مرايا – يتخوف سكان في مدينة معان، في ظل توقعات بتعرض المملكة لمنخفضات جوية جديدة، من احتمالية انهيار سد الوحيدي الترابي، جراء انجراف أجزاء من أطرافه وارتفاع منسوب المياه فيه، الأمر الذي قد يحدث فيضانا بالمنطقة يتسبب بغرق منازل بالمياه.
وتعيد مخاوف فيضان سد الوحيدي ذكريات أليمة لأبناء مدينة معان تمثلت بفيضان سيل معان في شتاء العام 1966، حيث تسبب بغرق نحو 250 شخصا، فضلا عن أضرار كبيرة في ممتلكات عامة وخاصة، وترك خلفه كارثة إنسانية ما تزال محفورة في ذاكرة أهالي معان.
وتبلغ كمية المياه في هذا السد، والذي أنشأته وزارة المياه والري العام 2007، ويقع على طريق ايل والقريب من التجمعات السكانية في مزارع دبة الكرم، نحو مليون متر مكعب.
ويؤكد مواطنون أن “ارتفاع منسوب المياه في السد كان سببا في انهيارات وانجرافات محدودة ببعض أجزائه”، معربين عن تخوفاتهم “من فيضانه وإغراقهم وغمر منازلهم”.
ويطالبون بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة السد، كون السدود الترابية أكثر عرضة للانهيارات والانجرافات، داعين إلى “عمل تدعيم للسد وزيادة ارتفاعه، خاصة وأنه تم إنشاؤه خلال الأعوام الماضية كأحد المشاريع العاجلة لدرء مخاطر السيول والاستفادة من المياه”.
من جهته، يؤكد عضو مجلس المحافظة وصفي صلاح أنه “ورد إلى مجلس المحافظة عدة شكاوى تفيد بوجود خطر جراء انهيارات وانجرافات في السد”، موضحا أن أعضاء المجلس قاموا بجولة على السد حيث تبين أن “هناك أجزاء منهارة جراء تحرك الحجارة المرصوفة من مكانها”.
ويبين صلاح أن” المجلس قرر تشكيل لجنة تضم مختصين لتقييم الوضع الراهن في السد، ومعرفة مدى خطر الانهيارات الموجودة، والعمل على معالجتها بأسرع وقت ممكن”.
إلى ذلك، يؤكد الناطق الإعلامي باسم سلطة وادي الأردن طارق الوشاح أن قضية انهيار أو انجراف سد الوحيدي وفيضان مياهه “أمر مستبعد نهائيا، كون السد مصمم بشكل يستطيع استقبال مياه الفيضانات”، مشيرا إلى أنه وبشكله الحالي “يشكل حاجزا طبيعيا للمياه، يُستفاد منها للأغراض الزراعية وتربية المواشي”.
ويقول الوشاح إنه في حالة فيضان مياه السد لأي سبب كان كارتفاع منسوب المياه فيه، فإن مياهه “تخرج عبر مكان مصمم لهذا الغرض بشكل آمن، وبالتالي تسيل المياه عبر أودية ومجاري السيول”، مؤكدا ان السكان القاطنين بالقرب من السد “لن يتضرروا نهائيا جراء ذلك”.
ويوضح أن هناك لجنة وطنية لسلامة السدود وهي الجهة التي تقرر سلامة السدود قبل نهاية كل موسم صيفي، لافتا إلى أن اللجنة مشكلة من 7 خبراء يمثلون مؤسسات حكومية وخاصة مختصة، تجري كشفا ميدانيا على السدود وتجري فحوصات دقيقة ومكثفة، ثم تصدر تقارير تؤكد جاهزية أو عدم جاهزية السدود لاستقبال وتخزين مياه كل عام.
ويتابع الوشاح أنه وبناء على تلك التقارير فإنه يتم اتخاذ الاجراءات التي تضمن سلامة السدود وجاهزيتها، والعمل على معالجة أي خلل قد يكون موجودا في أي سد.