مرايا – كتبت : محمد فخري – آخر أعراض مرض أخوي بكر فقد بصره وبعدها توفى ، بتذكر كان عمري سنة ونص لما توفى وأنا معي نفس هالمرض هذا ، خلل بعملية إمتصاص البروتينات والأملاح ، وهذا المرض بسبب مشاكل بالكلى والكبد وحموضة بالدم ، وكان لازم أمشي على علاج معين وأكل معين لحتى ما تدهور صحتي وأموت، وإذا ما أخذت الدواء 3 مرات باليوم ومشيت ع نظام غذائي رح تكون حياتي بخطر ، هيك حياتي بدي أكون حذر بكل إشي من الأكل والدواء والمي وكلشي ، لإنه هالمرض بتغلغل فيي شوي شوي ، يعني حياتي كلها علاجات بس ونادر ما أطلع أطش شوي بقريتنا دير نظام وبرجع للبيت وأيام بطلع بتفرج عرمي الحجار ع اليهود زي هالأولاد ، يعني كنت أقاوم بمرض فتاك بعمر 17 سنة وفوق هيك كملت معي مصعب التميمي صاحبي إستشهد من هالصهاينة وبلشوا صحابي واحد واحد الجنود يعتقلوهم وإعتقلوا 9 من جيلي قدي وأصغر مني ، لحد ما أجى دوري بنص الليل الساعة 3:30 الفجر بتاريخ 1/4/2018 ، كنت بفراشي لسا ما إللي لحظات ماخذ الدواء ونايم دخلوا الجنود على البيت وسألوا عني وطالوني من فراشي من بين أهلي ، وحكوا إنه
“رح نوخذه شويه ورح نرجعه بسرعة”،
أمي قعدت تترجى فيهم إني مريض وبقدرش أعيش بدون رعاية ، وصعب إنه أطلع برا البيت لحالي ، بس الجنود ما رضيوا ولا ردوا ، آخر اشي أمي حكتلهم خذوه بس لازم توخذوا الدواء معاه بقدرش يعيش بدون دواء ، وما ردوا أبداً ولا وافقوا ، أخذوني ع معتقل عوفر وحطوني بتحقيق مكثف ما بقدر أتحمله وحتى إنه صعب ينوصف وينحكى ، أهلي والمحامي حاولوا ينسقوا ويدخلولي الدواء بس ما كان يوصلني ، كنت أراجع كلشي باكله وغيرت المي وصرت أشرب مي معدنية ونفس الإشي ضليت أراجع كلشي ببطني ، لائحة الإتهام كانت بند واحد “إلقاء حجارة” وعالأغلب كاينين مصوريني بطيارتهم ، بنص شهر أربعة مددوا محاكمتي لحتى تنتهي الإجراءات القانونية و بتاريخ 9/5/2018 كانت أول جلسة ناقشوا وضعي الطبي وأكلي وإتفقوا مع المحامي وأكدوا لأهلي إنه إذا ما في دواء رح يسمحولهم يدخلولي الدواء ، بآخر شهر 5 وضعي الصحي تدهور كثير ووصلت للموت جسمي ما بتقبل لا أكل ولا شرب وفوق هيك ما في دواء وقعدت 14 يوم بدون أكل ، ما في أكل ولا دواء عايش بتساهيل ربنا ‘ أهلي طالبوا بالإفراج عني بس ما رضيوا ، لحد ما أجى خبر للمحامي من إدارة سجن عوفر إنه المحكمة أفرجت عني ، وكان قرار مفاجئ كيف هيك بعد الترجي وفقد الأمل ما رضيوا وهسا لحالهم أفرجوا ؟
كانوا ناقليني ع مستشفى “شعاري تسيدك” للعلاج ، لما وصلت المستشفى شافني الدكتور تبع المستشفى وحكى للجنود :
هذا ليش جايبينه هون ؟ هذا ع الموت .
وبالفعل المحامي بنفس اليوم أجاني بسرعة ع المستشفى ودخل علي ما كان عندي أطباء وكانت عيوني مغبشة يا دوب شايف فيها وكنت بحاجة للعناية المكثفة وبعد 3 ساعات لما نقلوني ع العناية بطلب من المحامي ، حطوني ع الأجهزة وتنفس إصطناعي وكان وضعي صعب جدا كأني بغيبوبة ، بعد كم يوم بس صحيت فتحت عيوني بس ما شفت إشي !
حاولت أعصر عيوني وأفتح بس ع الفاضي ، للأسف فقدت بصري من وراء الإهمال الطبي المتعمد ، ما كانوا تاركيني أموت ولا أطلع ، وهذا الإشي اللي خلاهم يفرجوا عني وإنه فكرهم رح يتهربوا من هالكارثة اللي عملوها فيا ، أمي بس سمعت إنه إبنها “حسان التميمي” فقد نظره رجليها ما حملوها ووقعت ع الأرض ، لإنه هاي كانت آخر علامة لأخوي بكر قبل ما يموت فقد نظره ، والمشهد رجع يتكرر مع إبنها حسان ، وهسا كأنه عداد تنازلي ولمين نشكي ولمين نحكي !
إمبارح الأحد 17/6/2018 نقلوني ع مجمع فلسطين الطبي لعل وعسى إنه يرجعلي بصري ، ما رح أقدر أفتح عيوني وأشوف لإنه إذا برجعلي نظري رح يرجعوا يعتقلوني ، أصلاً لو رجعلي نظري وأجوا علي يوخذوني ويحاكموني رح أحكيلهم أنا بشوفش وأعمل حالي ما بشوف ، وأصلاً العمى عمى القلب وكل هالأمة معمي قلبها ، ربنا اللي بشفي وربنا اللي بفتح قلوبنا وعيونا ، قلبي بشوف وعيوني ما بتشوف عكس هالأمة اللي عيونها شايفة بس قلبها أسود ما رح يشوف !
هذه القصة للطفل الأسير المحررحسان التميمي “شافاه الله وعافاه”