مرايا – دعا خبراء محليون ودوليون شاركوا في مؤتمر نظمته الأحد جمعية العون الصحي الأردنية – الدولية، الى تقديم مزيد من الدعم للمنطقة والأردن تحديدا لمواجهة تداعيات أزمة اللجوء السوري.

وأكدوا في توصيات اختتموا بها فعاليات مؤتمرهم الذي عقد تحت عنوان “دور المنظمات غير الحكومية في الإستجابة لأزمة اللجوء السوري في الأردن”، وحضر جانبا منه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، ضرورة تفّهم صناع القرار لدور المنظمات الأهلية في الاستجابة لأزمة اللجوء السوري، باعتبارهم جزء من المنظومة الوطنية، وعليه فإنهم شركاء وليسوا منافسين.

وتضمنت التوصيات، نقل الخبرات الأردنية الإدارية والإغاثية في مجال اللجوء للأجيال الأردنية الشابة من خلال التدريب، وتأليف الكتب المتخصصة، وبناء قاعدة بيانات بالخبراء الذين شاركوا على مدى عقود من عمر الدولة الأردنية في التعامل مع أزمات اللجوء واللاجئين. ودعت أيضا المجتمع الدولي وخزانات الفكر بضرورة إشراك المنظمات غير الحكومية المحلية في أي تغيير بمفاهيم عمل المنظمات في المرحلة القادمة.

كما أوصوا بدعوة القطاع الخاص الأردني والدولي لإطلاق مبادرة الجامعة الإنسانية لتكون أولى الجامعات المتخصصة في تدريس العلوم الخاصة لإدارة العمل غير الربحي، ولتكون مرجعية إقليمية أكاديمية لدول الشرق الأوسط، حيث من المتوقع استمرار المنطقة لعقود قادمة تحت مراحل التنمية، ودعوا الى التعامل وطنيا ودوليا مع تحدي أزمة اللجوء السوري في الأردن كفرصة لتنمية اقتصادية طويلة الأمد من خلال برامج عملية وحقيقية تتطلب تغييرات نظرية في قضية التعامل مع الأزمة.

وشارك في المؤتمر عدد من الخبراء المحليين والدوليين في صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومؤسسة نور الحسين، ومركز “تمكين”، ووكالة التخطيط والإبتكار، والقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية/الجيش العربي، ومنظمة “UPP”، وجمعية الصداقة الفنلندية، والجمارك الأردنية، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية/ دبي، وجمعية العون الصحي الأردنية الدولية، وأكاديميين ونشطاء في مجال اللجوء، حيث استعرضوا دور مؤسساتهم في كيفية الإستجابة لأزمة اللجوء السوري.

وعرض مدير أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن علي المومني خلال فعاليات المؤتمر، دور القوات المسلحة الإنساني المبكّر في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، مبيّنا أن مستوى المساعدات الذي يقدمه المجتمع الدولي غير كاف ولا يرتقي إلى مستوى الأعباء التي تتحملها القوات المسلحة جرّاء الأزمة، إنسانيا وأمنيا.

وبيّن المومني، عملية التنسيق وتنظيم العلاقة والإتصال فيما بين القوات المسلحة – الجيش العربي والمنظمات والهيئات الإنسانية المحلية والدولية في مجال العمل الإنساني وتقديم المساعدات للاجئين السوريين، مشيرا إلى إيصال (272) قافلة مكونة من (4286) شاحنة مساعدات من خلال الحدود منذ بداية الأزمة السورية إلى الآن.

وقال المستشار والخبير الدولي للحكومات بقضايا اللاجئين كيليان كلينشميدت، إن التحديات التي يواجهها العالم في القرن الواحد والعشرين، ومن ضمنها الفقر وقضية اللجوء، تقتضي من المجتمع الدولي الاستخدام والإستفادة المثلى من المصادر التي يوفرها العالم اليوم في مجال التطور التكنولوجي والمعرفي وثورة الإتصالات في حل المشاكل والتحديات التي يواجهها فقراء العالم اليوم ولاجئيه، بحيث تكون الإستجابة لهذه التحديات ليست المزيد من المساعدات المالية والعينية، بل استجابة أكثر ذكاء وفعالية ومرونة في توفير حياة كريمة لهم.

أما الرئيس التنفيذي لجمعية العون الصحي الأردنية الدولية الدكتور يعرب العجلوني فقال، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية، أن الهدف من المؤتمر، هو رفع توصيات عملية ومقترحات إلى صناع القرار الإداري والسياسي في الحكومة الأردنية ومؤسسات المجتمع الدولي، بشأن التعامل مع التحديات التي يفرضها اللجوء السوري في الأردن، اضافة إلى تطوير عمل هذه المنظمات وتحسين دورها كجزء من المنظومة الوطنية الدولية.

ودعا العجلوني إلى ضرورة صياغة خطاب حكومي جديد تجاه المجتمع الدولي بشأن التعامل مع أزمة اللجوء السوري، على اعتبار أن الأزمة قد تطول، مؤكدا أهمية الطلب من المجتمع الدولي تقديم مساعدات ومنح على شكل برامج تنموية اقتصادية طويلة الأمد يستفيد منها اللاجئون والمجتمعات المضيفة لهم.

كما دعا إلى أهمية إشراك المنظمات غير الحكومية الأردنية على المستوى الوطني بشأن التعامل مع أزمات اللجوء، بحكم دورها الفاعل على هذا الصعيد إضافة لكونها جزءا لا يتجزأ من المنظومة الوطنية الأردنية.