مرايا – تحدث صحيفة إسرائيلية، الأحد عن ما سمتها “أزمة غير قابلة للحل” مع روسيا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية مقابل السواحل السورية الأسبوع الماضي، كاشفة أن الرسائل الواردة من موسكو “لا تشجع زيارة القيادة السياسية الإسرائيلية إليها”.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري أليكس فيشمان، أن “الأزمة الني نشبت بين إسرائيل وروسيا عقب إسقاط طائرة الاستخبارات قرب اللاذقية؛ هي أزمة حقيقية وعميقة وحادة”.
وكشفت أن الأزمة “اشتعلت أكثر وأكثر، عقب زيارة وفد الجيش الإسرائيلي إلى موسكو، والتي كان هدفها تخفيض مستوى اللهيب”، موضحة أن “فوارق عميقة برزت بين رواية الطرفين”.
“رواية كاذبة”
وأوضحت أن “الاستعراضات التي قدمها مسؤولون روس كبار في مكتب بوتين للإعلام الروسي تعرض الرواية الإسرائيلية كرواية كاذبة”، منوهة إلى أن “التحقيق الإسرائيلي لم يثر اهتمام الروس، ومبادرة نتنياهو بإرسال قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكان نوركين إلى موسكو لم تؤثر فيهم”.
وقالت الصحيفة: “من ناحية الروس كان هذا مجرد عرض، وما أثار اهتمامهم بالذات، هو القدرات الاستخبارية لسلاح الجو الإسرائيلي”، موردة ما جاء في صحيفة “كومسولسكايا برافدا” المقربة من وزارة الدفاع الروسية، التي وصفت لقاء المسؤولين الإسرائيليين الوروس بأنه”بارد، صعب، متجهم وعديم الابتسامة”.
وتشير يديعوت إلى أن الصحيفة الروسية قالت إن “الروس طالبوا إسرائيل قبل كل شيء، أن تعترف بأن أعمالها أدت إلى المأساة، وأن الذنب على الجانب الإسرائيلي وأن الجانب الروسي أوضح للإسرائيليين أن المعطيات التي يمتلكه تتناقض ومعطياتهم”.
ورأت الصحيفة أنه “من المهم الإيضاح أنه في روسيا لا توجد تسريبات عن لقاءات أمنية حساسة من هذا النوع”، موضحة أن التقديرات الإسرائيلية “تشير إلى أن الحديث الذي ورد في الصحيفة الروسية “ليس صدفة، ويأتي مباشرة من الناطق بلسان بوتين أو جهة أخرى رفيعة المستوى في مكتب الرئاسة”.
“رسالة سياسية”
وذكرت يديعوت أنه “في التقرير الصحفي الروسي، يوصف الإسرائيليون كمن تصببوا عرقا، وتملصوا من الأسئلة الفنية وحاولوا الحديث عن المسؤولين الإيرانيين وبشار الأسد”، وأكدت ن “الرسالة الروسية لإسرائيل هي رسالة سياسية لا لبس فيها”.
ولفتت إلى أن “الروس لا يريدون أن تواصل إسرائيل الطيران والقصف في سوريا، وبالتأكيد ليس بالصيغة الحالية”، موضحة أن حادثة إسقاط الطائرة “هو فرصة من ناحية الروس لتغيير النماط التفاهمات بين موسكو وتل أبيب، بشأن حرية العمل الإسرائيلية في سوريا”.
وقالت: “هنا تقف إسرائيل أمام قرار دراماتيكي بشأن عمق الأزمة التي من الممكن أن تصل مع الروس، وهي أزمة حتى الآن غير قابلة للحل”، إلا أن تنوه إلى أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لن تتنازل عن الجهد العسكري لإبعاد البنى التحتية العسكرية الإيرانية عن سوريا، ومنع عبور السلاح إلى حزب الله”.
وكشفت الصحيفة أن “الرسائل التي تصل من موسكو، لا تشجع زيارات القيادة السياسية الإسرائيلية إليها في محاولة لجسر الشرخ الدبلوماسي، ولا العكس”، مضيفة: “سيتعين على إسرائيل أن تتخذ في الأيام القريبة القادمة، قرارات حول استمرار النشاط في سوريا وعلاقاتها مع الروس”.
وحتمت بالقول إن “الهجوم الإسرائيلي القادم في سوريا، سيكون اختبارا للطرفين (روسيا وإسرائيل)”، موضحة: “عندما تختار إسرائيل أن تهاجم هدفا، فإنها ستفعل كل ما في وسعها كي تخلق تنسيقا مسبقا مع الروس، وذلك على حساب المس بأمن المعلومات، على ألا توقظ الدب الروسي من سباته”.