مرايا – شؤون فلسطينية – من المتوقع ان تشهد الاراضي الفلسطينية في الرابع والخامس عشر من الشهر الجاري مسيرات وتظاهرات ومواجهات سواء على نقاط التماس في محافظات الضفة او على السياج الحدودي بين قطاع غزة واسرائيل، تزامنا مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وعزم ترامب نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس، وسط تخوفات اسرائيلية من تصعيد محتمل ردا على هذه الخطوة، فقد اكد وزير جيش الاحتلال ليبرمان مرارا خلال الاسبوع الماضي ان اسرائيل تعلم انها ستدفع الثمن غاليا بنقل السفارة الا انها نقلها يستحق هذا الثمن، مؤكدا عن جملة من الاستعدادات لمواجهة اي تطورات على الارض.
وفي هذا الاطار، قال القيادي في مسيرات العودة الكبرى بغزة احمد المدلل لـ معا ان ذروة المسيرات ستكون في الرابع عشر من هذا الشهر، متوقعا خروج الالاف على الشريط الحدودي في غزة، كرد على خطوة نقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس المحتلة، مؤكدا في الوقت ذاته ان المسيرات ستبقى سلمية ولن تخرج عن هذا الاطار لاحراج الاحتلال امام المجتمع الدولي.
وطالب المدلل المتظاهرين بالمشاركة في المسيرات وفق الخطط التي وضعتها الهيئة العليا للمسيرات، والتي تهدف الى تخفيف سقوط الشهداء بغزة، مضيفا ان عملية اجتياز الحدود سيتم تحديدها وفقا للتعامل الاسرائيلي مع المتظاهرين، الا ان القرار على الارض هو بالمسيرات السلمية.
وحول امكانية تنفيذ الاحتلال عدوان على غزة، قال ان التهديدات الاسرائيلية لا تخيف المتظاهرين بغزة، الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة بالطريقة السلمية، مشيرا الى ان الاحتلال لا يجرؤ على مثل هذه الخطوة خوفا من رد المقاومة عليه وسيحسب حساب اي رد محتمل قبل خوض اي مواجة او شن عدوان على غزة، وطالب المجتمع الدولي بضرورة وقف العدوان الاسرائيلي بقتل المتظاهرين السلميين على الشريط الحدودي.
اما الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الاسرائيلية عادل شديد في حديث لـ معا رأى ان الوضع في الضفة سيقتصر على المواجهات والمناوشات التي لن تتعدى يوم نقل السفارة على الارجح، معللا ذلك بسبب غياب التحضيرات والقيادت الميدانية في الضفة على حد تعبيره، لكنه لم يستبعد ان يعكس المشهد في غزة على مدن الضفة مما قد ينجم عنه تصعيد محتمل وعدم استقرار في مناطق مختلفة.
واضاف ان قوات الاحتلال ستسعى لوقف ومنع المسيرات في الضفة والقطاع ولن تسعى للتصعيد من اجل تمرير نقل السفارة بالشكل المطلوب ومن اجل تمرير وضع سياسي جديد على الفلسطينيين ليصبح وجود السفارة الامريكية في القدس شيء من الواقع، معتبرا ان اسرائيل تسعى لما هو اكبر من نقل السفارة، الا ان المظاهرات في القطاع والضفة قد تعيق مشروعها هذا، وبالتالي فان وقف ومنع المواجهات سيكون الحل الامثل لها كما يقول شديد.
ونوه شديد الى ان سعي اسرائيل الى تمرير نقل السفارة بشكل هادئ لا يعني انها لن تعمل على تصعيد ومواجهة محتملة في غزة، خاصة اذا ما استمرت مسيرة العودة لمدة اطول ووسط ضغط من المستوطنين في المناطق المحاذية للقطاع الذين ابدوا عدم قدرتهم على استيعاب هذه المسيرات، مشيرا الى ان خيار انهاء المسيرات قد يكون حلا اسرائيليا خاصة انها لا ترغب في استنزاف جيشها على حدود غزة في مسيرات لن تتوقف على المدى القريب، في الوقت الذي يتجهز فيه الاحتلال لمواجهة محتملة مع ايران وحزب الله.
ويشار الى ان مسيرات العودة على السلك الحدودي في قطاع غزة، مستمرة منذ 6 اسابيع، وسط تحضيرات بتصعيدها اعتبارا من الجمعة القادمة التي ستكون الجمعة الـ 7 لمسيرات العودة السلمية.
وقتل الاحتلال منذ 30 مارس الماضي 45 فلسطيني على حدود غزة، واصيب الالاف بجروح مختلفة.
ومن المتوقع ان يفرض الاحتلال طوقا امنيا مشدد على مدن الضفة، وان يزيد من قواته الامنية على حدود قطاع غزة خوفا من اي رد فلسطيني.