مرايا – لم يعد التحول الرقمي وإدماج التكنولوجيا وتقنيات الاتصالات في كل القطاعات الاقتصادية ترفا، لقد أصبح ضرورة ملحة في ظل تطورات الثورة الصناعية الرابعة، التي صنعت مفاهيم متطورة على رأسها ما يسمى بالمدن الذكية التي تطوع التكنولوجيا وأدوات الاتصالات لخدمة الناس في تنقلهم وحياتهم اليومية.
تتطور مفاهيم الثورة الصناعية يوما بعد يوم، ومعها تتحول الكثير من المدن الى “ذكية” باعتمادها التقنية والاتصالات كبنية تحتية أساسية لها، وهذا ما تظهره دراسة حديثة أصدرتها مؤخرا مؤسسة “اي دي سي” البحثية العالمية التي توقعت أن يسجل الإنفاق على المدن الذكية حول العالم خلال العام الحالي أكثر من 81 مليار دولار.
وتوقعت الدراسة أن يتزايد التطور والإنفاق على مفاهيم المدن الذكية خلال السنوات المقبلة ليسجل 158 مليار دولار في العام 2022.
وعند تعريف المدينة الذكية، فلا يوجد تعريف ثابت ومحدد المعالم، فهذا المفهوم قابل للإضافة والتغير من حين إلى آخر، لكن المتفق عليه أنها المدينة التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي في بنيتها التحتية، لتحسين جودة حياة الناس ورفع معايير الأمن والسلامة في الطرق والمنازل.
والأهم من ذلك، تتسم المدينة الذكية بقدرتها على الحد من التلوث والمحافظة على البيئة من خلال أنظمة متطورة تراقب تدوير النفايات واستخدام المياه بدون إسراف وزيادة المساحات الخضراء وتزويد الأماكن العامة بخدمة الإنترنت.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإنه يعرفها على أنها المدينة التي تجمع بين المدينة والصناعة والمواطنين معا لتحسين الحياة في المناطق الحضرية من خلال حلول متكاملة أكثر استدامة، ويشمل ذلك خططا عمرانية تنافس الأساليب التقليدية.
الى ذلك، أشارت دراسة “اي دي سي” إى أن ربع الإنفاق العالمي للمدن الذكية في العام الحالي، سيتركز في تطبيقات المراقبة البصرية الثابتة، والنقل العام المتقدم، والإضاءة الذكية الخارجية وإدارة حركة المرور الذكية.
وتعود فكرة المدن الذكية إلى العام 1922 عندما ظهرت إشارات المرور الضوئية في الشوارع، لكن مصطلح “المدينة الذكية” لم يستخدم إلا عندما زاد الاعتماد على الإنترنت والأجهزة التكنولوجية بمختلف أنواعها، وأصبح هناك ما يسمى بالثورة الرقمية.
وبالنسبة للتوزيع الجغرافي للإنفاق على مفاهيم المدن الذكية، فقد أوضحت دراسة “اي دي سي” أن منطقة آسيا (وخصوصا الصين واليابان) ستستحوذ على 42 % من إجمالي الإنفاق العالمي على المدن الذكية في العام الحالي، ثم تليها الأميركتان اللتان ستستحوذان على نسبة 33 %، فمنطقة أوروبا والشرق الأوسط بـ25 %.
ووفقا للدراسة، ستكون الولايات المتحدة أكثر دولة تنفق على المدن الذكية بحوالي 23 مليار دولار.
وعلى مستوى المدن، ستقود سنغافورة وشنغهاي وطوكيو ونيويورك ولندن الاستثمار والإنفاق على مفاهيم المدن الذكية.