مرايا – دقت صحيفة “هآرتس” ناقوس الخطر مما وصفته بـ”السيطرة الصينية” على موانئ البلاد، خاصة بعد أن فازت شركة SIPG الصينية بمناقصة لتوسيع ميناء حيفا في الفترة القادمة وتفعيله لمدة 25 عاما.

وحذرت الصحيفة في مقال نشر الجمعة من مخاطر محتملة على الأمن القومي الإسرائيلي قد تنجم عن إدارة الصين لميناء حيفا أكبر موانئ إسرائيل الدولية، علما أن قاعدة سلاح البحرية التي يوجد فيها سرب الغواصات العسكرية تتموضع في الميناء.

وعبرت الصحيفة عن أسفها لقرار نقل ميناء حيفا للصين والذي كما قالت، اتخذ دون إشراك مجلس الأمن القومي أو سلاح البحرية، قائلة: “على ما يبدو، لا أحد في إسرائيل يفكر في تبعات استراتيجة للأمر”.

إضافة إلى ذلك، يهدد استثمار الصين في موانئ إسرائيل علاقة الشركة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، إذ أنه يمكن أن يؤثر سلبا على المصالح الأمريكية في المتوسط وبالتالي مكانة إسرائيل كقاعدة عسكرية استراتيجية للبحرية الأمريكية.

وأشار حوريف إلى أن أحد المسؤولين الأمريكيين، الذين شاركوا في مؤتمر مكرس لمسائل أمنية تتعلق بإسرائيل ومنطقة المتوسط نظمه مركزه مؤخرا وشارك فيه مسؤولون سابقون في وزارة الدفاع والبحرية الأمريكيتين، قد تساءل عما إذا كان بإمكان الأسطول السادس الأمريكي أن يواصل اعتبار ميناء حيفا “ميناءه البيتي” في ظل السيطرة الصينية عليه.

وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين الذي شاركوا في المؤتمر “يعتقدون أن إسرائيل فقدت عقلها عندما أعطت الصين مفاتيح ميناء حيفا، واعتبروا أن البحرية الإسرائيلية لن تكون قادرة على الاعتماد على العلاقات الوثيقة التي تربطها بالأسطول الأمريكي السادس حال دخلت الصين الساحة”.

وشدد المحلل السياسي على أهمية تعزيز إسرائيل علاقتها مع أمريكا، خاصة في ظل أن الأمريكيين باتوا يوجهون معظم اهتمامهم إلى بحر الصين الجنوبي والخليج العربي على حساب شرق البحر المتوسط.

وأضاف: “يجب على إسرائيل أن تضع آلية لدراسة الاستثمارات الصينية لضمان أنها لا تشكل خطرا على المصالح الأمنية الإسرائيلية”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الدور الصيني في مشاريع ضخمة أخرى في مجال البنى التحتية في إسرائيل، بينها أنفاق الكرمل في حيفا والقطار الخفيف في تل أبيب وفوز شركة صينية أخرى بمناقصة لإنشاء ميناء جديد في أسدود، من شأنه كسب نفوذ أكبر على إسرائيل، بما في ذلك في المجال العسكري، وتوفير لها وسائل ضغط محتملة عبر سنوات، في حال شكلت تهديدا على مصالح بكين في المنطقة.