جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية تستمر للعام الثاني عشر بمنح أعلى جائزة تقديرية (وسام المعلوماتية) إلى جهة تقنية عالمية
الشيخة عايدة السالم: مسيرة الاتحاد الدولي للاتصالات حافلة بالإنجازات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
مرايا – كشفت جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية عن قرار مجلس أمنائها منح النسخة الثانية عشرة من أعلى جائزة تقديرية (وسام المعلوماتية) في دورتها الثامنة عشرة إلى أحد أعرق المؤسسات العالمية وأهم محفل عالمي متخصص في مجتمع المعلومات، وهو الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، الذي يعتبر وكالة الأمم المتحدة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويعد الوكالة الفريدة بين وكالاتها التي تشمل عضويتها القطاعين العام والخاص، حيث بلغ عدد الدول الأعضاء فيها 193 دولة، وتضم أيضا أكثر من 800 منظمة رائدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية والشركات المصنعة، والشركات الناشئة والمبتكرة، وينطلق الاتحاد من رؤيته التي وجد من أجلها عام 1865 في فرنسا الالتزام بتوصيل جميع سكان العالم عبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
جاء ذلك في التصريح الصحفي الذي أدلت به سعادة الشيخة عايدة سالم العلي الصباح – حفظها الله – رئيس مجلس الأمناء ورئيس اللجنة المنظمة العليا للجائزة، وأضافت أن الاتحاد الدولي للاتصالات فاز بهذا الوسام العالمي تقديراً لمسيرته العريقة والحافلة بالإنجازات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ؛ فقد مضى على تأسيسه (153) عاماً، بعد أن أدرك الثورة الصناعية الأولى، وساهم بمسيرة الثورة الصناعية الثانية التي كان أحد أبرز علاماتها تطور علم الاتصالات وعزز من التحول السلس نحو استيعاب الثورة الصناعية الثالثة ومتطلباتها عبر الإدماج الرقمي والتنموي، ويستعد الآن على الرغم من التحديات لمواجهة متغيرات الثورة الصناعية الرابعة، وتوفير البنى التحتية الداعمة لها، وما كانت لتتأتى هذه العراقة، وهذا النجاح والحرفية والبقاء للاتحاد، لولا تألقه في عمله الرئيس منذ إنشائه في صنع وإصدار المعايير التقنية والبروتوكولات والاتفاقيات الدولية عبر تخصيص الطيف الراديوي العالمي، والمدارات الصناعية، وتطوير المعايير التقنية التي تضمن للشبكات والتكنولوجيا المختلفة التوصيل البيني بسلاسة، وتحسين الوصول للمجتمعات المحرومة في شتى أنحاء العالم.
ويحكي تاريخ هذا الاتحاد قصة مواكبته لمخترعات العقل البشري بدءاً من التلغراف فالهاتف والتلفاز، ثم الانتشار السريع لاستخدام المعدات اللاسلكية، وبناء المحطات الإذاعية، وفقد أنشا هذا الاتحاد في عام (1927) لجنة استشارية إذاعية دولية لعمل الدراسات التقنية في جميع مجالات الاتصالات، ووضع المعايير الدولية لها، ثم ما لبث أن انضم إلى هيئة الأمم المتحدة (1947)، وأعلن تنظيمه الهيكلي الجديد، وفي عام (1964) أشرف على مدارات الأقمار الصناعية، وفي عام (1968) وافق الاتحاد على المعايير الدولية الأولى لنسخته الحديثة من الفاكس مما حفز نموه بشكل كبير، وما أن ظهر الحاسب الآلي معلناً انطلاق الثورة الرقمية حيث اندمجت الرقميات مع الاتصالات ومن ثم ظهور شبكة (الإنترنت) عام (1969) حتى عقد مؤتمره السنوي للاتصالات عام (1971)، وأطلق اليوم العالمي للاتصالات الذي يحتفل به في (17) من مايو كل عام تيمناً بتاريخ نشأته.
