مرايا – عمر كُلّاب
كثرة الزحام تعيق الحركة
تحتاج الفاجعة التي داهمتنا خلال الاسبوع الفائت الى مراجعة كل منظومتنا الوطنية , بعد ان كشفت حبات الخير مستوى التدني في البنية التحتية ومستوى التدني في المنظومة القيمية , ومدى رخاوة الاستجابة الحكومية والرسمية مع حادثة شاء الله ان تأخذ 21 روحا بريئة , كانت حصة الطفولة هي الاكبر .
استجابة مفاصل الدولة ومؤسساتها بدت مرتبكة وغير واثقة من نفسها كما تكشف مجريات الامور , فخلال اقل من 48 ساعة تشكلت ثلاث لجان للتحقيق والتحقق من اسباب الفاجعة , لجنة حكومية ولجنة نيابية ولاحقا لجنة من الديوان الملكي , وهذا يفتح باب الاسئلة الحرجة عن ضرورة كل هذه اللجان ولماذا لم نكتفِ بلجنة واحدة مشكلة من كل الاطياف , حكومة وخبراء واهالي الضحايا ونقابات مهنية ؟
لأن كثرة اللجان لا تعيق الحركة فقط , بل يمكن ان تخلق ارتباكا , وهنا واجب السؤال المهني , ماذا لو تناقضت مخرجات اللجان مع بعضها البعض , ماذا لو برأت لجنة مسؤولا وادانته لجنة أخرى , اليس هذا يصب في التشكيك الذي نعاني منه وشكا منه رأس الدولة في مقاله الاخير ؟
نعرف ان الفاجعة كبيرة لكن الرشاد السياسي وحصافة ادارة الازمة تقتضي ان يكون هناك لجنة واحدة , لتقصي الحقائق واظهار النتائج وبعدها محاسبة المقصرين , اما كثرة اللجان فإنها تشي بأن ثمة شكوكا وارتيابا داخل مؤسسات الدولة حيال اداء كل جهة ؟ فهل وصل الامر الى هذه الدرجة من التشكيك ام اننا بتنا امام اجنحة متضاربة داخل السلطة وكل جناح يسعى الى الاطاحة او تكسير الجناح الآخر .
في قول مأثور للملك ان كثرة الزحام يعيق الحركة , وأظن لست آثما ان كثرة اللجان فيه اعتداء على الحقيقة وبالضرورة سيعيق الحركة .
(الأنباط)