مرايا – شهدت مدينة اربد لقاء جمع مفكرون وحزبيون وشخصيات عامة في ديوان التل.
وتحدث رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات عن الحالة الاردنية والتحديات التي تواجه الاردن وفلسطين والعالم العربي .
ولخص رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات الحديث عن الشهيد وصفي التل في ذكرى الـ 47 على استشهاده.
وقال عبيدات “عندما نستذكر وصفي علينا ان نستذكرنهج هذا الرجل ونفعل بما كان يؤمن به”.
واكد ان وصفي يفعل بما يؤمن، ويعرف كل شبر في الاردن، حمل مشروعاً وطنياً يقضي بتطهير ادارات الدولة من الفساد والفاسدين، وهو مفكر سياسي من طراز رفيع.
ولفت وصفي كرئيس كان يحترم نفسه وله امتداده مع الناس.
وبين عبيدات ان وصفي كان يرى الاردن بأنه لكل العرب، يؤمن بحتمية القضية الفلسطينية، وجيشه الاردني في اطاره العروبي كان يعمل على تحرير فلسطين.
واكد رئيس الوزراء الاسبق وصفي كان يؤمن ان ابناء فلسطينيين وحدهم القادرون على تنظيم العمل الفدائي داخل ارضهم وبالمساندة العربية لهم سيتمكنون من استعادة ارضهم وحقوقهم المشروعة، وهذا هو المشروع القومي لوصفي الذي جرح على الارض المحتلة قبل ان يستشهد على ارض مصر وهو يحمل مشروع الأمة.
وقال عبيدات “في عام 1971 كان الوفد الاردني المفاوض، وانا واحد من اعضائه نستعد للذهاب الى السعودية لتسوية الخلافات مع منظمة التحرير الفلسطينية،قال لنا الشهيد وصفي التل ان علاقة الاردن بفلسطين علاقة تاريخ ومصير، والخلافات مع المنظمة سحابة صيف عابرة ولأن الاطار الذي نلتقي فيه اردنيون وعرب وفلسطينيون، فإن من المهم هو تحريرالارض .
واعتبر عبيدات ان خسارة الاردنيين والفلسطينيين كانت كبيرة باستشهاد وصفي وان التاريخ سيقول كلمته الفاصلة وبموضوعية بحق شخصية وطنية عروبية حمل مشروع التحرير وان العدو لا يؤمن بالسلام وهذا ما تأكد بعد كل هذه السنوات صحة ما كان يفكر به هذا الرمز العروبي.
وقال ان السلام الاردني الاسرائيلي سلام مزيف لم يحقق ما كان ينشده الاردنيون، فعلى الصعيد الاقتصادي فإن وضع الاردن ليس بأفضل مما عليه قبل عملية سلام وادي عربة،وان المديونية تجاوزت كل الحدود الآمنة، وكذلك اتفاقية اوسلو على الصعيد الفلسطيني،حيث العدو الاسرائيلي مستمر في التوسع على الارض.
وكونه من الشخصيات الوطنية والمسؤولين الذين عاصروا شهيد الأمة، قال عبيدات اذا ما اردنا ان نستذكر وصفي التل فإن علينا ان نستذكر نهج هذا الرجل وذلك بالتأسيس لمشاركة سياسية وان يكون لنا تطور مؤسسي في نظام الحكم وانه لا بد من الاصلاح السياسي والتعددية السياسية والاصلاح الاقتصادي ومحاربة الفساد واعادة الثقة بين الناس والحكومات للعودة الى بوصلة الوطن.
وقال يجب ان يكون لنا ولاية عامة كاستحقاق دستوري اذ لا يجوز ان تشكل حكومات فاقدة الأهلية وهذا ضياع للوقت والجهد والمال.
واشار عبيدات الى ان الفساد اسهم في تعطيل التنمية واتساع الفقر، مثلما هناك تجاوز على القانون، والتعديلات على الدستور لم تكن لا في صالح نظام الحكم ولا في الحياة العامة، مثلما هناك مصادرة للتشريعات.
ودعا عبيدات الى عدم الاحتفاء بوصفي من منطلق ضيق او اقليمي باعتبار وصفي اكبر من الاقليمية، وان المخططات الخارجية التي نجحت في تمزيق الامة وتقسيم دولها قامت على اثارة الفتنة والنزاعات بين الشعوب بذريعة المولاة والمعارضة للنظام كما حدث في دول مجاورة.