هذا، وقد أسهم بشكل رئيسي في بناء شبكة الاتصالات الدولية العالمية كأكبر وأحدث إنجاز هندسي متطور على الإطلاق، وموطن الاقتصاد العالمي الجديد المرتكز على الابتكار والإبداع الذي ننعم بمنجزاته، كما ساهمت هذه الشبكة في التنمية؛ حيث استوعبت حتى الآن أكثر من 4 مليارات مستخدم للإنترنت، وتلعب دوراً رئيساً يزداد يوماً بعد يوم في تمكين العالم من خلال إدارة الطوارئ، وإمدادات المياه، وشبكات الطاقة، وتوزيع الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم، والثقافة، والترفيه، والخدمات الحكومية، والتجارة، والأسواق المالية، والنقل، والملاحة، والطقس، وحماية البيئة، والتواصل الاجتماعي، وغيرها من الخدمات.
ويتشرف السيد/ هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات بتسلم وسام المعلوماتية خلال الحفل السنوي الذي ستقيمه الجائزة خلال شهر نوفمبر 2018، برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وقائد العمل الإنساني – حفظه الله ورعاه -في قصر بيان العامر.
ويعتبر ” وسام المعلوماتية” واحداً من المحطات المهمة في تاريخ الجائزة ، وأحد أبرز معالم مسيرتها الممتدة منذ عام 2001؛ حيث سجلت من خلاله حضورها العالمي باعتبارها واحدة من أكبر الجهات العربية والعالمية غير الربحية التي تمنح جائزة تقديرية لصاحب أكبر الإنجازات، وأهم الأنشطة التقنية على مستوى العالم سواء كان شخصية عامة أو اعتبارية، وعلى هذا الأساس يتم رصد أكثر من جهة أو شخصية عربية وعالمية قدمت نشاطا تقنيا متميزاً، ويقوم مجلس الأمناء باختيار أفضلها وفقا لمعايير وثوابت دقيقة وضعت أسسها منذ انطلاق فكرة الوسام في عام 2007، ومن تلك المعايير التي تحتكم إليها الجائزة في اختيار الشخصية أو الجهة : الإبداع في الفكر الرقمي والمعلوماتي، والأصالة في الأعمال والمنجزات.
هذا، وقد نجحت شخصيات عامة واعتبارية مثلت مؤسسات وجمعيات تقنية عربية وعالمية في تدوين أسمائها في لوحة شرف الفائزين بوسام المعلوماتية على مدار الدورات الإحدى عشرة السابقة ؛ ففاز بهذا الوسام العالمي 4 شخصيات عامة واعتبارية عربية، فضلا عن 7 مؤسسات وشخصيات عالمية؛ حيث منح الوسام في الدورة السابعة إلى الأستاذ الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية آنذاك ، كما تم منحه في الدورة الثامنة إلى مكتبة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، وفي الدورة التاسعة منح إلى المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات)، أما في الدورة العاشرة فقد منح إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية ، وفي الدورة الحادية عشرة منح الوسام إلى هيئة الإنترنت والأسماء والأرقام المخصصة (الآيكان)، وفي الدورة الثانية عشرة منح الوسام إلى مخترع نظام الملاحة الذي بني عليه النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS السيد روجر إيستون الأب، وفي الدورة الثالثة عشرة منح الوسام إلى جمعية الإنترنت العالمية، وفي الدورة الرابعة عشرة إلى مخترع الكاميرا الرقمية ستيفن ساسون الحاصل على براءة هذا العمل المتميز عام 1978؛ أما في الدورة الخامسة عشرة فقد منح هذا الوسام إلى السيد بيل جيتس اللاعب الرئيسي في مضمار المعلوماتية، ورائد الإبداعات التي أطلقت ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وانتشار الحاسوب في العالم.
وفي الدورة السادسة عشرة 2016 تم منحه إلى أشهر معهد لإنتاج التقنيات المبتكرة في العالم معهد ماساتشوتس للتقنية MIT الذي يعد من أكبر معاهد التكنولوجيا في العالم.
أما في الدورة السابعة عشرة 2017 فقد فازت به (دبي الذكية) تقديراً لريادتها في مواكبة التحولات التقنية العالمية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات ودعم البنى التحتية واستدامة التنمية.