مرايا – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن بناء المستقبل الآمن المستقر والمنجز في المنطقة يتطلب معالجة جذور التوتر التي أشار إليها جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته الرئيسة في افتتاح منتدى المنامة الجمعة .
وقال الصفدي لدى مشاركته بجلسة في المنتدى الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حول الاستقرار وإعادة البناء، اليوم السبت، إن جلالته قدم في كلمته التي “تشرفت بإلقائها” رؤية متكاملة لبناء مستقبل آمن خال من الصراع ويعمه السلام ويتيح فرص الإنجاز والتفوق، خصوصا لجيل الشباب.
“واضاف ان جلالته قدم أيضا خريطة طريق تحتوي خطوات عملية للتقدم نحو هذا المستقبل وترتكز إلى إيجاد حلول سياسية لصراعات المنطقة، وفِي مقدمتها الصراع الأساس وهو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد في الندوة التي شارك بها مع وزير خارجية اليابان تارو كونو ومبعوث الرئيس الامريكي الخاص للتحالف الدولي للقضاء على عصابة داعش الارهابية بريت ماكغورك، أن تحقيق السلام لا يكون بالحديث عنه بل بالعمل على تلبية متطلباته المتمثّلة في إنصاف الفلسطينيين وتلبية حقوقهم المشروعة في الحرية والدولة.
وقال إن العالم العربي أكد التزامه بالسلام في مبادرة السلام العربية التي تعرض سلاما شاملا مقابل انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. واضاف ان اسرائيل موجودة في الشرق الأوسط لكن صيرورتها جزءا من المنطقة يتطلب تحقيق السلام وفق مبادرة السلام العربية وبما يلبي الحقوق الفلسطينية كاملة.
إلى ذلك لفت الصفدي إلى فشل المقاربات التي اعتمدت على مدى سنوات للأزمة السورية في تحقيق الحل السياسي اللازم لها، داعيا إلى مقاربات جديدة تعكس الحقائق على الأرض وتقدم مصلحة سوريا والسوريين على كل سواها. وقال إن سوريا صارت ساحة لصراعات الآخرين وإنه يجب أن تنطلق المقاربات الجديدة من الإرادة لتحقيق مصالح سوريا والسوريين وتستهدف حلا سياسيا يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويقبله السوريون ويعيد لها دورها.
واضاف ان الأردن قدم كل ما يستطيع لمليون و400 ألف سوري وانه مستمر في ذلك لكنه شدد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته أيضا. وفِي رد على سؤال قال الصفدي إن قاطني الركبان سوريون على أرض سورية وإن الأردن وفر المساعدات الانسانية اليهم عبر أراضيه حين لم يكن هنالك خيار آخر.
لكنه شدد أن الطريق إلى الركبان سالكة من الداخل السوري الآن وان المساعدات يمكن أن تصل إليه من الداخل السوري وأن تأمين احتياجات التجمع مسؤولية سورية أممية لا اردنية. وأشار إلى أن المملكة مستمرة في تقديم المساعدات الطبية إلى من يثبت حاجته من قاطني الركبان للمعالجة الطبية والمساعدة الطبية ويتم معالجته في عيادة أردنية بالتعاون مع الأمم المتحدة. وتوفر للتجمع المياه من أراضيه أيضا.
وقال إن هناك محادثات أردنية أميركية روسية لإيجاد حل جذري لمشكلة الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطنيه إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها من عصابة داعش الارهابية. ودعا إلى التمييز بين إعادة الإعمار الذي يربطه المجتمع الدولي بتقدم في العملية السياسية وبين تثبيت الاستقرار الذي يشكل شرطا لضمان العيش الكريم وتلبية الاحتياجات المعيشية للسوريين والحؤول دون تجذر بيئات اليأس التي يعتاش عليها الإرهاب.
وأشار إلى أن الحرب على عصابة داعش الارهابية لم تنته لافتا إلى تأكيد جلالة الملك أن الخوارج هزموا لكن لم يدمروا بالكامل وأن القضاء عليهم يتطلب حل جذور الصراع وهزيمة سرديتهم. وقال إن الظلامية الداعشية لا تنتمي إلى القيم الانسانية المشتركة ولا علاقة لها بالدِّين الاسلامي السمح وقيم السلام التي يحمل. ولفت إلى ضرورة إيجاد الأفق السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمام شباب المنطقة سبيلا لبناء المستقبل الواعد الذي تحتاجه المنطقة وشعوبها.
وشكر وزير الخارجية، الأشقاء والأصدقاء على ما أبدوه من مشاعر التضامن مع المملكة ومواساتهم بضحايا الحادث المفجع في البحر الميت. وقال “نشكر لكم جميعا مواقفكم النبيلة وتضمانكم في هذه الأوقات الحزينة المريرة والصعبة. ” وشارك الصفدي في منتدى المنامة مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني وألقى كلمة جلالته الرئيسة في افتتاحه أمس بحضور ولي عهد البحرين سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وثمن المتحدثون في المنتدى دور جلالة الملك الرئيس في جهود تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأشادوا بمضمون كلمة جلالته. إلى ذلك التقى الصفدي على هامش المنتدى، عددا من وزراء الخارجية والمسؤولين المشاركين فيه لبحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية.
وشملت اللقاءات: وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة الشيخ خالد بن أحمد آلِ خليفة ووزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة عادل الجبير ووزير خارجية اليابان تارو كونو ومبعوث الرئيس الامريكي الخاص للتحالف الدولي للقضاء على عصابة داعش الارهابية بريت ماكغورك وأمين عام الجامعة العربية أحمد ابوالغيط.