مرايا – مع ارتفاع درجات الحرارة في الأغوار الوسطى، يتزايد حجم الاعتداءات على مصادر المياه وشبكات الكهرباء نتيجة الطلب المتزايد عليها لمختلف الاستعمالات سواء المنزلية أو الزراعية، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة للسكان، فيما تسبب نقص مياه الري بخسائر كبيرة لمزارعي النخيل.
ويؤكد عدد من أهالي المنطقة ان أهم مشكلة يواجهها سكان المنطقة خلال فترة الصيف، هي زيادة الطلب على المياه والكهرباء والمعاناة الناتجة عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وضعف وصول المياه، عازين ذلك إلى كثرة الاعتداءات التي تتفاقم مع الحاجة المتزايدة لها.
“ارتفاع كلف فاتورة الكهرباء نتيجة استخدام المكيفات ووسائل التبريد المختلفة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة يزيد من الاعباء المادية على غالبية اهالي الاغوار”، بحسب محمد العجرمي، والذي يشير إلى”ان غالبية الأسر هم من ذوي الدخل المحدود، وعدم قدرتهم على دفع الفواتير يدفع بالكثيرين منهم إلى الاستجرار بطرق غير مشروعة”.
ويرى أن إضافة بدل دعم محروقات على فواتير الكهرباء زاد من معاناة المواطنين مع ارتفاع درجات الحرارة جراء اضطرارهم الى تقبل احد امرين احلاهما مر، اما ان يستخدم المبردات ما يجبره على دفع مبلغ كبير لفاتورة الكهرباء او التوقف عن استخدامها ماسيلحق باسرهم وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء اضرارا صحية ونفسية، يعجزون عن تحملها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
ويبين العجرمي ان أي فاتورة كهرباء تزيد كمية الاستهلاك فيها على الف كيلو واط يتم احتساب مبلغ 17 دينارا بدل دعم محروقات، اضافة الى كلفة الاستهلاك، متسائلا “كيف يستطيع رب أي اسرة حتى وان كان موظفا ان يوائم بين دخله الشهري والمتطلبات الضرورية كاثمان الماء والكهرباء والاجور وكلف المعيشة؟”.
ويشاركه الرأي احمد سليمان، لافتا الى ان عدد كبير من المواطنين لا يستطيع الاختيار بين الامرين ما يضطره الى اللجوء إلى أحد أمرين اما الرحيل إلى المناطق الشفا غورية، هربا من حر الصيف ما يضطرهم إلى دفع أجور منازل وكلف إضافية أو استجرار التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة، وهو الأمر ذاته ما ينطبق على المياه.
ويؤكد ان غالبية مناطق الاغوار تعاني نقصا في مياه الشرب خلال فصل الصيف، نتيجة الطلب المتزايد وتراجع كميات المياه من مصادرها وكثرة الاعتداءات، موضحا ان استمرار انقطاع المياه لفترات طويلة أو ضعف وصولها يجبر السكان على شراء المياه من الصهاريج ما يشكل معاناة حقيقية لمعظمهم، خاصة وان الكثيرين يعجز الكثيرون عن شرائها لعدم قدرتهم على ذلك.
ورغم ان المشكلة تتكرر كل صيف بحسب عواد الشطي، الا ان المعنيين لم يجدوا إلى الآن السبل الكفيلة لضمان وصول المياه للمواطنين بكميات كافية ما جعل من الأمر مشكلة حقيقية للمواطنين في الاغوار، مشددا على ضرورة ايلاء المنطقة اهتماما خاصا خلال الصيف فيما يتعلق باثمان الكهرباء، وإعادة النظر ببدل دعم المحروقات الذي فاقم من معاناتهم.
من جانبه يؤكد مصدر في وزارة المياه والري ان كميات المياه جيدة ولا يوجد نقص، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من الطلب عليها خلال فصل الصيف، مؤكدا أن الاعتداءات على المصادر المائية يعد اهم العوامل التي تسبب نقص او ضعف وصول المياه إلى المشتركين.
وأكد أن الكوادر الفنية تقوم بجهود جبارة في الكشف عن هذه الاعتداءات لضمان وصول المياه الى المواطنين حسب البرامج المعدة لذلك.
إلى ذلك فان نقص مياه الشرب لا يقل أهمية عن نقص مياه الري التي باتت تسبب خسائر كبيرة خاصة لمزارعي النخيل والحمضيات التي باتت اشد تأثرا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، فشح المياه الزراعية تؤثر بشكل كبير على نمو الاشجار وجودة المنتج، خاصة خلال الفترة الحالية التي تعتبر فترة اثمار تحتاج فيها الاشجار الى كميات مضاعفة من المياه، والتي عادة ما تصاب بالتبخر المائي نتيجة نقص المياه، ما يضعف حجمها وينقص وزنها وجفافها.
ويشير مزارعون الى ان الموسم الحالي يعد اسوأ المواسم مائيا فالكميات المسالة لا تكفي لري محاصيلهم الأمر الذي يسبب لهم خسائر كبيرة جدا ، موضحين ان ارتفاع درجات الحرارة يزيد من حاجة الاشجار اللى المياه ما يتطلب ريها بشكل منتظم للمحافظة عليها من الذبول وعدم تساقط الثمار.
ويبين المزارع عبدالوالي الفلاحات ان نقص مياه الري سيتسبب بخسائر كبيرة خاصة لمزارعي النخيل، اذ ان عدم وجود كميات مياه كافية لري الأشجار سيؤثر بشكل كبير على جودة المنتج ما سيجعله ضعيفا وغير كفؤء للمنافسة في الأسواق العالمية، مشددا على ضرورة العمل على توفير كميات المياه اللازمة لمزارع النخيل خاصة وان كميات كبيرة من المياه تذهب لري المحاصيل الصيفية ومزارع الدخان رغم انها محاصيل غير رئيسة.
ويقول المزارع محمد العدوان”ان مزارع النخيل او الحمضيات يقوم بالإنفاق على مزرعته طيلة العام وبكلف مرتفعة ويبذل جهودا كبيرة من اجل الحصول على منتج جيد يمكنه من سداد هذه التكاليف الا ان نقص مياه الري ياتي لينسف كل ما قام به خلال هذه الفترة”، مضيفا انه ليس من المعقول ان يغفل المسؤلون عن قطاع الري عن وضع خطط لسد حاجة المساحات المزروعة بالاشجار رغم علمهم بها.