مرايا – قال الجنرال الإسرائيلي يعكوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، إن “التقدير الإسرائيلي للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط يذهب باتجاه تشكيل تهديد جدي على الأردن، في ضوء التمدد الميداني اليابس في الجزء الجنوبي من سوريا”.
وأضاف في دراسة من جزأين نشرها موقع نيوز ون حول مستقبل المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، أن “تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة يزعج كثيرا المملكة الأردنية، التي باتت ترى نفسها في قلب هذا التمدد، ما جعل الملك الأردني عبد الله الثاني يتنبه لذلك مبكرا، حين تحدث قبل سنوات عما وصفه إقامة الهلال الشيعي”.
وأوضح عميدرور، الباحث في معهد القدس للدراسات الإستراتيجية، أن “الملك الأردني يعلم عمّا يتحدث بالضبط، فقد قرأ الواقع جيدا، وفهم المقاصد الحقيقية للسياسة الإيرانية في المنطقة، وعلم حجم الخطر الذي يتهدد مملكته، بعد أن بات واضحا أن عدم استقرار النظام الأردني يعتبر مصلحة إستراتيجية لإيران”.
وأشار إلى أن “القراءة الإسرائيلية للسلوك الإيراني بالاقتراب التدريجي من الأردن أن طهران تستطيع عبر وصولها للأردن التحرش بالسعودية، التي ستشعر بأنها باتت مهددة، فضلا عن إسرائيل، كما ستعمد جهات معادية ممن تقيم في الأردن إلى استغلال البطن الرخوة لإسرائيل في ظل مسافة الحدود الطويلة مع المملكة، باعتبارها المركز الاستراتيجي لدولة اليهود التي تبعد فقط عدة عشرات من الكيلومترات عن الحدود الأردنية”.
وأكد عميدرور أنه “حتى الآن لم تستطع إيران زعزعة استقرار الأردن، لكن في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعانيها المملكة، فإنها كفيلة بلفت الأنظار لما يتطلبه الأردن من الحصول على مساعدات كافية لاستيعاب التهديد الإيراني، وهنا بإمكان إسرائيل القيام بالكثير من الجهود”.
وبرر الجنرال تقديم المساعدة الإسرائيلية للأردن لمواجهة التهديد الإيراني بالقول إن “مصلحة الدولتين متشابهة في تل أبيب وعمان، وهناك الكثير من الحاجة لزيادة التعاون بينهما، والتنسيق على جميع الأصعدة”.
وأشار إلى أنه “بعد استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وتعزيز التواجد الإيراني هناك، ومع نهاية الصراع المحتدم في العراق، فقد يبدو متوقعا أن تدير السياسة الإيرانية الدفة باتجاه التأثير على مدى استقرار النظام الأردني”.
وذكر عميدرور أن “التأثير الإيراني على الأردن قد يتمثل من خلال زيادة عدد قوات الحرس الثوري اللازمة للضغط على الأردن، باعتباره مقدمة لتهديد السعودية وإسرائيل معا، مع العلم أن الدعم الإيراني للمنظمات الفلسطينية في الضفة الغربية المتاخمة للأردن، كفيل بزيادة الضغط عليه، ما يعني تشكيل جبهة إستراتيجية معادية على إسرائيل”.