نحو حملة وطنية ” لسنا مجتمعا رخوا “
مرايا- فرات عمر – في اللحظة التي اوهمنا فيها مشككون على مواقع التواصل الاجتماعي , أن الاردنيين برسم الرحيل وان الوطن برسم الايجار , نظرا لخلّوه من السكان الذين قاموا بزيارة منصة التوظيف القطرية طالبين وظائف في الدولة الخليجية , حيث بلغ تعداد طالبي الوظيفة 2 مليون اردني , كانت ارقام وزارة العمل تتحدث عن 118 الف طلب لشغل 10 الاف وظيفة , بمعدل 12 طلبا للوظيفة الواحدة , وهذه نسبة عالية لكنها ليست مباغتة , فكلنا يعرف ان هذه النسبة نراها واكثر منها عند الاعلان عن اي وظيفة , فعدد طلبات شغل موقع رئيس الجامعة الاردنية كان بنسبة 100 الى 1 .
عصابة تهريب الاشاعة كما وصفتهم مقالة الانباط امس , نجحوا في استثمار الخديعة وتعظيم احساس الاردنيين بالانكسار والحاجة , بعد ان عجزت حكومات متعاقبة عن معالجة افة الفقر والبطالة , وبعد ان نجحت اكثر من حكومة في تطفيش الاستثمار المحلي والاجنبي والعربي , بوصفه الحل الوحيد لمعالجة افتي الفقر والبطالة , وحتى لا نتهم الحكومات فقط , فإننا ساهمنا واسهمنا في ترويج الاشاعات بهذه الطريقة الغريبة والعجيبة على مجتمع فتي ومتعلم بل ويفتخر ان الشهادة الجامعية الاولى باتت الزامية او مثل التعليم الالزامي في دول ثرية ونفطية .
تطفيش الاستثمار وتهريب المستثمرين باتت مهمة شعبية بامتياز للاسف , بسبب ترديد الاشاعة ووضع الجميع تحت السكين لمجرد خبر من شخص يسعى الى الفتنة او موقع يبحث عن حفنة دنانير او تحالف بين هذا وذاك , ولقد سمعنا العجب من المستثمرين الهاربين من جحيم الحكومات المتعاقبة ومن كثرة الابتزاز الاعلامي ومن اتباع نظرية الكوميشن من المسؤولين الكبار والصغار , ولعل قناة المملكة كشفت الجزء اليسير في تقريرها الموضوعي عن هذا الملف الخطير والذي يستهدف ضرب بنيتنا الوطنية كلها وليست الاقتصادية فقط .
المواطن الاردني هو رأس المال الحقيقي للدولة وهو اغلى ما تملك الدولة والعرش فعلا , وانكساره او فقدانه الثقة بنفسه ووطنه , خطر داهم , فنحن بقبولنا الاشاعة ونشرها لا نكشف عن هشاشة الحكومة كما يحاول البعض تسويقه بل نكشف عن هشاشة انفسنا اولا , لان ذلك يعني اننا سلمنا بلدنا وبالتالي لسنا جديرين بها , كما جيل الاباء والاجداد , فلا يحرث الارض غير عجولها .الانباط