مرايا – يقترب النائب عاطف الطراونة من الحصول على رئاسة خامسة في تاريخه النيابي وذلك في الانتخابات التي ستجري بعد ظهر الأحد – وفق خبراء ومراقبين برلمانيين -.
تأتي هذه التوقعات في ظل عزوف المنافسين التقليديين للطراونة عن الترشح للدورتين العاديتين المقبلتين حيث إن رئاسة المجلس تمتد لسنتين وفق الدستور.
ويبقى أقوى منافس للطراونة النائب عبد الله العكايلة والذي نافس الطراونة في الانتخابات الأخيرة (العام 2016م) على الرئاسة برفقة النائب المخضرم عبد الكريم الدغمي، وحظي حينها العكايلة بـ 21 صوتاً والدغمي على 34 صوتاً، بينما تمكّن الطراونة من حسم النتيجة من الجولة الأولى بعد أن حصد أصوات الأغلبية البرلمانية بـ (69) صوتاً.
ولا تبدو هنالك منافسة حقيقية على موقع الرئاسة برغم بروز عدد من الاسماء النيابية التي ترغب في خوض غمار الانتخابات، لكنها لن تؤثر بشكل جذري على حظوظ الطراونة الذي يتوقع خبراء مختصون في البرلمان فوزه من الجولة الأولى.
وكان يتوقع للانتخابات أن تشهد سخونة في حال خاض الانتخابات أحد المنافسين التقليديين أو دخول عناصر شابة على خط الترشح وهو ما لم يحصل حيث إن ترتيبات من هذا النوع تحتاج إلى جهد واسع النطاق.
ودخل الطراونة مجلس النواب في العام 2003 وفاز في 4 انتخابات سابقة بقي خلالها رئيساً للمجلس، وهو يخوض التجربة مجدداً متسلحاً بكتلته وبشبكة علاقات واسعة تربطه مع النواب أهّلته للحصول على رئاسة المجلس في السنتين السابقتين دون عناء بالغ.
الطراونة فاز في آخر انتخابات (العام 2016) وأحكم قبضته على رئاسة المجلس لمدة سنتين بعد التعديلات الدستورية التي رفعت مدة رئاسة المجلس إلى سنتين بدلاً من سنة واحدة.
أما النائب العكايلة فيبدو أن غطاء كتلة الإصلاح النيابية (14 نائباً) وحده لن يوفر له ضمانة بمنافسة حقيقية، وهو يأمل – و في تقرير سابق لها – أن تتسع قاعدة مناصيره هذه المرّة، وهو أمر يحتاج لمفعول ووصفة تفوق “التكتيكات” العادية ويحتاج إلى مرحلة متقدمة من التفاهم مع الكتل الأخرى التي يصعب اختراقها بسهولة – وفق مراقبين-.
ويعوّل العكايلة على “الكاريزما” القيادية التي يتمتع بها لكنها قد لا تكفي وحدها للظفر بمزيد من الأصوات، وربما يخدمه أمر كثرة المرشحين النواب للانتقال إلى جولة ثانية وهو ما قد يكون بعيد المنال في ظل الظروف الحالية، وقد تُنتج اثراً في الجولة الأولى دون أن تؤثر بشكل حاسم على الجولة الثانية.
ولم يُعلن حتى عشية الانتخابات على رئاسة مجلس النواب أي تفاهمات قد تعيق وصول الطراونة إلى سدة الرئاسة مُجدداً برغم سعي بعض النواب خلال الفترة الماضية إلى إجراء تحالفات تحت يافطة “التغيير” لتحييد الطراونة إلا أنها لم تًجدِ نفعاً.
* المكتب الدائم :
ويبدو أن أثر انتخابات الرئيس وترتيباتها انعكست على موقع النائب الأول والحيوي والذي ارتفعت أهميته في ظل تصدره المشهد عند غياب الانتخابات على مقعد الرئيس كما حصل العام الفائت.
فالنائب خميس عطية، والذي يحظى بدعم نيابي واسع، آثر وبشكل مفاجىء مساء الخميس الماضي تجنب الخوض في الانتخابات على المقعد فاسحاً المجال أمام غيره للمنافسة.
وأعلن في ذات اليوم النائب أحمد الصفدي عزمه الترشح للموقع وهو الذي يتمتع بنفوذ بالغ بين زملائه وسبق أن كان نائباً لرئيس مجلس النواب، في حين يرى النائب نصار القيسي أحقيته بالموقع بعد أن انسحب في المرة السابقة عن الترشح.
وتردد أن النائب فواز الزعبي يرغب بالترشح لموقع النائب الأول للرئيس، بينما يُفكر النائب سليمان الزبن في الترشح لذات الموقع أيضاً وقد يختار العودة مُجدداً للترشح لموقع النائب الثاني الذي دخلت على خطه النائب وفاء بني مصطفى وهو ما قد يضفي لمسة وميزة جديدة داخل المجلس في حال لو تمكنت من الوصول إلى الموقع.
ومن المتوقع أن ترتفع أعداد المرشحين لمواقع المكتب الدائم (النائب الأول والنائب الثاني للرئيس، والمساعدين) خلال جلسة مجلس النواب.