مرايا – أكد نقابيون وسياسيون؛ أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجلسة العامة لاجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أول من أمس؛ كان واضحا، بتأكيده على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية بالعودة والتعويض وإقامة دولته المستقلة بعد حرمان امتد لعقود.

وكان جلالته قال في خطابه؛ إن دولة واحدة ثنائية القومية، تقوم في جوهرها على أساس إنكار المساواة بين مواطنيها، هي “حقيقة بشعة وغير ديمقراطية”، وأنها ليست الحل بأي حال من الأحوال، كبديل للسلام القائم على حل الدولتين، بل تمثل تخليا عن السلام، وهي طريقة جديدة للهروب من العمل على تحقيق التسوية.

وشدد جلالة الملك؛ على أن الدول العربية والإسلامية “ملتزمة بالسلام الشامل، ومبادرة السلام العربية التي طرحت منذ أكثر من 16 عاماً”، فأي اتفاق يبرم، يجب أن يتم بين طرفين، لا مع طرف واحد، في إشارة إلى “صفقة القرن” التي تعمل عليها الولايات المتحدة الأميركية دون الرجوع فيها للفلسطينيين.
في هذا السياق، قال رئيس مجلس النقباء؛ نقيب أطباء الأسنان، الدكتور إبراهيم الطراونة أمس، إن مواقف الأردن “ثابتة فيما يخص حل الدولتين وقضية اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” و”صفقة القرن”.

ولفت الطراونة إلى أن ما تحدث به الملك في الأمم المتحدة، هو باختصار موقف المملكة الأزلي حول حق الفلسطينيين باختيار مصيرهم، وإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ولفت إلى أن الخطاب الملكي، أكد أن القضية الفلسطينية هي من القضايا التي عليها إجماع شعبي ورسمي خلف قيادة جلالته، وأنه برغم كل القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال القدس والقضية الفلسطينية، لكنها لن تستطيع انتزاع القدس وفلسطين من قلوب وعقول العرب والمسلمين.
وشدد الطراونة على أن حل القضية الفلسطينية يأتي عبر عودة الفلسطينيين لارضهم وإعادة القضية الى وضعها الطبيعي، باعتبارها القضية العربية والاسلامية المركزية.

نقيب المهندسين الزراعيين عبدالهادي الفلاحات، أكد أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ثابت فيما يتعلق بدعم المقدسات والموقف من القدس وكل فلسطين، مبينا أن ما جاء في توجهات “صفقة القرن” وأحادية الدولة، مرفوض رسميا وشعبيا، وأن الخطاب الملكي عبر عن القضايا المرفوضة بشكل عام.

وأضاف أن الشعب له موقف واضح من “صفقة القرن” التي هي مؤامرة خطرة، تستهدف الدولة الأردنية وحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته، وعلى رأسها حق العودة، مشددا على أن الأردنيين يقفون خلف جلالته، برفضه للصفقة ولكل ما يحاك من مؤامرات لتصفية القضية.

وبين الفلاحات، أن الأردنيين معنيون اليوم باتخاذ موقف دائم مع الشعب الفلسطيني ومساعدته في تثبيته بأرضه والدفاع عن هويته، داعيا الدول العربية لأن تتحمل مسؤولياتها السياسية والاخلاقية والتاريخية في الحفاظ على تثبيت الفلسطيين، وماديا بدعم “الأونروا” التي يُراد الخلاص منها لإنهاء حق العودة، التي تعتبره الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، العائق الأكبر أمام تنفيذ “صفقة القرن”.

بدوره؛ أكد العين الدكتور طاهر الشخشير، أن خطاب جلالة الملك جاء ليواجه الأحاديث التي تشكك بالوحدة الوطنية، وللتأكيد على المواقف الأردنية السابقة، والتي يتمسك بها الأردنيون، وهي ألا حل ولا رخاء في المنطقة والعالم، إلا بحل القضية المركزية الفلسطينية.

وشدد الشخشير الذي شغل منصب وزير البيئة ونقيب الصيادلة سابقا، أن جلالته شدد على دعم الحق الفلسطيني في ارضه وضرورة نزع فتيل عدم الاستقرار بالمنطقة بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وبما يرفض الحلول الاخرى التي تتناقض مع القرارات الدولية والشرعية الدولية.

وقال الشخشير ان ما تحدث به جلالته؛ تاكيد جديد على التمسك بالثوابت الوطنية.

واعتبر الشخشير أن الخطاب الملكي، لامس نقطة مهمة ألا وهي “صفقة القرن” التي تقضي بتصفية القضية، اذ أكد جلالته أنه لا توجد اتفاقية في العالم تبرم بشكل أحادي، وأن إنجاز أي اتفاق يتطلب وجود طرفين، في مسعى لجذب دول العالم، نحو التقيد بإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح.