تركيا اكثر تمسكا بالديموقراطية بعد مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة
مرايا – ايهاب مجاهد – قال السفير التركي لدى المملكة مراد كاراغوز ان العلاقات الاردنية التركية ستشهد انطلاقة جديدة خاصة وان هناك حكومتين جديدتين في البلدين يعول عليهما في دفع هذه العلاقات.
واضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة للحديث عن مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة على النظام الديموقراطي الدستوري في تركيا، ان الاردن قيادة وشعبا وقفت مع تركيا موقف “الصديق الحقيقي” في فترة محاولة الانقلاب الفاشلة وان هذا الموقف لن تنساه تركيا قيادة وشعبا ويستحق الشكر باستمرار، وان الاردن قام باغلاق المدرسة التابعة لمنظمة فتح الله غولان الارهابية وابعاد من لهم علاقة بها.
واستعرض السفير التركي الدلائل التي اثبتت تورط منظمة فتح الله غولان بمحاولة الانقلاب مشيرا الى ان هناك نحو 95 قضية مرتبطة بمحاولة الانقلاب لايزال القضاء التركي ينظر بها.
واشار كاراغوز ان تركيا تمكنت من تجاوز ازمة محاولة الانقلاب الفاشلة بسرعة كبيرة ونجحت في اكمال مشاريعها التنموية حيث تم افتتاح الجسر الثالث على مضيق البسفور (جسر السلطان يافوز سليم) واطلاق عملية درع الفرات، كما حققت تركيا خلال تلك الفترة نموا اقتصاديا وصل الى 7.4%، وتم دفع عجلة النمو الاقتصادي.
ولفت الى ان تركيا تتلقى رسائل ايجابية من مختلف دول العالم وخاصة المانيا وبريطانيا بشان موقفها من محاولة الانقلاب واعترافها بتورط منظمة فتح الله غولان الارهابية فيها.
وبين ان تركيا اكدت تمسكها بالديموقراطية وباتت اكثر اصرارا عليها، وانجزت مؤخرا الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس رجب طيب اردوغان، كما جرت الانتخابات البرلمانية التي وصلت نسبة المشاركة فيها الى 88%، وانتقلت تركيا من النظام البرلماني الى الرئاسي وقام الرئيس اردوغان بتشكيل الحكومة والتي خفض عدد الوزراء فيها من من 26 وزيرا الى 16 وزيرا.
وقال ان العلاقات الاردنية التركية ممتازة وعلى اكمل وجه، حيث كان هناك اربعة لقاءات بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس رجب طيب اردوغان خلال 11 شهرا الماضية، عدا عن الاتصالات المستمرة بين الزعيمين، واللقاءات بين المسؤولين الاردنيين والاتراك والتي ستستمر وخاصة بعد نيل حكومة الدكتور عمر الرزاز الثقة، متمنيا للحكومة الاردنية التوفيق ونيل ثقة البرلمان.
واضاف ان هناك اجواء ايجابية رافقت تشكيل حكومة الرزاز وخاصة فيما يتعلق باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي اوقف الاردن العمل بها، وكان هناك مبررات اردنية محقة نوعا ما لايقافها، وان هناك مباحثات اردنية تركية حول الاتفاقية لم يتم التوصل الى نتيجة بشانها.
واشار ان الحكومة الاردنية الجديدة لها توجهات ايجابية نحو الاتفاقية لم تكن موجودة لدى الحكومة السابقة، معربا عن امله بان يتم التوصل لاتفاق قريب بهذا الشأن.
وقال السفير التركي انه سيكون سفيرا للاردن لتطوير السياحة في الاردن وخاصة في مدينة العقبة، مشيرا انه قام بزيارة العقبة عدة مرات لهذه الغاية، وان الخطوط الجوية التركية لازالت تصل الى مدينة العقبة رغم توقف اتفاقية التجارة الحرة.
واكد ان السفارة التركية عملت على جذب الاستثمارات التركية الى الاردن الى ان الامر كان يصطدم بالاوضاع الاقتصادية وارتفاع الضرائب في المملكة، وان هناك محاولات مستمرة لجذب تلك الاستثمارات وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية والثقافية بين البلدين.
واكد على دعم تركيا للاردن وخاصة فيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المسجد الاقصى، وتشاركه المخاوف من التطورات السلبية والموقف الامريكي من القضية الفلسطينية في ظل وجود الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تمارس الانتهاكات في الاراضي الفلسطينية وضد مسيرة العودة، وفي ظل الحديث عن صفقة القرن التي لم تتضح معالمها.