مرايا – قال القيادي في حركة حماس د. أحمد يوسف ان أطرافاً دولية عديدة طرحت أفكاراً لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، لكن هذه الافكار لم تبلغ لمستوى التطبيق على ارض الواقع بعد.
وأضاف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق إسماعيل هنية في مقابلة مع غرفة تحرير وكالة معا: ان هناك اطرافاً أوروبية وعربية تضغط على اسرائيل من اجل تخفيف الحصار عن قطاع غزة تجنباً لانفجار الاوضاع بينهم المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.
وتوقع يوسف تخفيف الحصار خلال الاشهر القريبة المقبلة، لان غزة عبارة عن “مرجل يغلي” يمكن ان ينفجر في أي لحظة وأكثر المتضررين هو الاحتلال الاسرائيلي.
ووصف يوسف بعض هذه الافكار بـ”الخراريف” لجس النبض، فيما يمكن تطبيق الجزء الاخر منها وتشمل فتح المعابر وإدخال المواد لقطاع غزة عبر مصر وإسرائيل.
هدنة أم تهدئة ؟
قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف ان فصائل المقاومة بغزة وإسرائيل في حالة تهدئة “حالية ومرحلية”، استمراراً لما تم الاتفاق عليه عام 2014.
وأضاف ان هذه التهدئة يمكن ان تنتهي في اي وقت حال اختراقها من أي طرف، كما حدث مؤخراً عندما استهدف الاحتلال المقاومة، فردت عليه فصائل المقاومة.
“في الحقيقة، إن الوسيط المصري ينقل للطرفين “النصائح والتهديدات” المتبادلة بين كل من حركة حماس والاحتلال”، وأضاف يوسف: “ان حماس هددت إذا استمر الاحتلال في استهداف قواعد المقاومة بطيرانه الحربي على غزة فإنها لن تصمت وسترد بقوة”.
واستبعد يوسف حدوث أي مواجهة قد تؤدي الى نشوب حرب بين الفصائل بغزة وإسرائيل، لكن يوسف قال” ان صبر المقاومة لن يطول اذا استمرت عمليات الاستهداف”.
وقال انه لن يكون من السهل التوصل الى هدنة دائمة، لأنه لا يمكن الوثوق بإسرائيل، كما ان الهدنة تحتاج الى ضمانات وشروط وتوقيع اتفاقيات ضمن سقف زمني، وهذا غير متوفر الآن، ربما هناك تفاهمات حول وقف لإطلاق النار برضى الأطراف.
هل تنازلت اسرائيل عن شرط سحب سلاح المقاومة؟
ردا على سؤال معا، قال يوسف: ان اسرائيل باتت تطالب بوقف حفر الانفاق وتطوير القدرات الصاروخية لدى المقاومة، ومن يطالب بسحب سلاح المقاومة للأسف هي السلطة الفلسطينية. حسب قوله.
وأضاف: نحن ما زلنا عملياً تحت الاحتلال، ولا يمكن التنازل عن سلاح المقاومة الا بعد أن يتحقق التحرير وينال شعبنا استقلاله وحريته.
ورغم توجه حماس للمقاومة السلمية، الا ان القيادي في الحركة أكد تمسكها بالكفاح المسلح، وقال “ان المقاومة السلمية والمسيرات لقيت قبولاً واسعاً، وحققت صدى كبير في اوساط الغزيين، وتنال مشاركة واسعة، لكن ذلك لا يعني بأي حال وقف تطوير قدراتنا الدفاعية”.
وأشار الى ان العديد من الجهات الاوروبية تبدي تعاطفاً كبيراً مع قطاع غزة، خاصة بعد تبني المقاومة السلمية كخيار لمواجهة اسرائيل.
العلاقة مع الدول العربية والإقليمية
وقال ان حركة حماس تسعى بشكل دائم لتوطيد علاقتها مع عمقها العربي والاسلامي، لكن بعض هذه الدول في منطقة الخليج تضع العراقيل أمام تحقيق التواصل وتتساوق في اتهام الحركة مع الاحتلال!!
وأضاف: تربطنا علاقة جيدة مع إيران ومصر وقطر وتونس ولبنان والسودان وماليزيا والكويت وتركيا وغيرها من الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، لكن هناك للأسف بعض الدول الخليجية التي تعمل على حرف بوصلة الأمة، بهدف “جعل إيران عدو العرب المقبل بدلا من اسرائيل”!! وهو ما ترفضه الحركة ومعها شعوب الامة العربية والإسلامية.
وقال: “شكرا لكل الدول التي تدعم الفلسطينيين وتساند المقاومة”.
وأشار إلى ان السعودية ومنذ مؤتمر الرياض في أكتوبر الماضي، وهي لا تتوقف عن مهاجمة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية واتهامها بالإرهاب، تارة على لسان وزير خارجيتها، وتارة في وسائل إعلامها، وهي من تقطع الطريق أمام التواصل معها.
وعن العلاقة مع سوريا: قال ان هناك اكثر من رأي داخل الحركة بشأن العلاقة مع سوريا، لكن الوقت ليس مناسبا لتحسينها، خاصة ان سوريا ما زالت في حالة حرب وصراع داخلي.
100 الف مقاتل في غزة
وحول تصريحات الاحتلال التي تتحدث عن تدمير اجزاء كبيرة من سلاح المقاومة الاستراتيجي كالانفاق، قال يوسف : ان حماس والفصائل تتطور باستمرار ولديها قدرات عسكرية افضل من السابق.
واستبعد يوسف قدرة اسرائيل على اعادة احتلال غزة او التقدم كالسابق؛ لان هناك نحو 100 الف مقاتل مدربين على السلاح وجاهزين لمواجهة إسرائيل، اضافة الى القدرات العسكرية الاخرى.
وقال “جاهزون للتصدي لأي عدوان يستهدف شعبنا في قطاع غزة، واسرائيل تعلم جيدا ما بحوزة فصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام، من إمكانيات وقدرات عسكرية.
هل من جديد حول ملف الاسرى؟
وعن الجنود الاسرى لدى حركة حماس، قال يوسف: ليس هناك أي تقدم، الملف يراوح مكانه، اسرائيل ترفض تقديم اي تنازلات لبدء المفاوضات.
وأضاف: كانت هناك جهود واجتهادات وساطة اوروبية ومصرية في الاشهر الماضية، لكن التعنت الإسرائيلي، ورفض الاستجابة لشرط الجناح العسكري لحركة حماس حال دون نجاح تلك الوساطات.
وقال: ان القسام تشترط إطلاق سراح الاسرى ” حوالي 50 أسيراً”، الذين اعادت اسرائيل اعتقالهم من صفقة وفاء الاحرار قبل فتح أو هذا تناول الملف، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى اللحظة.