مرايا – تقام في المركز الثقافي الملكي بعمان مساء الجمعة 3/8 حفلة خاصّة من حفلات “أمسيات عمان” التي ينظمها مهرجان جرش للثقافة والفنون هذا العام استكمالاً لفعالياته في المدينة الأثرية بجرش، حيث تشارك الفنانة الفلسطينيّة المبدعة سناء موسى بمصاحبة فرقة “سبيل” في عرض عالمي أول مميز، وبمشاركة نخبة من الموسيقيين العرب من فلسطين وسوريا ولبنان يقدمون تجديداتهم وتجاربهم الموسيقيّة العالمية وفق رؤية فنية للموسيقى الشرقية المدروسة التي تطرحها الفرقة.
ويتضمن البرنامج مقطوعات موسيقية وأغاني من تأليف أحمد الخطيب للمجموعة بالإضافة إلى أغان من فلسطين بشكل خاص وأيضاً من العالم العربي. هذا البرنامج يقدّم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان جرش 2018.
و”سبيل” هي رحلة موسيقية مشتركة تعود لعشرين عاماً، أسّسها واشترك فيها “الثنائي سبيل” أحمد الخطيب ويوسف حبيش وقدّما خلالها العديد من التجارب الموسيقية التي تعكس بحثهما المشترك لتقديم موسيقى بإطار جديد.
في هذه التجربة الموسيقية عمل الثنائي على مشاريع مع نخبة من الموسيقيين العالميّين أمثال “جون ويليامز” من بريطانيا والرباعي الوتري “بيلا” من فرنسا والعديد من الأسماء اللامعة الأخرى.
في هذا العمل الجديد يستضيف الثنائي ابنة الجليل “سناء موسى” صاحبة الصوت الفلسطيني الشجي المعبق بروح وهوية فلسطين بالإضافة لعازف البزق اللبناني “إيلي خوري” وعازف التشيلو السوري “بشار شريفة” وعازف الكلارينيت والناي الفلسطيني “محمد نجم” ليعزفوا كلهم بجمال ورقي وتناغم منتقلين بجمهورهم إلى عالم من الروحانية والسحر.
وتُعدّ سناء موسى من أروع الأصوات الفلسطينية، أعادت إحياء التراث الفلسطيني بنكهة جميلة وتعبير خاص. أصدرت العديد من الأسطوانات التي وضعت الموسيقى الفلسطينية في المقدمة من خلال أبحاثها المتطوّرة وصوتها المميّز وأدائها الرائع وهي من مواليد الجليل الأعلى، نشأت في بيت موسيقي وهي الابنة البكر لأب موسيقى ومغنٍّ متمكن من الموروث الكلاسيكي الشرقي ، وهناك بدأ تواصلها مع الغناء الكلاسيكي العربي بشكل عام والشعبي الفلسطيني بشكل خاص.
لم تخفف شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب من كلية الطب في القدس من شغف سناء بالموسيقى فتعمّقت في الموروث الكلاسيكي وأعادت توزيعه ووضعته في إطار الأغنية التراثية الفلسطينية وقدمته بأسلوب مميز جعل مشروعها الموسيقي يجول في أنحاء العالم ممثلاً للتراث الفلسطيني، فهذا التراث هو بالنسبة لسناء موسى بمثابة كتب تروي حكايات الشعوب وتحكي سيرة الإنسان وتوضح تفاصيل حياة الشعب الفلسطيني على أرض كنعان. فهو يسرد أغاني طقوس الزرع والحصاد وصلاة الاستسقاء وغيرها ويوثق مراحل الحياة السياسية المختلفة من أيام سفر برلك إلى الاحتلال البريطاني.
تقوم سناء موسى منذ عام 2005 بأبحاث ميدانة لجمع مواد تشكّل الركيزة لمشاريعها الموسيقية التي تكللت بإطلاقها أسطوانة إشراق في عام 2010 وهاجس في نهايه عام 2016, بالتعاون مع الفنانين محمد موسى وبشاره الخل وخيرة من الموسيقيين في العالم.
