مرايا – يتخرج كل عام من جامعات روسيا آلاف الطلاب الروس والأجانب، ويشكل الطلاب العرب ثالث أكبر فوج من الموفدين إلى الدراسة في روسيا الذين يبلغ عددهم الآن نحو 12 ألف شخص قدموا من 19 بلدا من بلدان العالم العربي.

. وتتميز الجامعة الوطنية للبحوث النووية “ميفي” بكونها واحدة من أفضل الجامعات الروسية في مجال الفيزياء النووية الروسية والتي لا تدرس في أي مكان آخر في العالم.

وكالة “سبوتنيك” الروسية أجرت حوارا خاصا مع أحد ألمع طلاب جامعة “ميفي” لهندسة الفيزياء باحث الدكتوراه أيمن عاهد أبو غزال الذي يحمل الجنسية الأردنية، والذي نجح في ابتكار آلية جديدة لتطوير المفاعلات النووية. ليحدثنا عن أبرز محطات حياته في روسيا.

تخرج أيمن عام 2010 من كلية الفيزياء في جامعة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية، وانخرط في سلك التدريس مدة عام واحد، لكنه كان يطمح في استكمال دراسته، ونجح عام 2014 في الحصول على درجة الماجستير في هندسة الفيزياء النووية والتقنية في روسيا الاتحادية.

وبعد نيله درجة الماجستير، أكمل دراسة الدكتوراه، وقال أيمن: “اقترح عليي الاستاذ المشرف موضوعا غريبا للرسالة العلمية لم يكن واضحا في البداية وبدا لي صعبا جدا، والذي يتلخص بدراسة طريقة جديدة في مجال الفحوصات غير اتلافية لمواد المفاعلات النووية. وهنا اود ان اوصح بان المواد التي تستخدم في صناعة المحطة النووية هي مواد خاصة ولابد من ان تخضع لفحوصات دورية لكافة اجزائها قبل تشغيل المفاعل وأثناء تشغيله و بعد انهاء خدمته وذلك بعدة طرق، أهمها الفحص باستخدام الامواج الصوتية وباستخدام أشعة غاما، واشعة اكس راي، وبرادة الحديد الممغنطة ومعظم هذه الطرق باهظة الثمن.”.

وتابع أيمن: “تتميز طريقتنا والتي تقوم على مبدأ الكتروفيزيائي بكونها ليست فقط منخفضة التكلفة وانما هي الطريقة الوحيدة التي تعمل في قلب المفاعل النووي أثناء التشغيل، إذ لا تقدم باقي الطرق في مجال المراقبة الغير اتلافية تشخيصًا واضحًا، بسبب عوامل خارجية مؤثرة؛ مثل الجرعات الإشعاعية والحرارة العالية.” وأردف بقوله: اقترح المشرف بان نقوم بتجربة هذه الطريقة في مختبر ثم في مكان حقيقي، ولكن للاسف انا كاجنبي لا يسمح لي بإجراء تجارب نووية داخل منشأة مفاعلات للأبحاث النووية، ولكن قررت تقديم طلب الى شركة روس اتوم وبعد دراسة الطلب تم تحويل طلبي إلى رئيس قسم الفحوصات باستخدام النيوترونات الحرارية في مدينة “دوبنا”، وبعدها انتظرنا سنة ونصف لحين حصلنا على الموافقة من مفاعل “دوبنا” التابع للمعهد المشترك للبحوث النووية الواقع في ضواحي موسكو. وهنا واجهنا تحدي جديد وهو تامين الاجهزة والادوات والمعدات للقيام بالاختبار. ولذلك فور الحصول على الموافقة شارعنا بتصميم جهاز الاختبار من ابرز ميزاته ان تكون نظم الاستشعار يديوية ويتراوح حجمها بين 1 و 2 ملم فقط وتسمح بتركيبها في أي مكان يصعب الوصول إليه عمليًا، ويشمل ذلك مناطق الاتصال والربط بين المعدات عن طريق اللحام.”.

وقال أبو غزال: “قمنا بأول تجربة في شهر أكتوبر / تشرين الأول حيث تم الاتفاق على تعريض العينة (قطعة من مواد المفاعلات النووية) من جهة واحدة لقوة شد تبدأ من 50 ميغاباسكال ثم زيادة قوة الشد ل100 ثم 150 حتى تنقطع العينة.

وبعد الانتهاء من تجربة الطريقة الجديدة، قمنا بتحليل البيانات، واستطعنا عند قوة شد تتجاوز ال 200 ميغاباسكال العثور على الشقوق الجنينية أثناء التشوه البنيوي المتدرج لعينة من سبيكة الصلب المستخدمة في صناعة المفاعلات النووية، وتنبأنا أيضا بمكان ولحظة ظهور تشقق جنيني، قبل 6 أو 7 ساعات من انقطاع العينة.”

يذكر أن أبو غزال مثل قسمه الأكاديمي في مؤتمرات عدة داخل روسيا، وتم نشر نتائج تجربته في مجلات عالمية مرموقة.