مرايا – تعرض تجار الاضاحي لخسائر كبيرة بسبب الركود في بيع الأضاحي الذي انخفض إلى نحو ٥٠% عند بعضهم مقارنة بالعام الماضي.
التجار كانوا قد بنوا آمالهم على تحسين اوضاعهم خلال هذا الموسم، إلا أن عدة امور قد تسببت في إلحاق خسائر بهم، منها ارتفاع الاسعار والعشوائيات والمصاريف والارضيات وغيرها.
محمد يونس أحد المستوردين للاضاحي وقف امام سارية الاغنام المخصصة له في منطقة مسلخ الامانة ليفصح بانه لم يبع اليوم الأول سوى ٢٠ رأسا من الخراف المستوردة فقط وهذه “انتكاسة كبيرة” على حد وصفه، بعد انخفاض البيع الذي كان يجب ان يصل الى “١٠٠ أضحية” في اليوم الاول .
وأوضح يونس أن سبب التراجع الرئيسي هو “الوضع الاقتصادي الصعب.. علما أننا نبيع بأسعار منافسة وصلت ١٤٠ دينارا للروماني”.
يونس ليس وحده، بل هو يملك حظيرة واحدة من اصل ٨٥ حظيرة تعود لتجار آخرين أعربوا عن خيبة أملهم في سوق راكد سيلحق بهم خسائر في حال لم يجر بيع هذه الأضاحي.
تاجر آخر، وهو فلاح العطي، قال : “تعالوا وشاهدوا من يقوم بالذبح سوى عدد محدود من التجار والباقي ينتظر قدوم أي زبون لكي يشتري أي اضحية” مبينا ان تجار خفضوا السعر إلى ١٢٠ دينار لتجنب الخسائر الكبيرة التي ستلحق بهم.
وأوضح العطي أن هذه الاضاحي تستنزفهم يوميا بسبب العلف والماء والنقل والحراسة وعمال الذبح والتقطيع، وظهر ضعف السوق منذ ثلاثة أيام بعد ضعف الاقبال على الحجز الذي كان أقل بكثير عن مستوياته في الفترات ذاتها من الأعوام الماضية، رغم التراجع الملحوظ في الأسعار وتحديدا الأضاحي البلدية.
وأرجع العطي تراجع الإقبال على الأضاحي، إلى ارتفاع كلف المعيشة وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
وحول وجود أمل بتحسن السوق خلال الفترة المتبقية كفرصة أخيرة لاستعادة بعض الحيوية لسوق المواشي أوضح العطي أن مقياس ارتفاع البيع يكون من خلال القليلة التي تسبق ايام العيد وخلال اليوم الاول الذي يتضح فيه من سيضحي.
ويتزامن عيد الأضحى هذا العام، مع بدء العام الدراسي الجديد، ما يجعل تأمين احتياجات مستلزمات المدارس، أولوية قصوى لهم.
وأشار إلى أن الطلب متراجع وخصوصا على المواشي المستوردة وتحديدا الرومانية، لأن أسعار المواشي البلدية انخفضت خلال العام الحالي.
ويراوح سعر الكيلوغرام من اللحوم البلدية للقائم (قبل الذبح) 3.75 إلى 4.25 دنانير.
فيما تراوح أسعار اللحوم الرومانية للموسم الحالي، بين 3.70 دنانير إلى 4 دنانير علما بأن الخراف الرومانية تأتي في المرتبة الثانية من حيث الطلب بالنسبة للأردنيين كأضاحي.
ويقدر حجم الإنفاق السنوي على شراء الأضاحي في الأردن، بنحو 30 مليون دينار على أساس 150 دينارا متوسط سعر الأضحية وسط مجموع الاستهلاك الذي يصل إلى 200 ألف رأس.
أما التاجر علي الصرفندي فقال إن الأسعار للعام الحالي أقل بكثير من العام الماضي، إلا أن الطلب ما يزال ضعيفا.
ورأى أن الراغبين في شراء الأضاحي، يؤجلون عملية الشراء أملا بأن تنخفض الأسعار عما هي عليه حاليا كلما اقترب العيد في ظل ركود غير متوقع.
كما ارتفع تضخم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بنسبة 4.5 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من 2017.
احد المتسوقين وهو خالد الهبارنة قال إنني كنت أضحي بثلاث أضحيات في كل عام يحضرها تاجر الأضاحي، ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة قد دفعتني لشراء أضحية واحدة واجتهدت كثيرا لتكون الأضحية ذات وزن أكبر وبسعر أقل مبينا أنه قام بشرائها بـ١٣٥ دينار.
اما التاجر سليمان الخرشة فقال انني حضرت لأبيع مواشي بلدية واعرضها ب ١٦٠ دينار الا انني لم أبع أياً من الـ١٤رأس قد احضرتها لبيعها الآن أن السوق لا إقبال عليه حيث كل من يرغب بالشراء كان يطلب الشراء بالأقساط ومن زملائي باعوا بالاقساط على مدة أربعة أشهر.