أما أحمد الخطيب فهو عازف ومؤلّف بدأ رحلته الموسيقية مع آلة العود. درس الموسيقى وتخصّص بآلة التشيلّو والموسيقى الكلاسيكية. انضم إلى معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين مترئساً قسم الموسيقى الشرقية. قام بتحرير ستّة كتب عن مؤلفين عرب معاصرين كمنهج تعليمي حول الآلات الموسيقية الشرقية والفرق الموسيقية، وقد حصل في العام 2004 على منحة دراسية من جامعة غوتنبرغ السويدية لمتابعة دراساته الموسيقية. يعمل منذ العام 2007 كمحاضر وأستاذ للتأليف والنظريات الموسيقية وكمدرّب لفرع الموسيقى والارتجال في مجال موسيقى الجاز في أكاديمية الموسيقى في جامعة غوتنبورغ.
كما أنّ يوسف حبيش هو موسيقي تخصّص في مجال الإيقاع وعمل كمدرس لمادة الإيقاع في معهد إدوارد سعيد الوطني في كل من القدس ورام الله وبيت لحم وكذلك في بيت الموسيقى وما زال يشرف من حين لآخر على هذا المجال فيهما من خلال تأليف كتب ومضامين متعلقة بمجال الإيقاع وأيضاً من خلال ورشات تدريب مكـثـفة لأساتذة وطلاب هذا المجال. يعمل يوسف كموسيقي بارع في العديد من المجموعات الموسيقية العربية الشرقية وكذلك في مجال موسيقى الجاز المعاصر وغيرها، بالإضافة لاشتراكه في ثنائي فرقة سبيل مع الفنان أحمد الخطيب في العديد من المشاريع تحت اسم سبيل وأيضاً في إطار ثلاثي سبيل مع عازف الكونترباص الفرنسي أوبير ذوبون، ورباعي وتريات “بيلا” من خلال مشروع “جدايل”، مع دوبون وإيلي خوري عازف البزق الاستثنائي. كما يشترك يوسف بشكل فعال في مسيرة الثلاثي جبران منذ عدة سنوات وفي العديد من المجموعات الأوروبية مع ماري كيروز للموسيقى الروحية القديمة والمعاصرة وغيرها من المشاريع ذات الثقافة العميقة.
أما إيلي خوري فهو موسيقي لبناني، بدأ العزف على آلة العود في عمر 11 سنة وتابع دراسته الموسيقية في المعهد العالي للموسيقى في لبنان إلى جانب اختصاصه في الصيدلة.
انتقل إلى العزف على آلة البزق إلى جانب العود وشارك في العديد من الأعمال و المهرجانات وورش العمل في لبنان والعالم. انتهى مؤخراً من تسجيل عمل موسيقي مع الفنان شربل روحانا سيصدر بعنوان “طرب سفر”.
كما أنّ محمد نجم هو واحد من موسيقيي الشرق الأوسط الصاعدين المتميزين بعزف راق مبني على تقنية عربية أولاً ولكن مستوحاة من عين وأذن على العالم. عازف كلارينت متمكن، يؤلف ألحاناً حديثة بأسلوب خاص يدل على مزيج من الإيقاعات الإلكترو والأنغام.
وهو من مواليد القدس، كبر في بيت لحم وحاز جوائز عديدة في فلسطين حيث بدأ تعلم العزف على الناي والكلارينت في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وأكمل دراسته في معهد مدينة أنجيه الفرنسية حيث تخرّج عام 2011 وعاد بعدها لفلسطين ليكون أول أستاذ يدرّس الكلارينت. وهو عضو مؤسّس في أوركسترا فلسطين الوطنية ويعزف في بقاع عديدة من العالم. ويعيش في باريس حيث يكمل دربه ومشروعه.
أمّا بشتر شريفة فهو موسيقي من سوريا متخصص في آلة التشيلّو التي يجيد والتي درس أصولها وتفاصيلها بين 1991 و 1996 في سوريا حيث علّم الآلة وعزفها كعازف منفرد في أوركسترا حلب بين 1994 و 2012 وعزف أيضاً منفرداً في الفترة نفسها في الأوركسترا الشرقية. يستوحي بشار موسيقاه من التراث الشرقي والكلاسيكي والفولكلوري ويجول في شتى بلاد العالم من فينيزويلا إلى أوستراليا وكندا وتركيا ولبنان ومصر وإفريقيا الشمالية والإمارات وقطر والبحرين… انتقل سنة 2012 إلى السويد حيث يعيش و يعزف في أوركسترا أودفيلاّ ومن السويد ينطلق بموسيقاه وعزفه وألحانه.