مرايا – يترقب المزارعون في محافظة عجلون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام، للتزود بمادة غذائية أساسية لهم، واستغلال الفائض من إنتاج مزارعهم لسداد ديونهم وتلبية إحتياجاتهم.
ويقول المزارع محمد رشايدة إنهم ينتظرون بفارغ الصبر موسم قطاف ثمار الزيتون، فهو يوفر لهم احتياجاتهم من سلع غذائية أساسية يسمونها”المونة” ويبنون آمالا على الفائض منها لبيعها وسداد ديونهم واحتياجات أسرهم.
وزاد أن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم في محافظة عجلون، نظرا لانتشار الأشجار المعمرة والحديثة في جميع مناطق المحافظة والتي توفر كميات جيدة وأفضل من أي ثمار أخرى، بحيث يتزود السكان من مادة الزيت وتخليل كميات من ثمارها، إضافة إلى بيع الفائض بمبالغ لا بأس بها.
ويبين محمد الشرع أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة”الرومي” والتي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون منذ بضعة سنين، لافتا إلى أن أبرز مشكلة يواجهها المزارعون هي نقص كميات مياه الري، وتراجع منسوب مياه الأودية، التي يعتمد عليها المزارعون في ري أشجارهم المروية.
ويشاطره الرأي المزارع هاني خطاطبة، مشيرا إلى أنه اضطر لشراء صهريج لنقل المياه من الأودية والينابيع لري أشجاره، مقترحا بأن يتم ضخ كميات من مياه سد كفرنجة وإسالتها في وادي كفرنجة، للاستفادة منها بري الأشجار من خلال الأقنية المنتشرة على الوادي.
ويؤكد أن تراجع كميات مياه الري أصبحت تضر بأشجار الزيتون والزراعات الأخرى، بحيث يتسبب ذلك في تراجع كميات إنتاج أشجار الزيتون وضعف المرود من مادة الزيت في حال عصره بسبب ضعف الثمار.
ويقول المزارع حسين العنانبة إن كثيرا من الأسر في المحافظة ليس لها دخول سوى ما يوفره موسم الزيتون من مادة غذائية ومبالغ يعتمدون عليها طيلة العام للإنفاق على المستلزمات الأخرى، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، وكذلك تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمنع بعض التجار الجشعين من التلاعب بالسلعة، وتسويق المغشوش منها والإساءة لسمعة زيت المحافظة ذي الجودة العالية.
من جانبها تحذر مصادر إدارة مياه المحافظة من منح تراخيص للمعاصر من دون التأكد من اتخاذها كافة التدابير والإجراءات التي تكفل عدم تسرب مخلفاتها إلى مصادر مياه الشرب، مؤكدة أن المشكلة تكررت في أعوام سابقة رغم كثير من التحذيرات بضرورة إغلاق المعاصر المخالفة منها.
ويبين مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان أن المحافظة تحتوي على آلاف الأشجار المعمرة والحديثة من أشجار الزيتون، مشيرا إلى أن المديرية قدرت كميات الإنتاج لموسم العام الحالي بـزهاء 20 ألف طن من ثمار الزيتون، تتوزع في لواء قصبة عجلون بواقع الثلثين، ولواء كفرنجة بواقع الثلث، بحيث يتم استغلال القسم الأكبر منها لعصرها، فيما يذهب قسم منها للتخليل.
وأكد أن المديرية تبذل قصارى جهدها لضمان عدم ارتكاب بعض المعاصر لمخالفات بيئية أثناء الموسم، مبينا أنها بدأت مؤخرا وبالتعاون مع لجنة السلامة العامة في المحافظة بالكشف على 15 معصرة متواجدة في المحافظة، للتأكد من التزامها بكافة شروط التراخيص ومعالجة السلبيات.
وأكد أن الجولات ستستمر على المعاصر طيلة الموسم لضمان إلتزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
وفيما يتعلق بأشجار الزيتون الرومي”الأمهات” أكد الشرمان أن المديرية ملتزمة بحمايتها، بحيث لا تسمح بالمتاجرة بها، ولا تسمح باقتلاعها إلا بعد الحصول على التصاريح من المديرية وفي حالات نادرة كفتح الطرق وتراخيص البناء.