مرايا – في حالة تعتبر الأولى من نوعها في الاردن، في المستشفى التخصصي يتبرع ذوي شابة في حالة موت دماغي بأعضائها في بادرة انسانية منحت الحياة الى 4 مرضى واعادت الامل لهم ولعائلاتهم.

فريق زراعة الاعضاء في المستشفى التخصصي كان مبادرا في سرعة التعامل ودقة الاجراءات الطبية والقانونية والادارية في حالة الوفاة الدماغية، خاصة بأن هذه الحالة تعتبر الاولى من نوعها في الاردن بأن يكون المتبرع في مستشفى والمرضى المستفيدين من الاعضاء في اربع مستشفيات مختلفة وفي قطاعات مختلفة ، حيث تم نقل القلب من التخصصي وزراعته في مركز القلب في مدينة الحسين الطبية، ويذكر بأن برنامج زراعة القلب في الخدمات الطبية الملكية كان متوقفا منذ عام1997 وهذه العملية الاولى منذ ذلك التاريخ.

وتمت زراعة الكبد في مركز جراحة وزراعة الكبد في مدينة الحسين الطبية ، وتمت زراعة كلية في المستشفى التخصصي وكلية أخرى في مستشفى البشير – وزراة الصحة ، وكانت الكوادر الطبية من المستشفى التخصصي ومن الخدمات الطبية الملكية ومن وزارة الصحة تسابق الزمن للحفاظ على سلامة الأعضاء لحين الانتهاء من زراعتها وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح ونجحت العمليات الاربعة.

وفي التفاصيل، وفور اعلان الوفاة الدماغية للمريضة المرحومة قامت كوادر المستشفى التخصصي بتقديم الدعم النفسي والمعنوي لذوي المتوفاة وطرحت عليهم فكرة التبرع بالأعضاء والتي تعتبر صدقة جارية وما هي إلا سويعات قليلة وجاء رد الاهل المتفهمين الصابرين بالموافقة وهنا بدأ فريق العمل في المستشفى التخصصي باتخاذ الاجراءات اللازمة وفي سباق مع الزمن.

حيث تم التواصل مباشرة مع مديرية المركز الأردني لزراعة الأعضاء ومع الخدمات الطبية الملكية ومع فريق زراعة الاعضاء في التخصصي وكانت الاستجابة سريعة من جميع الاطراف.

واجتمعت الفرق الطبية المختصة كل في مجاله من القطاعات الثلاثة في قسم العمليات في المستشفى التخصصي وتمت عملية استئصال القلب والكبد والكليتين وكان المشهد غير مسبوق بأن يعمل الاطباء من 3 قطاعات مختلفة في مكان واحد وفي آن واحد وبهدف سامي الا وهو منح الحياة لأربعة مرضى كانوا بين الحياة والموت.

وقد استقبل مدير عام المستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري الفرق الطبية ورحب بهم واضعا جميع الامكانيات الفنية والادارية والتجهيزات اللازمة تحت تصرفهم وعبر عن شكره وتقديره لهم على سرعة تلبية نداء الواجب في يوم عيد الهجرة النبوية الشريفة.

جرت الأمور على أفضل ما يرام وتم نزع الأعضاء بسهولة ونقلها مباشرة وعلى وجه السرعة وضمن شروط معينة للحفاظ على هذه الاعضاء.

والمريضة التي اجريت لها عملية زراعة الكلى في المستشفى التخصصي واسمها ياسمين في 11-9-2018 كانت تتم عامها 29 حيث تصادف عيد ميلادها مع عيد الهجرة النبوية الشريفة واستقبلت ياسمين في عيد ميلادها هدية ولا اروع مقدمة من ذوي المتوفاة ومن أسرة المستشفى التخصصي، لم تصدق ياسمين أن هذا الامر حقيقة وكانت تعتقد بأنها تحلم حتى استيقظت من تأثير البنج بعد نجاح العملية واذا بها منحت حياة جديدة.

وبالنسبة لاختيار المرضى المستفيدين من الاعضاء فيتم ذلك بناء على معايير محددة مسبقا وحسب الحالة المرضية وتوافق فحوصات الأنسجة وامور فنية عديدة.

وقد قام صاحب السمو الملكي الامير رعد بن زيد بزيارة المستشفى التخصصي وشكر كوادر المستشفى التخصصي على هذه المبادرة وأشاد بدور العائلة الاردنية التي تبرعت بأعضاء ابنتها لإنقاذ حياة اربعة مواطنين.

ودعا سموه كافة الكوادر الطبية في مستشفياتنا الحكومية والخاصة الى بث ثقافة التبرع بالأعضاء واقناع ذوي المتوفين خاصة في حالات الموت الدماغي لإنقاذ حياة الاخرين.

وزار سموه المريضة ياسمين التي تم زراعة احدى الكليتين لها في المستشفى التخصصي، حيث كانت تعاني من فشل كلوي ومعاناة استمرت طويلا في عمليات غسيل الكلى متمنيا لها الشفاء العاجل واستعادة عافيتها ونشاطها.

من جهته عبر الدكتور فوزي الحموري عن سعادته الغامرة بنجاح هذه العمليات الاربع والتي كانت خير مثال للتعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات الوطنية في مختلف القطاعات والتي تعتبر نموذجا يحتذى للعمل المستقبلي في تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، وعبر عن امتنانه لذوي المرحومة على مبادرتهم العظيمة التي ساهمت في انقاذ حياة أربع مرضى.

وعبر الحموري عن امتنانه لصاحب السمو الملكي على اهتمامه ودعمه للتبرع بالاعضاء وعلى زيارته للمستشفى والالتقاء بفريق زراعة الأعضاء مما سيحفزهم لبذل المزيد من الجهد في خدمة المرضى.