مرايا – شهدت مناطق جنوبي دمشق، توتراً في الآونة الأخيرة، رافقه تشدّد أمني وإقامة حواجز عسكرية تابعة للنظام السوري.
وقام مجهولون بإطلاق النار على نقطة عسكرية تابعة للنظام في منطقة (يلدا) في 22 من الشهر الجاري، ولم يتم تسجيل وقوع أي إصابات، فقام جيش النظام بإغلاق الشوارع المؤدية إلى المكان، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسبق حادثة إطلاق النار على نقطة أمنية للنظام، قيام مجهولين، قبل أيام، بتمزيق صورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت مرفوعة على المركز الصحي التابع لـ(يلدا) التابعة لريف دمشق.
وقام النظام إثر تمزيق صورة رئيسه، بحملة اعتقالات طالت عددا من الشبان، وفق ما ذكره المرصد في 22 من الشهر الجاري، وأتبعها بعمليات دهم لبعض المنازل بحثا عن ممزقي صورة الأسد.
ويترافق التوتر الذي تشهده بلدات في جنوبي ريف دمشق، مع قيام النظام السوري بإرسال قوائم مطلوبين للخدمة في جيشه.
وأرسل النظام السوري في 18 من الشهر الجاري، قوائم تضم آلاف المطلوبين لزجهم في جيشه، إلى أهالي (التل) بريف دمشق وحي (برزة) التابع للعاصمة، وأهالي بلدات (يلدا) و(ببيلا) و(بيت سحم) في ريف دمشق الجنوبي. حيث بلغ عدد المطلوبين للخدمة في جيش النظام أكثر من خمسة آلاف مطلوب، وفق تأكيدات المرصد الذي أشار إلى إصدار النظام لقوائم مطلوبين للخدمة الاحتياطية في جيشه، في بلدات مختلفة من الغوطة الشرقية، كبلدات حرستا ودوما وعربين وبلدة العبادة.
وكانت آخر دفعة من مقاتلي المعارضة السورية الرافضين للتسوية مع النظام السوري، قد غادرت بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، الواقعة جنوبي دمشق، في شهر أيار/مايو من العام الجاري، إلى محافظتي إدلب وحلب، بعدما تمكّن النظام السوري في شهر آذار مارس الماضي، وبمساعدة عسكرية مباشرة من الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية المنتشرة بكثافة في أرياف العاصمة السورية، من فرض تسوية على مقاتلي المعارضة السورية، هناك، يخرج بموجبها الرافضون للتصالح معه، فيما يبقى الآخرون بضمانة روسية نشرت بعدها موسكو أفرادا من الشرطة العسكرية التابعة لها في تلك المناطق التي أخضعها النظام لتسوية.
إعادة نصب الحواجز
وتعليقاً على قيام مجهولين بإطلاق النار على حاجز أمني للنظام السوري في بلدة يلدا، في 22 من الشهر الجاري، اتهم بعض أبناء البلدة، نظام الأسد، بافتعال مثل تلك الحوادث، لخلق ذريعة تمكنه من إعادة نصب الحواجز الأمنية التي تقطع أوصال المدن، وفق وسائل إعلامية سورية معارضة أكدت أن تمزيق صورة الأسد، هذا الشهر، سبقها إحراق صورة له في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.
وأحصت مصادر إعلامية معارضة عدد المطلوبين للخدمة في جيش النظام السوري، ومن المناطق التي شملتها تسويات، أكثر من 60 ألف مطلوب.
وقلصت القوات الروسية من انتشارها العسكري في مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، واقتصر التواجد العسكري الروسي على عدد محدود من جنود الشرطة العسكرية، فيما شهدت تلك المناطق ازدياداً ملحوظاً بعدد عناصر الميليشيات الإيرانية.
وكان وزير داخلية النظام السوري، قد أصدر قراراً بتاريخ السادس من الجاري، يطلب فيه من مراكز الشرطة القيام بمهام البحث والقبض على المطلوبين للخدمة الاحتياطية والإلزامية في جيش النظام، فيما كانت تلك المهمة توكل حصرياً، للشرطة العسكرية.
في السياق ذاته، قام بعض الشبان في محافظة درعا، الشهر الجاري، بتمزيق صورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، كانت مرفوعة على مبنى بلدية (ناحتة)، بالتزامن مع مظاهرات عديدة اندلعت في المحافظة هتفت بإسقاط الأسد وإلغاء جميع مفاعيل اتفاق التسوية الذي فرضه النظام على أهالي المنطقة.