مرايا – شؤون رياضية – هل يُحسم الصراع على لقب دوري المحترفين لكرة القدم مبكرا؟.. هل يتوج الجزيرة أو شباب الأردن باللقب؟.. هل يستعيد الفيصلي والوحدات عافيتهما وحظوظهما بالمنافسة أم أن نزيف النقاط في الجولات الثماني الماضية، سيجعلهما معا أو أحدهما غير قادر على البقاء في حلبة المنافسة؟.. هل سيعاني الجزيرة من تكرار ذات السيناريو ويفشل في سباق الأمتار الأخيرة أم أنه سيستفيد من دروس الماضي ويتجاوز العثرات السابقة؟.
طموح الجزيرة وشباب الأردن
تلك أسئلة وربما غيرها الكثير تدور في أذهان جماهير ومتابعي كرة القدم، فعشاق الجزيرة على وجه التحديد يرون أن فريقهم يمتلك فرصة طيبة للتتويج باللقب العام المقبل وتحديدا يوم 11 أيار (مايو) بعد غياب 62 عاما، طالما أنه يبتعد بفارق 9 نقاط عن الفيصلي و11 نقطة عن الوحدات، ويرون أن فريق شباب الأردن الذي يتأخر عن فريقهم بفارق 5 نقاط، غير قادر على المضي قدما في تحقيق نتائجه الايجابية، في حين يرى أنصار شباب الأردن، أن فريقهم بمقدوره استغلال الترتيب الحالي لـ”القطبين” لمواصلة الضغط على الجزيرة والتتويج باللقب، سيما وأنه الفريق الوحيد الذي كسر احتكار الفيصلي والوحدات للقب الدوري منذ نحو ثلاثة عقود.
الفيصلي والوحدات لا يستسلمان
لكن آخرين يرون أنه ليس من السهل على فريقي الفيصلي والوحدات رفع الراية البيضاء والتسليم بالأمر وكأنه أصبح واقعا لا محالة.. من وجهة نظرهم إنتهت 8 جولات وبقيت 14 جولة وبالتالي فإن في مقدور الفريقين أو أحدهما العودة بسرعة وفي الوقت المناسب الى مسرح المنافسة والظهور بمظهر “البطل” وليس “الكومبارس”.
الوحدات والفيصلي خسرا معا أمام شباب الأردن، والوحدات خسر أيضا أمام الجزيرة، ولا شك أن اللقب ما يزال مجهول المعالم، وإن كان الجزيرة ومن بعده شباب الأردن، يمتلكان بدلالة الأرقام حظوظا أوفر، ما لم تتغير الاحوال بشكل جذري ويصبح “المستحيل” حقيقة، ويتحول الوهم الى أمل.
مباراتان مهمتان
الجولات الثلاث المتبقية من عمر مرحلة الذهاب فيها الكثير من الاحداث التي يمكن أن تعزز حظوظ الجزيرة وشباب الأردن، أو تعيد الأمل والبسمة الى شفاه الفيصلي والوحدات، فالجزيرة سيلعب 3 مباريات أمام الصريح وشباب الأردن والفيصلي، وشباب الأردن سيلتقي مع البقعة والجزيرة والعقبة، والفيصلي سيلعب مع الأهلي والبقعة والجزيرة، فيما يلعب الوحدات مع العقبة وذات راس والرمثا.
ربما تكون المباراتان لفريق الجزيرة أمام شباب الأردن والفيصلي في الجولتين العاشرة والحادية عشرة الأكثر أهمية، لأن فوز الجزيرة سيمكنه من قطع شوط كبير والهرولة بخطوات متسارعة نحو اللقب الرابع في تاريخه، سيما اذا ما تعثر الوحدات أيضا، أما في حال تعثر الجزيرة وتحقيق فرق شباب الأردن والفيصلي والوحدات نتائج ايجابية، فإن ذلك يعني حتما عودة المنافسة الى المربع الأول، وتوسيع حلبة المنافسة على كأس الدوري بين أربعة فرق على الأقل.
توقف وإعادة حسابات
ومن المعروف أن مرحلة الذهاب ستنتهي يوم السبت 1 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، بلقاء الوحدات والرمثا على ستاد الملك عبدالله الثاني، لتخضع الفرق لفترة “بيات شتوي” طويلة جدا، ستبلغ 67 يوما، حيث تنطلق مرحلة الاياب يوم الخميس 7 شباط (فبراير) المقبل بلقاء الجزيرة والأهلي على ستاد عمان.
وفترة التوقف ستسمح للمنتخب الوطني في التوجه الى قطر لاقامة معسكر تدريبي، يخوض خلاله 3 مباريات ودية مع منتخبات قيرغزستان وقطر والصين أيام 20 و24 و28 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، قبل التوجه الى الامارات لبدء المشوار في نهائيات كأس آسيا، حيث يبدأ المهمة بلقاء استراليا يوم الاحد 6 كانون الثاني (يناير) المقبل، ومن ثم يلاقي سورية يوم الخميس 10 منه، قبل أن يختتم مشواره في الدور الأول بلقاء فلسطين يوم الثلاثاء 15 منه.
ومن المؤكد أن فريقي الفيصلي والوحدات سيعيدان النظر بأوراقهما خلال تلك الفترة، سيما ما يتعلق بملف المحترفين من الخارج، عندما فشل الفريقان في إجراء تعاقدات مؤثرة، فكانت جميع تعاقداتهما خلال الموسم الحالي فاشلة الى حد كبير، كما أن الاصابة والحرمان حرما الوحدات من بعض الاوراق المؤثرة التي سبب غيابها في زيادة معاناة حامل اللقب، الذي حقق أرقاما متواضعة في الجولات الماضية، ما كان لها أن تكون في غير هذه الظروف الصعبة، بل أن الكثيرين ما يزالون لا يصدقون أن مجموع ما حققه فريقا الفيصلي والوحدات من انتصارات حتى الآن “6 انتصارات.. 3 لكل منهما”، يقل عن ما حققه الجزيرة لوحده “7 انتصارات”، كذلك ما سجلاه من أهداف “14 هدفا.. 10 للفيصلي و4 للوحدات” يقل عن ما سجله الجزيرة “17 هدفا”، وفي الأرقام الأخيرة دلالات كثيرة.
ثمة فريقان يقفان بين هذه الفرق الأربعة هما السلط والحسين اربد، فرضا احترامهما في الجولات الماضية، ويكفي السلط فخرا أنه لم يخسر في 8 مباريات متتالية، ويسبق فريقي الوحدات والفيصلي على سلم الترتيب رغم حداثة عهده بين المحترفين.