مرايا – شؤون محلية – أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز رفض الأردن القاطع لنقل السفارة الأميركية إلى القدس الشريف باعتبار نقلها مخالفا لكافة قرارات الشرعية الدولية، وان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني يقضي على فرص السلام بالمنطقة.
ودعا خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها جامعة الزرقاء اليوم الاثنين للحديث حول ‘ الأردن والواقع العربي الراهن والتحديات ‘ الى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى والسعي من أجل حلها بشكل عادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف ، مشيرا الى ان القدس كانت وما زالت تحتل مكانة عظيمة في وجدان الهاشميين على مدار التاريخ.
وبين ان أمتنا اليوم تعيش ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديد، حيث اصبحنا نخشى إعادة تقسيم المقسم من دولنا، كما اصبحت منطقتنا ساحة لصراعات دولية واقليمية والكل يبحث عن مصالحه فيها، ما يستدعي تعزيز الوعي العربي والتنبه الى ما يحاك من خطط ومن مؤامرات تستهدف تجزئة العالم العربي.
وأوضح ان ما سمي بــ ‘الرماد العربي’، تسبب بالفوضى والدمار للعديد من الدول العربية، وأدى إلى انقسامات وفوضى وعدم استقرار أمني ومجتمعي، وتفشت عمليات القتل على أسس طائفية، كما أسهم في انتشار قوى التطرف والإرهاب، بينما تمكن الأردن من تجاوز التحديات في ظل هذه الفوضى من حوله والصراعات السياسية التي تعصف بالمنطقة.
وأضاف ان محاولة الثورة العربية الكبرى بإنشاء دولة قومية عربية واحدة باءت بالفشل بفعل المؤامرات الغربية، كما توالت الانتكاسات العربية بزرع الكيان الصهيوني في فلسطين، وأصبحت الدول العربية دويلات وطوائف وشيعا، وقبائل، تعيش واقعا مريرا ومؤلما، عنوانه الفقر والجهل ففشل العرب في تشكيل أي مشروع وحدوي، بينما أصبح الكيان الصهيوني قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية تهدد مستقبل المنطقة.
ودعا الفايز الى إيجاد مسار للتنمية الاقتصادية المتكاملة بين الدول العربية من خلال تشكيل تكتل اقتصادي حقيقي فيما بينها، والعمل على بلورة موقف عربي موحد يكون مؤثرا في تقرير مستقبل المنطقة وتحجيم الدول الاقليمية وغيرها عن العبث بها والتدخل في شؤونها والتصدي لأي محاولات تقسيم جديدة، إضافة الى وضع إستراتيجية تتصدى للخطاب الطائفي والمذهبي وتعزيز قيم الانتماء الوطني والعروبي.
وتابع: ان الأردن ومنذ التأسيس واجه العديد من التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، ولم تسلم مسيرته من محاولات البعض للعبث بأمنه واستقراره لكنه على الدوام كان يتجاوزها بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتسامحها وإيمان الأردنيين بوطنهم وقوة ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة.
وأشار إلى ان الأردن استمر قويا سياسيا وامنيا، رغم التحديات الاقتصادية التي أثرت على حياة المواطنين المعيشية، وأدت الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وارتفاع عجز الموازنة والدين العام، حيث فاقم اللجوء السوري وإغلاق الحدود أمام صادراتنا وانخفاض المساعدات العربية والدولية وانقطاع الغاز المصري من التحديات الاقتصادية التي نعيشها في الوقت الحاضر.
وأوضح ان تلك الظروف التي تزامنت مع بعضها البعض، أوجدت أوضاعا اقتصادية صعبة، وعرقلت تمكين خططنا الاقتصادية والتنموية من تحقيق أهدافها، مؤكدا انه يتعين على الحكومة وضع الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها تكريس سياسة الاعتماد على الذات، وتشجيع الاستثمارات المحفزة للنمو الاقتصادي الذي يستطيع ان يشعر به المواطن.
ومضى قائلا: كما ان مواجهة ازمتنا الاقتصادية يحتاج اليوم الى حالة من التشاركية الوطنية الجامعة، بحيث يشارك فيها الجميع من مختلف القطاعات الرسمية والشعبية، اذ لا بد لخططنا الاقتصادية ان تكون قابلة للتنفيذ ومرتبطة بفترات زمنية محددة للحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وجرى في ختام الجلسة الحوارية التي حضرها رئيس اللجنة التربوية بمجلس الأعيان الدكتور محمد حمدان ورئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس سمير حباشنة ورئيس الجامعة الدكتور بسام الحلو ورئيس مجلس إدارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار الدكتور محمود أبو شعيرة وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع من الطلبة، نقاش وحوار تركز على مستقبل الأردن في ظل التحديات الإقليمية التي تعيشها المنطقة.