مرايا – في محاولة جديدة لتبرير قراره المفاجئ بسحب قواته من سوريا، تغزل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، معتبرا أنه “سيجتث” تنظيم داعش، في وقت لاتزال الإدارة الأميركية تعاني من تداعيات هذه الخطوة، فقد صب ترامب جام غضبه على وزير الدفاع، جيم ماتيس، الذي كان قد انتقد سياسيته الخارجية.
وفي تغريدة على تويتر منتصف ليل الأحد الأثنين، قال ترامب إن “أردوغان أبلغني بقوة أنه سيجتث كل ما تبقى من داعش، وهو الرجل القادر على فعل ذلك”، مضيفا أن “قواتنا عائدة إلى الوطن!”.
وكان ترامب أعلن، وبشكل مفاجئ الأربعاء الماضي، عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا، في قرار مثّل تحولا في السياسة الأميركية في المنطقة، واعتبرته قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيّا “طعنة في الظهر”.
واتخذ ترامب هذا القرار عقب مكالمة هاتفية مع أردوغان، الذي هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش.
وبعد قرار الانسحاب سارعت أنقرة التي تواجه اتهامات باتخاذ من الحرب على داعش ذريعة لسحق الأكراد في شمال سوريا، وتنفيذ أجندة توسعية في الدولة المجاورة، إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية.
وتنتشر قوات تركية منذ عامين تقريبا في مناطق عدة بريف حلب إثر شنها عمليتين متعاقبتين، الأولى قالت إنها تستهدف داعش والثانية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، عماد قوات سوريا الديمقراطية.
وأثارت خطوة ترامب الانسحاب من سوريا وفتح الباب لتركيا لمزيد من التوسع في هذا البلد الذي يعاني منذ 2011 نزاعا داميا، اعتراضات في داخل الإدارة الأميركية نفسها.
وأعلن وزير الدفاع، على نحو مفاجئ الخميس الماضي، أنه سيترك منصبه اعتبارا من 28 فبراير، إثر خلاف مع ترامب حول سياسته الخارجية بما في ذلك قراراته المفاجئة بشأن سحب القوات من سوريا وبدء التخطيط للانسحاب من أفغانستان.
وأمس الأحد، قال الرئيس الأميركي إنه سيقصي ماتيس من منصبه قبل شهرين من الموعد المتوقع، في خطوة رأى مسؤولون أنها بسبب غضب ترامب من خطاب استقالة وزير الدفاع الذي انتقد فيه سياسات الرئيس الخارجية.
وتعرض ترامب لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين والحلفاء الدوليين في الأيام القليلة الماضية، بسبب تحركاته لإنهاء الوجود الأميركي في سوريا وأفغانستان على عكس ما يراه مساعدوه والقادة العسكريون.
ونشر ماتيس رسالة استقالة صريحة موجهة إلى ترامب، كشفت تنامي الخلافات بينهما، وانتقدت ضمنيا عدم تقدير الرئيس الأميركي لأقرب حلفاء الولايات المتحدة الذين قاتلوا إلى جانبها في الصراعين.
وقال ماتيس إن ترامب بحاجة إلى وزير دفاع يكون أكثر انحيازا لآرائه، الأمر الذي استدعى ردا من ترامب الذي عبر صراحة عن عدم رضاه عن ماتيس.
وقال ترامب، في تغريدة مساء السبت، إن الرئيس السابق باراك أوباما أقال ماتيس بشكل “غير مشرف”، وإنه منح الجنرال المتقاعد فرصة ثانية.
وكان أوباما أقال ماتيس من رئاسة القيادة المركزية الأميركية عام 2013 بسبب ما اعتبره المسؤولون في ذلك الوقت آراء متشددة بشأن إيران، وعرف ماتيس بسبب مواقفه الصارمة من خصوم الولايات المتحدة بلقب “الكلب المسعور”.
وقال مسؤول كبير بالإدارة إن تغريدة ترامب، الخميس الماضي، أمليت لمساعد لنشرها، قبل أن يقرأ ترامب استقالة ماتيس.
وقال المسؤول “هذه ليست رسالة الاستقالة التي أعتقد أنه يجب عليك كتابتها”. وأضاف أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، أبلغ ماتيس، أمس الأحد، بأن عليه الرحيل في الأول من يناير المقبل.
وأعلن ترامب، على تويتر، تعيين باتريك شاناهان، نائب وزير الدفاع قائما بأعمال الوزير اعتبارا من أول يناير، واصفا شاناهان، المسؤول التنفيذي السابق بشركة بوينغ، بأنه “موهوب للغاية”. وأضاف ترامب “سيكون عظيما”.