من أين جاء سؤال ” أين الملك ” ؟
إجازة الملك منذ سنوات في شهر تموز وسلامة يؤكد : هذا تقليد هاشمي منذ الملك المؤسس
لماذا تتوتر الاجواء في غياب الملك .. سؤال مطروح على طبقة الحكم
قبل عام حادثة السفارة واليوم حادثة مطيع وقبلها احداث نيسان
مرايا – كتب : عمر كلاب – في اللحظة التي لا يكلّف الاردني فيها نفسه الضغط على محرك البحث جوجل وسؤاله عن مواقيت الاجازة السنوية للملك عبد الله الثاني , تقوم اصابعه بنشر كل تغريدات اعلامي صهيوني من الدرجة العاشرة يدعى ايدي كوهين ويتناقلها بوصفها حقائق واقعة رغم عدائيته الداخلية للكيان الصهيوني ومعرفته بأنه كيان قائم على فكرة مدنسة تعتمد التدليس والتشكيك وبث الاشاعات لتخريب الدواخل الجوانية للاقطار العربية كلها فكيف الحال بالاردن وفلسطين على وجه الحصر , فبعد يهودية الدولة على الجميع ان يعلم ان الصراع اصبح اردنيا صهيونيا مباشرة وليس بالوكالة .
الملك عبد الله ومنذ سنوات طويلة تبدأ اجازته السنوية في الاول من تموز وهذا تقليد مضى عليه سنوات طوال , ولكن الكاتب والصحافي الاردني الخبير والمتخصص بالشأن الهاشمي احمد سلامة فاجأ الجميع حين قال ان هذا تقليد هاشمي معمول به منذ حكم الملك المؤسس عبدالله الاول الذي كان يقضي اجازته في مثل هذا الوقت من العام , وجاء ذلك خلال تصديه للاجابة على سؤال لصحفي شاب وواعد ” قال ان الشارع الاردني يسأل اين الملك ” , طبعا جوهر السؤال بمجمله مبني على تغريدات الصهيوني ايدي كوهين الذي بات متخصصا في التغريد ضد الملك عبد الله وعائلته وآخرها تغريدتاه عن زيارة ولي العهد لشركة امازون التي تفوق قيمتها السوقية موازنة دول نفطية كبرى حيث تبلغ قيمتها السوقية حوالي 700 مليار دولار ويقول الصهيوني ان الامير مساهم فيها وللاسف ثمة من يتناقل القصة دون قراءة الرقم السوقي لها .
صحيح ان الظروف التي واكبت سفرة الملك واجازته استثنائية بحسب رأي الشارع الاردني بفعل احداث قضية الدخان لكنها ليست طارئة بما يستوجب قطع الزيارة والعودة , فالحكومة تقوم بجهد ايجابي في هذه المسألة ونحن نطالب منذ زمن بأن تتولى الحكومات دورها , وللتذكير فقد سبق ان قطع الملك اجازته العام الفائت بعد حادث الاعتداء على اردنيين في السفارة الاسرائيلية في نفس التوقيت تقريبا حيث وقع الحادث في 24 – 7 – 2017 , ولمن لا يعلم فإن الملك سافر لقمة مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب واركان ادارته وهو ايضا لقاء تقليدي للملك مع الادارة الامركية يتلوه مشاركة في قمة صن فالي الاقتصادية , ثم اجازته السنوية .
انزياح الذاكرة الاردنية وليس انثيالها , حسب المأمول , هو الذي جرأ علج صهيوني على التطاول وهو يرى تغريداته منتشرة بل انه حاضر في خطابات الاردنيين المبثوثة على مواقع التواصل الاجتماعي اضعاف حضورها على مواقع اعلامية صهيونية , ولمزيد من التذكير نقول ان معظم القضايا التي شغلت الرأي العام الاردني حدثت في غياب الملك , منذ احداث نيسان 1989 وحتى اعتقال ليث شبيلات وصولا الى حادث السفارة وقضية الدخان , مما يستوجب السؤال عن سر هذه الاعادة في الاحداث خلال غياب الملك منذ الحسين رحمه الله الى عبدالله حماه الله .
الاغرب من طرح السؤال عدم الربط بين الهوس الصهيوني في مهاجمة الملك والبكائية على الاردن في وقت تقوم فيه الدولة الصهيونية بفتح الحرب على الاردن وعلى هويته الوطنية , وهي تعلم ان المكتوي بار يهودية الدولة هو الاردن بل ان هذا القانون بمثابة اعلان حرب على الاردن كما يقول الباحث الدكتور حسن البراري احد القلائل ان لم يكن الوحيد الذي اطلع على الارشيف العبري ويعلم تماما حجم الحقد الصهيوني على الاردن والهاشميين على وجه التحديد كما قال في لقاء سياسي ساخن شهده منزل الصديق احمد سلامة نمسك عن ذكره في هذا التقرير لنفرد له مساحة تليق به في قادم الايام , فالبراري مخزن اسرار ومعلومات دقيقة حول تورط شخصيات طواها الموت في العلاقة مع الوكالة اليهودية واسماء كنا نخالها وطنية لكنها للاسف عكس ذلك .
الاعلام الصهيوني اعلام منضبط ومضبوط على التوقيت العبري , وقادر على الاستثمار الخبيث وللاسف لا يوجد اعلام اردني او عربي قادر على تفكيك شيفرته حتى اللحظة بعد ان غرق الاعلام العربي والاردني في التطبيل والتزمير واخفاء الحقائق , والطبيعة لا تقبل الفراغ فنجح الاعلام العبري في الاحلال والاحتلال واصبح اسخريوطا كوهين هو المرجع الذي نستند اليه .//