مرايا – ينتشر العديد من الطلبة الجامعيين الوافدين، وخصوصا من طلبة الدول الإسلامية، في شوارع الكرك، وهم يمارسون التسول من الناس، وبشكل منتظم طيلة أيام الأسبوع، بسبب ما يصفونه بـ”ظروفهم الصعبة”.
ويقوم هؤلاء الطلبة بالوقوف أمام المساجد أيام الجمع، والبنوك ومراكز التبرعات في أيام الدوام الرسمي للتسول من المحسنين، إلا أنهم وفي نهاية الأسبوع يجوبون الشوارع الرئيسية والاحياء، طلبا لتوفير مصاريفهم الشخصية، إضافة إلى رسوم دراستهم الجامعية.
ويشير مواطنون إلى قيام بعض الطلبة الوافدين بالعمل في مواقع مختلفة خلافا للقانون، إذ أنهم حاصلون على تصاريح إقامة على اساس الدراسة وليس العمل، خاصة وانهم يعملون احيانا في مواقع وظروف غير ملائمة واستغلالية في بعضها بسبب عدم قانونية عملهم.
وتقدر مصادر رسمية بالجامعات الأردنية عدد الطلبة الوافدين بحوالي 44 ألف طالب، من بينهم مئات الطلبة غير المبتعثين من حكومات دولهم، وهم الذين يضطرون إلى ممارسة التسول لمتابعة دارستهم الجامعية في اغلب الاحيان.
وتؤكد هذه المصادر أن هناك توجها لضبط دراسة الطلبة الوافدين وربط تصريح الاقامة بالدراسة وتوفير مصدر تمويل للدراسة حرصا على عدم عمل الطلبة الوافدين أو قيامهم بالتسول.
وينتشر العشرات من الطلبة والطالبات من جنسيات آسيوية في العديد من مدن وبلدات محافظة الكرك للتسول وطلب المساعدة بمختلف اشكالها من المواطنين، لمساعدتهم في متابعة دراستهم الجامعية وتوفير مصاريف عيشهم، لـ”عدم وجود مصدر تمويل ثابت لدراستهم، سواء من قبل ذويهم أو حكومات دولهم” كما يقولون.
ويقول ” بلال ” وهو أحد الطلبة الدارسين في جامعة مؤتة ويقوم بالبحث عن مساعدات بشكل دائم في مواقع مختلفة، انه وغالبية الطلبة من احدى الجنسيات يضطرون إلى الطلب من المواطنين بالمحافظة وخارجها لمساعدتهم على توفير مصاريف دراستهم وعيشهم، لافتا إلى أن غالبية الطلبة والطالبات لا يتوفر لديهم مصدر ثابت من المال لمتابعة دراستهم، ما يضطرهم إلى طلب المساعدة من الناس.
وأشار إلى ان ظروف ذويهم صعبة للغاية في بلدانهم، ولا تمكنهم من ارسال المال لهم، ما يدفعهم إلى توفير مصاريفهم من المساعدات التي يمنحهم اياها المحسنين والجمعيات بالمحافظة وخارجها.
ويؤكد أحد المحسنين والمشرف على أحد مراكز توزيع المساعدات بالكرك عودة المحادين أن العشرات من الطلبة والطالبات من جنسيات آسيوية يحضرون لطلب المساعدة بشكل دائم، مشيرا إلى أن المساعدة احيانا تقتصر على مبالغ مالية صغيرة لتوفير مصاريف يومية للطلبة.
وبين أن أوضاع هؤلاء الطلبة صعبة للغاية، ولا يتوفر لديهم احيانا القدرة على شراء الغذاء اليومي، بالإضافة إلى احتياجات اخرى ضرورية ليتمكنوا من الاستمرار في دراستهم، مشيرا إلى أن العديد من المحسنين يتبرعون ويقدمون لهم جزءا من الاحتياجات الضرورية.
وبين المحادين، أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى ان يكون لديهم مصدر ثابت للرسوم، حرصا على كرامتهم بدلا من القيام بالتسول بشكل دائم من المواطنين والمحال التجارية، لافتا إلى أن العديد منهم يقفون أمام ابواب المساجد طلبا للمساعدة.
وأشار إلى أن الاهم هو أن هناك عشرات الطالبات الوافدات يقمن بطلب المساعدة والتجول على مواقع المساعدة لطلب المال.
ويؤكد صاحب محل تجاري ببلدة مؤتة علي الصرايره، ان عشرات الطلبة والطالبات الوافدين ينتشرون يوميا ببلدة مؤتة لطلب المساعدة، مشيرا إلى انهم يدخلون المحال التجارية ويعرضون سوء حالهم وعدم توفر المال الكافي لدراستهم، وعدم قدرتهم على توفير سبل العيش الكريم لانفسهم، ما يضطر العديد من المواطنين إلى مساعدتهم طلبا للاجر.
ويؤكد الصرايرة، انه من الضرورة ان يتم توفير مصدر ثابت لتمويل رسوم دراسة هؤلاء الطلبة من حكوماتهم، وعدم تركهم بهذا الشكل، بحيث يضطرون للتسول طوال سنوات دراستهم.
ويؤكد أحد العاملين مع الطلبة الوافدين باحدى الجامعات الأردنية فضل عدم ذكر اسمه، ان الطلبة الوافدين في كل الجامعات الأردنية يقسمون إلى قسمين، بعضهم تقوم حكومته بتوفير كافة احتياجاته المالية من رسوم دراسية ومصاريف شهرية، وهؤلاء يعيشون في ظروف جيدة، وآخرين لا يتوفر لهم مصدر لتمويل الدراسة والمعيشة، وهؤلاء يعانون بشكل دائم ويضطرون إلى طلب المساعدة من الناس في المحيط الذي يعيشون فيه.
من جهته أكد مدير التنمية الاجتماعية في الكرك نصر المعاقبة وجود بعض الشكاوى بخصوص قيام طلبة وافدين بالتسول وطلب المساعدات من الناس في الشوارع والمحال التجارية، لافتا إلى أن هذا الأمر ممنوع باعتباره تسولا مثل غيره من اشكال التسول.
وبين ان هناك محاذير من ضبط هؤلاء الطلبة وايداعهم بمراكز التوقيف، بسبب الخوف من الاضرار باستمرار دراستهم، مشددا على ضرورة مخاطبة الجهات المعنية للوصول إلى حلول بخصوص هذه الحالة.
ويؤكد مدير العمل بالكرك فيصل الطراونة انه لا يمكن القول ان هناك ظاهرة لعمل الطلبة الوافدين بالكرك، لافتا إلى ان المديرية تقوم بجولات ميدانية لمنع العمل غير القانوني، وتتخذ المديرية إجراءات مناسبة في حال وجدت حالات لعمل الطلبة الوافدين.