مرايا – كشفت القناة السابعة الاسرائيلية (الخاصة بالمستوطنين) امس السبت ان 3 ألاف مستوطن سيشاركون في اقتحام المسجد الاقصى المبارك اليوم الاحد بمناسبة ذكرى ما يسمى (خراب هيكل سيمان) المزعوم.
واوضحت في تقرير موسع لها ان هناك تنسيق بين قيادات اليمين المتطرف وشرطة الاحتلال الإسرائيلي وان عملية الاقتحام منسقة جيداً لإقامة صلاة تلموديه (هي الاولى منذ احتلال عام ١٩٦٧ للقدس والمسجد الاقصى المبارك)، خاصة بعد ان استولت شرطة الاحتلال على مفاتيح باب الرحمة (احد ابواب البلدة القديمة للمدينة المقدسة).
واضافت ان صلاة يهودية جماعية منظمة ستكون (الاحد) في منطقة باب الرحمة بمشاركة حاخامات وشخصيات دينية وسياسية واعضاء في البرلمان مؤكدة انه سيتم منع عمال وحراس الوقف الإسلامي من الاقتراب من تلك المنطقة وخلال المرحلة المقبلة.
في المقابل صرح وزير شؤون القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني ان هذه الدعوات من المتطرفين اليهود تصب الزيت على النار وتؤجج وتستفز مشاعر المسلمين في القدس والعالم بسبب المس بالمسجد الاقصى المبارك.
وقال الحسيني لـ (الرأي): “من جانبنا نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه الاقتحامات وما قد يتمخض عنها من انزلاق امني وتوتر في المسجد الاقصى المدينة المقدسة، المقدسيون كانوا وسيبقون دائماً سند مدافع عن القدس والمسجد الاقصى ولن يقفوا مكتوفي الايدي امام هذه الاستفزازات “.
ودعا الحسيني الاحتلال وقيادته السياسية الى التعقل وعدم الغرور والغطرسة بقوة السلاح وقال:”ان المسجد الاقصى المبارك قبلة المسلمين الاولى ومحور من محاور عقيدة مرتبط ارتباط وثيق بمعجزة الاسراء والمعراج، ولا يتوقع احد منى ومن المسلمين في العالم الصمت او التسليم في العبث فيه”.
وتابع :” على الاحتلال ان يأخذ على يد هؤلاء المستوطنين والمتطرفين ويمنعهم ويوقف مهزلة الاقتحامات للمسجد الاقصى التي اصبحت غير مقبولة، بسرعة قبل ان يقع ما لا يحمد عقبه”.
وقال الحسيني:” قلنا ونكرر للعالمين العربي والإسلامي بانه لم يبقَ مكان للصمت والنوم بعد هذه الاستفزازات، وكل ممارسات المستوطنين والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى والتي تركز على منطقة باب الرحمة وتمنع المسلمين من الوصول اليها هو ايذان بالخطر الكبير الذي قد يـؤدي الى تغيير الوضع القائم في هذا الجزء من المسجد الاقصى وتكون مدخل لكارثة.
واضاف ان هذا ينذر بمخاطر كبيرة تمس وتتهدد مستقبل المسجد الاقصى المبارك، الفلسطينيون يقومون بواجبهم بشكل دائم عبر الرباط والتواجد الدائم في الاقصى، وفي المناسبات الدينية التي تمس بقدسية المسجد، ولكن المطلوب من الامتين العربية والإسلامية ان يكون لها دور وقول كلمة الحق وعدم التردد في نصرة المسجد على كافة الصعد والمجالات. مؤكداً ان على الشعوب العربية والإسلامية ايضاً ان تأخذ دورها الفاعل في حماية مقدساتها.
هذا واصدرت القوى الإسلامية والوطنية بيان دعت فيه للتصدي لهذا الاقتحام قالت فيه :”تدعو القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، لشد الرحال وإعلان النفير العام لأجل المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه ، وذلك صباح اليوم الأحد للتصدي لدعوات قطعان المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى والقيام بطقوس تلموديه في اروقته”.
بدوره قال رئيس لجنة المقابر الإسلامية المهندس مصطفى ابو زهرة ل(الرأي) انه بالتزامن مع الاقتحامات الاستيطانية للمسجد الاقصى المبارك والتركيز على باب الرحمة من الداخل اقتحم المستوطنين امس مقبرة باب الرحمة من خارج باب الرحمة واعتدوا على المقبرة بهدف الصلاة في الباب واشتبكوا مع الشبان الذين يعملون على تنظيف المقبرة، فيما حضرت الشرطة وحرس الحدود واخرجتهم.
واضاف ابو زهرة ان المستوطنين يتجولون في المقبرة بحضور الشرطة والجيش، على اعتبار ان المقبرة مكان سياحي وممر توراتي، وفق سلطة الاثار البلدية والطبيعة الإسرائيلية التي تعتبر ان الحزام المحيط بأسوار البلدة القديمة في القدس وخاصة من السور الشرقي للمسجد الاقصى المبارك ضمن مسار سياحي توراتي وتضع لافتة على طرف الشارع الرئيسي بهذا المضمون.
واكد ابو زهرة ان هناك ترابط بين ما يجري من اقتحامات استيطانية للمسجد الاقصى بصورة شبه يوميه وبين ما يجري في مقبرة باب الرحمة وقال ان ما تقوم به إسرائيل منطق “الحرش” و”باب الرحمة” لها علاقة في اطماع المتدينين اليهود في القيام عمل طقوس دينية في تلك المنطقة ومنع الحرس من الوصول اليها.
وشدد ابو زهرة على ان باب الرحمة وما على ظهره وقف إسلامي واي اطماع اسرائيلية في هذه المنطقة لا قيم لها، لان الباب هو باب المسجد الاقصى الشرقي وهو جزء من المسجد الاقصى ومن الداخل والخارج اراضي اوقاف إسلامية ولا يحق لأي أحد ان يدخلها او يصلي فيها المقبرة من المقابر الاسلامية القديمة منذ ١٤٠٠عام مقبرة وملك للمسلمين ولا يمكن المس بها.
واوضح ان:” النواحي القانونية قد استنفدت، ٥ دنمات اقتطعت من اراضي المقبرة وهي وقف اسلامي لعائلتي الانصار والحسيني (وقف ذري)، اما المقبرة ومساحتها ٢٣دونماً كما هي لا احد يستطيع المس بها وهناك قسم في القسم الجنوبي منها منع المسلمين من الدفن فيها منذ فترة”.