مرايا – استقطبت أكوام النفايات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن القطط والكلاب الضالة والقوارض، نتيجة تقليص خدمات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لخدماتها.
وفي ظل تلك الحالة انتشرت الحشرات الناقلة للأمراض والروائح الكريهة، واضطر قاطنو تلك المخيمات إلى إشعال الحرائق في أكوام النفايات، مما تسبب في مشاكل بيئية وصحية.
وأدى تقليص الولايات المتحدة مساعدتها للأونروا بواقع 305 ملايين دولار للعام الحالي إلى تقليص الوكالة خدماتها بعد تعرضها لأسوأ أزمة مالية منذ تأسيسها، بسبب القرار الأميركي.
القوارض
ويشكو اللاجئ خليل أبو الراشد الذي تجاوز السبعين “الحالة المزرية” التي يعيشها سكان مخيم غزة التابع لمحافظة جرش شمالي المملكة الأردنية.
ويقول أبو الراشد “إن القوارض والكلاب الضالة والقطط باتت تشارك السكان منازلهم وقوتهم اليومي، نتيجة انعدام النظافة”.
وأوضح أن مخيم غزة الذي يضم 40 ألفا من اللاجئين يخدمهم فقط سبعة عمال نظافة، مما يؤدي إلى تكدس أطنان من النفايات في شوارع المخيم.
وغير بعيد عن الشكوى السابقة يقول أحمد أبو عمرة “إن الأمراض انتشرت بين سكان المخيم -خصوصا الأطفال- نتيجة انعدام النظافة وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، مما رفع نسبة الإصابة بالكبد الوبائي بين أطفال وسكان المخيم”.
وطال تقليص الأونروا لخدماتها الجانب الصحي أيضا، وبات أربعة أطباء يقدمون الخدمات الطبية لسكان مخيم غزة، حيث يعالج الواحد منهم 200 حالة مرضية.
ويرى أبو عمرة أن الخدمات الصحية المقدمة للاجئين في المخيم تشهد تراجعا مستمرا، خاصة في أطباء الاختصاص، والنسائية والحوامل والمواليد، والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة والقلب والكلى، والتحويلات الطبية إلى المستشفيات الحكومية وغيرها.
شح الموارد
أما مديرة الإعلام في الأونروا بالأردن منال سلطان فقالت إن الوكالة الدولية استلمت 60 مليون دولار من حصة أميركا لهذا العام، مقارنة بـ365 مليونا عام 2017، الأمر الذي دفع بالأونروا إلى إنهاء عقود كافة العاملين بنظام اليومية والتعاقدات السنوية من أطباء وعاملين في القطاع الصحي والخدماتي.
وتضيف أنه رغم شح الموارد استطاعت الأونروا “من خلال تحريك بعض الموارد تأمين جمع النفايات خلال عطلة نهاية الأسبوع تفاديا لتكدسها خاصة في فصل الصيف”.
أما الأونروا فتقول إن نقص السيولة المالية دعا إدارة الوكالة في الأردن إلى تحديد أولوياتها المتمثلة في تقديم دفعات المساعدات المالية للفئات الأكثر حاجة، والدفعات المالية لشراء اللوازم الطبية الحيوية للعيادات، وتسديد تكاليف العلاج في المستشفيات، وحماية الموظفين العاملين بعقود ثابتة، ووقف عقود المياومة لكافة العاملين والأطباء.
وقالت منال سلطان إن متوسط الاستشارات الطبية اليومية في عيادات الأونروا زادت بنسبة 20% من المرضى لكل طبيب يوميا في نهاية يوليو/تموز الماضي، مقارنة مع نفس الفترة من العام المنصرم. ورغم الزيادة لا تزال الأونروا وكوادرها يعملون بشكل حثيث حتى لا تؤثر هذه الزيادة على الوقت المخصص لكل مراجع مع الطبيب.
أما فيما يخص العلاجات، فأكدت منال أنها “متوفرة في جميع المراكز الصحية بكميات كافية، ولم تعان مراكز الأونروا الـ26 في الأردن من أي انقطاع للمخزون”.