اعتقالات بالعشرات لكوادر فتح في المدينة المقدسة
مرايا – قال خليل العسلي رئيس تحرير شبكة أخبار البلد المقدسية، أنه ومع اعتقال محافظ القدس عدنان غيث للمرة الرابعة خلال ثلاثة أشهر، فإن اسرائيل قررت تغير قواعد اللعبة من جذورها بهدف خلق واقع على الارض في القدس. ”هذا ما قالته مصادر مختلفة دبلوماسية ومحلية في معرض تعليقها على اعتقال محافظ القدس عدنان غيث بعد ايام فقط من اصدار امر يمنعه من الدخول الى الضفة الغربية وفرض غرامته عليه”. وفي نفس اليوم الذي صادرت فيه جواز سفر وزير القدس عدنان الحسيني ومنعته من السفر الى الخارج. قبل هذا وذاك كانت السلطات الاسرائيلية قد اقتحمت مقر المحافظة والوزارة في ضاحية البريد وقامت بمصاردة العديد من محتوياته.
واعتبر العسلي ان هذه التحركات المتلاحقة التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية اتجاه الرموز المعروفة للسلطة الفلسطينية في القدس دفعت الكثيرين من المقدسيين الى الاعتقاد ان اسرائيل تريد ان توصل رسالة واضحة لا لبس فيها الى السلطة ومن يمثلها في المدينة المقدسة، ان اسرائيل هي صاحبة السيادة الوحيدة في المدينة ولن تقبل اي شريك، وهذا كان واضحا في تصريحات وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، والذي كثف من اوامره الاخيرة التي تمنع اي نشاط مهما صغر او كبر في القدس بحجة انه تابع او بتمويل من السلطة بل ان وجود شخصية لها علاقة بالسلطة الفلسطينية كفيل باغلاق الحفل او الاجتماع والتحقيق مع القائمين عليه.
وأكد في منشور على الشبكة المقدسية، ان هذه التحركات الاسرائيلية تعمق العزلة التي تعيشها المدينة، ويعاني منها المقدسي الذي اصبح يعيش الان تحت رحمة الجهات الاسرائيلية، ومن يلف لفها، وهم كثر في المدينة. هذه العزلة تدفع الكثيرين من اهل القدس الى البحث عن حلول فردية لقضايا جماعية، ففي القدس لا توجد قضايا فردية اطلاقا، ولكن اسرائيل نجحت بتحويل القضايا الجمعية الى قضايا شخصية انية تحتاج الى قرار منفرد، كطلب الحصول على الجنسية الاسرائيلية، فرغم ان السلطات شجعت من يرغب بتقديم طلب الجنسية ولكنها لم تقوم بمنح هذه الجنسية بل تم المماطلة، لتصل الى حد الانتظار لسنوات طويلة فقط من اجل تحديد موعد المقابلة.
وبعد اعتقال المحافظ بادر شباب القدس لحملة منددة ورافضة لاستهداف محافظ العاصمة المحتلة عدنان غيث وكافة أشكال استهداف القدس واهلها. ونظموا وقفة احتجاجية سلمية في شارع صلاح الدين تحت عنوان “لا شرعية للاحتلال في القدس”. وهي الوقفة التي هاجمتها سلطات الاحتلال وأطلقت الغاز وقنابل الصوت، واستهدفت المشاركين فيها بالاعتداء أو الاعتقال.
فتح. بلطجة سلطات الاحتلال لن ترهب شعبنا
من جهتها قالت حركة فتح ان بلطجة سلطات الاحتلال لن ترهب شعبنا وان كل سياساتها لن تنجح في النيل من عزيمته. وجاء في بيان المتحدث باسم الحركة عاطف ابو سيف تعقيبا على اعتقال المخابرات الإسرائيلية المناضل عدنان غيث محافظ العاصمة، ان “هذا الاعتقال الجبان يأتي في إطار جهود سلطات الاحتلال للمساس بوجود شعبنا في عاصمته وعاصمة آبائه وأجداده وان كل هذه الجهود ستفشل امام إرادة وصمود وكفاح شعبنا. وأكدت فتح ان نضال شعبنا وكفاحه من أجل بقائه على هذه الأرض سيستمر وان الاحتلال إلي زوال ونحن الباقون”.
شرطة إسرائيل
أما شرطة الاحتلال فقالت في بيان رسمي، أنه ومع نهاية تحقيق سري الذي أجرته وحدة التحقيق المركزية للواء القدس، تم اعتقال 32 مشتبهاً من سكان شرقي القدس الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء حيث عملوا كنشطاء في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وبعضهم يحصل على خصائص من دولة إسرائيل، كل ذلك بشكل منافٍ للبند 7 لقانون التطبيق، الذي يحظر التجنيد لصفوف القوات المسلحة التابعة للسلطة الفلسطينية .
وقالت شرطة الاحتلال أن “بعض الأنشطة المنسوبة وفق الشبهات للمشتبهين الذين يعيشون بين سكان شرقي القدس، تضر بشكل مباشر بالمواطنين العرب الإسرائيليين وأمنهم الشخصي”. وتم جميع الموقوفين إلى الوحدة المركزية للتحقيق في لواء القدس، وخلال النهار، سوف تتم إحالتهم الى محكمة الصلح للنظر في طلب الشرطة لتمديد توقيفهم.
وأعلنت الشرطة أنه وخلال التفتيش في منازل المعتقلين، تم ضبط مبلغ نقدي بما في ذلك عمل أجنبية، بقيمة عشرات آلاف الشواقل، وبطاقات عضوية في الشرطة الفلسطينية، وبزات موحدة بأنواع مختلفة، وذخيرة، ومعدات عسكرية مختلفة، وصور ومستندات أخرى.
وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت أنها “سوف تتعامل بشكل حازم دون هوادة ضد السكان والمواطنين الإسرائيليين الذين يعملون باسم السلطة الفلسطينية ومنظمات إرهابية أخرى مما يشكل إنتهاك للقانون بما في ذلك مس بسيادة دولة إسرائيل وأمنها”.