مرايا – أظهر تقرير دائرة الشؤون الفلسطينية عن شهر تموز 2018، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته الممنهجة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها الأقصى المبارك – الحرم القدسي الشريف.
وبلغ عدد الاقتحامات اليومية والمستمرة للمستوطنين لباحات المسجد الاقصى (26) اقتحاما، وارتفعت أعداد المستوطنين المقتحمين إلى 3809 مستوطنين.
وأبرز التقرير، أن القضية الفلسطينية كانت محور اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية مؤخرا، وعقده سلسلة من اللقاءات مع أعضاء الإدارة والكونغرس الأميركي، وتأكيده المستمر على حل الدولتين كصيغة نهائية للصراع العربي الإسرائيلي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وأهمية دعمها وتمكينها للاستمرار بتقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لحين انصياع الحكومة الاسرائيلية للقرار الدولي بحق العودة. كما أكد جلالته على ضرورة تكثيف الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى سلام عادل ودائم ووجوب تسوية مسالة القدس ضمن فضايا الوضع النهائي، واستمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وأوضح التقرير، مواصلة الإحتلال الإسرائيلي خلال شهر تموز 2018 انتهاكاته المعهودة في الأرضي الفلسطينية المحتلة بسكانها ومقدساتها وممتلكاتها في تحد لجميع المواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية؛ مستغلا التـأييد الواسع النطاق الذي تحظى به سياساته لدى الإدارة الأمريكية الحالية. وأفاد التقرير، أن أنشطة الاحتلال الإسرائيلي العدوانية تسببت باستشهاد (24) مواطنا فلسطينيا، وجرح (463) مواطنا فلسطينيا، فيما بلغ عدد المعتقلين، خلال الفترة موضع التقرير، (496) مواطنا فلسطينيا، بينهم العديد من النساء والأطفال دون سن الثامنة عشرة، ترافقا مع جملة من الانتهاكات المعتادة لحقوقهم.
ووصل عدد الاقتحامات لتجمعات سكنية فلسطينية إلى (563) اقتحاما، مع ما يرافقها وكالعادة من تنكيل للمواطنين وانتهاك لحرماتهم وتخريب متعمد للممتلكات الخاصة والعامة.
وأوضح التقرير أن إسرائيل لا تزال تشدد القيود على حركة المواطنين والبضائع من وإلى قطاع غزة، حيث بلغ عدد الإغلاقات الكلية للمنافذ والمعابر خلال شهر تموز (147) مرة (معابر 105 مرة، المنافذ 42 مرة)، كما تفرض إسرائيل قيودا مشددة على حرية التنقل في الضفة الغربية، ولا زال الإغلاق مشدداً على مدينة القدس حيث أقامت قوات الاحتلال 332 حاجزاً مفاجئاً.
وأفاد التقرير، بمواصلة الاحتلال لجملة واسعة من الأنشطة الاستيطانية والتهويدية بكافة أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وبدأت تظهر على الساحة المخططات والمشاريع الاستيطانية التي كانت مجمدة خلال السنوات الماضية بسبب رفض الإدارة الأمريكية السابقة لمبدا الاستيطان، بأعداد وحدات سكنية مهولة تترواح من بين 400 إلى 1000 وحدة سكنية في بعض المناطق، خاصة القدس الشرقية، فضلا عن مصادرة مئات الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين الخاصة لإقامة بؤر استيطانية.
وتناول أيضا، ما ذكره تقرير أصدره مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، بأن عمليات الهدم للمنشآت الفلسطينية ارتفعت بنسبة 40%، بينما أكد تقرير آخر لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق أن سلطات الاحتلال هدمت خلال تموز الماضي (63) بيتاً ومنشأة، من بينها (43) منشأة في محافظة القدس المحتلة.
وفيما يتعلق بالشأن الإسرائيلي، تناول التقرير مؤتمر هرتسيليا ألـ 18 مُسلطا الضوء على أبرز ما تم مناقشته، ومُستعرضا ما خلص إليه بالإستناد إلى الآراء ووجهات التظر التي طرحتها أبرز القيادات والشخصيات الإسرائيلية وغيرها.
وتطرق الى جُملة من القوانين التي تم إقرارها خلال الشهر موضوع التقرير؛ وأبرزها ” قانون القومية” العنصري وما أثاره من ردود فعل غاضبة، إلى جانب القانون الذي ينص على سحب صلاحية المحكمة العليا النظر بالتماسات الفلسطينيين من سكان الأراضي المحتلة عام 1967، وأخيرا القانون الذي يحظر على مندوبي الجمعيات الحقوقية من الدخول إلى المدارس وتقديم محاضرات أو أي فعاليات للطلاب والطالبات، هذا إلى جانب عرض السابقة النوعية في اعتزام فلسطيني ترشيح نفسه لخوض انتخابات بلدية القدس الإسرائيلية، في إطار عملية خروج عن مألوف، يتمثل بالمقاطعة التامة للمشاركة في مثل هذه النشاطات تحت راية رفض السيادة الإحتلالية بكافة أشكالها.