقة.
وجاءت تصريحات الشريدة هذه على هامش حفل توقيع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في العقبة اليوم والشركة العربية الدولية للانشاءات والعطاءات المملوكة للقوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربي ) على اتفاقية اعادة تأهيل وتطوير ساحة الثورة العربية الكبرى في العقبة بكلفة اجمالية تناهز 7 ملايين دينار.
وأوضح أن الاتفاقية تستهدف تأهيل ساحة الثورة وسارية العلم واضافة مبان بمساحة 4500 متر مربع في الساحة الشمالية والجنوبية تحتوي على خمسة متاحف ومعارض مختلفة تضم مقتنيات العقبة التاريخية والأثرية وتعكس تاريخ وحضارة المدينة على مر العصور.
ونوه الشريدة إلى أن التطوير سيشمل ايضا انشاء متحف للأطفال، ومتحف للتراث وإنشاء حديقة مميزة في المكان وإعادة تنظيم مداخل ومخارج الساحة ومدرج مطل على البحر، مبينا ان هذا التأهيل يرتبط أيضا بمجمل عمليات التطوير لشاطئ الغندور “الحفاير”، والذي يعد المتنفس الأكثر حيوية في المساحات الشاطئية العامة، حيث تم طرح عطاء ميناء قوارب الصيد وسيتم البدء بتنفيذه خلال الأسابيع القادمة.
وقال الخبير السياحي محمد السلامين إن إعادة تأهيل ساحة الثورة العربية الكبرى بكافة تفاصيلها، هو تعزيز للمنتج السياحي في العقبة، مؤكداً ان اضافة قناة مائية ذات مواصفات خاصة على الشاطئ بالقرب من الساحة يعطي بعداً سياحياً جديداً في عالم صناعة السياحة. واشار الى ان العقبة بهذه الوتيرة من العمل والترويج ستصبح تنافس وبقوة المدن الساحلية على البحر الأحمر.
من جهته قال المواطن تامر الحراسيس إن وجود أسواق سياحية خاصة بمنتجات البحر لا سيما أسواق الأسماك سيعطي المدينة جمالا، من خلال العمل على تنظيمها بشكل يليق بها كواجهة بحرية على البحر الأحمر، مبيناً أن العقبة أصبحت الان من المدن التي يقصدها السياح للاستمتاع ببحرها ومنتجها السياحي ، سيما اضلاع المثلث الذهبي البتراء ووادي رم والعقبة .
الى ذلك وفيما ساهمت سياحة البواخر مؤخرا بتحريك النشاطين الاقتصادي والسياحي في العقبة، ارتفعت كافة المؤشرات السياحية خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بالربع الاول من العام الماضي 2017، بحسب البيانات الاحصائية الصادرة عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وبحسب مفوض السياحة والشؤون الاقتصادية في السلطة شرحبيل ماضي فإن وصول آلاف السياح عن طريق البواخر منذ بداية العام، عمل على تنشيط الحركة الاقتصادية في العقبة، المواقع الأثرية في البتراء، بالإضافة إلى وادي رم.
وقال إن نشاط سياحة البواخر خلال الربع الأول من العام الحالي وصل إلى ما يقارب 300 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
واوضح ان هذا النوع من السياحة ساهم بشكل كبير في الترويج والتعريف بشكل أكبر بالمنتج السياحي الأردني الفريد من نوعه في المنطقة، وما يحتويه من كنوز أثرية وسياحية.
وقال ماضي ان عدد الزوار المقيمين في فنادق العقبة خلال الربع الأول من العام الحالي بلغ (209704) سائحين مقارنة مع (124792) سائحا خلال نفس الفترة من العام الماضي بزيادة مقدارها 68%، مؤكداً أن مدة اقامة السائح ارتفعت خلال نفس الفترة الى 3.64 ليلة مقارنة مع 3.48 ليلة في نفس الفترة من العام 2017 بزيادة مقدارها 5% تقريبا.
واشار ماضي إلى أنه كذلك ارتفع عدد الزوار القادمين من خلال مطار الملك حسين الدولي خلال الربع الأول للعام الحالي بنسبة 95 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، في حين ارتفع عدد زوار محميّة وادي رم الطبيعية بمقدار 36.5 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، كما ارتفع عدد القادمين من خلال معبر جنوب وادي عربة خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 95 % تقريبا مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
من جانب آخر ومع اقتراب شهر رمضان المبارك وارتفاع الطلب على السلع الرمضانية وتعاقد التجار على شراء آلاف الحاويات، كشف الشريدة عن وضع السلطة خططا بديلة ومتكاملة لمواجهة أي عقبات قد تعترض حركة البضائع من وإلى موانئ العقبة خلال الشهر الكريم.
واكد انه سيتم تركيب 5 اجهزة كشف أشعة على منظومة الحاويات، لزيادة حجم المناولة وتخفيض فترة المكوث، مشيرا الى ان السلطة أنهت استعداداتها في هذا الاطار، بالتعاون مع جميع الجهات المينائية والبحرية والدوائر الحكومية في محافظة العقبة.
واضاف الشريدة أن كوادر الجهات المعنية في الموانئ والجمارك ستعمل على مدار الساعة، بهدف انجاز المعاملات المتعلقة بالمناولة وتفويج الشاحنات من خلال المراكز الجمركية والتغلب على كل التحديات، التي تواجه انسيابية البضائع والتخليص عليها بأوقات قياسية، مؤكدا عدم تسجيل أي حالات تأخير لعمليات المناولة.