مرايا – أفاد مسؤول فلسطيني بوصول أطنان من المواد البريدية المرسلة من الأردن إلى فلسطين بعد أن سمحت إسرائيل بإدخالها إثر منع يعود الى العام 2010.
وقال رمضان غزاوي، مسؤول قسم التبادل البريدي الفلسطيني في أريحا الذي تسلم البريد، “سمح الاحتلال الاسرائيلي قبل أيام بإدخال أكثر من عشرة أطنان من المواد البريدية كانت عالقة في الاردن، بسبب منع اسرائيل إدخالها الى الاراضي الفلسطينية منذ العام 2010”.
واضاف أن العاملين “بحاجة الى حوالى أسبوعين لترتيب المواد وتحديد عناوين المرسلة اليهم”.
وتشاهد في مكتب البريد داخل قاعة كبيرة تفتقر الى أجهزة تبريد، مئات الاكياس الممتلئة بالمواد المختلفة في طرود، من رسائل الى مواد تجميل الى أدوية وحتى كرسي طبي. وينشغل العاملون في توزيع المواد وترتيبها، والعرق يتصبب منهم.
وأشار غزاوي إلى صندوق من كرتون ظهر عليها عنوان المرسل والمرسل اليه، وتبين أنها فارغة، وحاول مع العاملين معه التعرف إذا أمكن على المواد التي كانت داخل هذا الصندوق.
وكشف غزاوي عن كيس بلاستيكي بداخله تحفة خشبية بدت محطمة. وقال غزاوي عنها “إنها تحفة خشبية مرسلة من المغرب في العام 2015، لكنها وصلتنا اليوم محطمة كما ترون”.
ومن بين المواد البريدية طرود لمواد تم شراؤها عبر الانترنت.
-السلطة غير مسؤولة-
وعملت وزارة البريد الفلسطينية على صياغة بيان أرفقته بالطرود التي تعرفت عليها، تقول فيه إن المواد المرسلة وصلت كما هي عليه، وإن السلطة الفلسطينية غير مسؤولة عن حالة التلف التي هي فيه.
ولا تسمح اسرائيل للسلطة الفلسطينية باستقبال البريد مباشرة من الخارج، وهي تسيطر على كافة المعابر المؤدية الى الاراضي الفلسطينية، سواء البرية او الجوية.
وقال مسؤول في مكتب الإدارة الإسرائيلية العاملة في الاراضي الفلسطينية ردا على وكالة فرانس برس إن هناك اتفاقا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية تم التوصل اليه قبل عام بأن يتم النقل البريدي مباشرة الى الاراضي الفلسطينية، “لكن لغاية اليوم لم يحصل هذا الامر” من دون أن يكشف اسباب ذلك.
وأضاف المسؤول في المكتب الاسرائيلي “بتعليمات من المكتب وبالتعاون مع وزارة الاتصالات الاسرائيلية وسلطة الزبائن، سمح بنقل أكثر من عشرة اطنان ونصف طن كانت متوقفة في الاردن، وذلك لمرة واحدة”.
وأوضح غزاوي أن المواد البريدية التي وصلت خضعت للتفتيش الامني الاسرائيلي مرتين، الاولى كانت عند المعبر الفاصل بين الاردن واسرائيل، والثانية في مكتب الادارة المدنية الاسرائيلية الواقع في بيت ايل القريبة من رام الله، ومن ثم أعيدت الى مكتب البريد الفلسطيني في أريحا.
وأوضح غزاوي أن المواد البريدية التي ترسل الى الاراضي الفلسطينية، خصوصا من الدول العربية التي لا تقيم علاقة مع اسرائيل، وحسب اتفاقية اوسلو، ترسل الى الضفة الغربية من خلال الاردن، وإلى غزة عن طريق معبر رفح، شرط أن تخضع للفحص الامني الاسرائيلي.
وأضاف “لكن في العام 2008 تم الاتفاق على ان تصل المواد البريدية الى مطار الملكة عليا في الاردن، ومن ثم الى الاراضي الفلسطينية، لكن اسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، ومنعت ادخال المواد البريدية الى الاراضي الفلسطينية”.
وقال “لذلك تراكمت هذه الكميات منذ العام 2010، ووصلتنا متأخرة”.
وتتعامل اسرائيل والسلطة الفلسطينية في النواحي البريدية والتجارية وأمور حياتية أخرى وفقا لاتفاقية اوسلو التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، إضافة الى اتفاقيات ثنائية يجري إبرامها بين وزارات اسرائيلية وهيئة الشؤون الفلسطينية.
غير أن المباحثات السياسية بين الجانبين توقفت منذ العام 2014.