د. زيدان كفافي يحاضر في منتدى الفكر العربي حول تجاربه الحياتية وخلاصة سيرته الذاتية
د. كفافي: سيرتي الذاتية ليست قصة شخص بل هي قصة جيل غذاؤه حب العروبة
د. كفافي: حياة الإنسان لا تنفصل عما يجري في وطنه والعواطف الإنسانية امتداد للوطن
د. أبوحمور: دعوة الأجيال الجديدة للاستفادة من الرؤى والتجارب المميزة في بناء الوطن
د. الغول: د. كفافي كتب سيرته الذاتية عابرًا خلال تواريخ متعددة ويحفظ ذاكرات متنوعة
الحوراني: وقفات حول الأحداث العربية وقراءات للمشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي
مرايا – استضاف منتدى الفكر العربي، في لقائه الأحد 23/12/2018، رئيس جامعة اليرموك أ.د. زيدان كفافي في محاضرة تناولت تجاربه الحياتية والفكرية والأكاديمية ضمن مجمل سيرته الذاتية بعنوان “مكان وزمان” التي نشرتها وزارة الثقافة مؤخراً.
أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام للمنتدى د. محمد أبوحمور، وشارك في التعقيب على موضوع المحاضرة أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك د. عمر الغول، والكاتب أحمد الحوراني.
وفي كلمته التقديمية أشار د. محمد أبوحمور إلى أن كاتب التاريخ والباحث في الآثار هو من أكثر الناس اهتماماً بالمذكرات والسير الذاتية وخلاصات التجارب الحياتية، وخاصة للشخصيات العامة، لأن هذه المدونات ستصبح ذات يوم وثائق لتاريخ العصر الذي كُتِبَت فيه. وأضاف أن كل كاتب ومؤرخ وأديب ومفكر عربي في هذا الزمان لا يمكن أن ينفصل عن أحداث عصره وهو يسجل سيرته، فما مرَّ به العالم العربي من تحولات تاريخية جعل تداعيات الأحداث الكبرى جزءاً من يوميات المواطن العربي؛ داعياً إلى الاستفادة من رؤى أصحاب التجارب المميزة لما فيها من دروس واقعية للأجيال الجديدة في المساهمة ببناء الوطن.
وقال د. أبوحمور: إن الأردن لم يكن مجرد مكان بالنسبة للدكتور كفافي، وإنما شكل وجدانه وشخصيته العلمية، فقد ساهم د. كفافي في دراسة وإشهار آثاره من خلال إشرافه ومشاركته في العديد من الحفريات والمسوح الأثرية، وكثير منها مع مؤسسات علمية عالمية، كما ألَّف كتباً عن تاريخ الأردن القديم وكنوزه من آثار الحضارات التي قامت على أرضه، وكلها إلى جانب جهوده الأكاديمية استحق من أجلها وسام التميز الذي أنعم به عليه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم 2016، وجائزة الدولة التقديرية في الآثار 2011، إضافة إلى جوائز محلية ودولية أخرى، تقديراً لأدواره في المجالات البحثية والأكاديمية.
ومن جهته قال أ.د. زيدان كفافي: إن كتابة السير الذاتية، التي قد تعدّ جزءاً من التاريخ، لا تعني فقط اللحظات التي عاشها الكاتب، بل هي الأحداث التي عايشها وتعايش معها، وتدخل وتتداخل في الصورة مجموعة من الصور الأخرى لأشخاص منفردين أو مجتمعين، إضافة إلى حوادث وقرارات مهمة أثرت على حياة هذا الإنسان. وأضاف أن السيرة ليست فقط سجلاً لأحداث معينة، بل هي في كل الأحوال أيضاً عواطف وانفعالات عاشتها هذا الشخصية التي تقدم نفسها للناس؛ مشيراً إلى أن كتابة السير الذاتية تتنوع ما بين مذكرات، وذكريات، ويوميات، واعترافات، لكنه جمع خيوط هذه المناهج الأربعة في نص واحد عند كتابة سيرته،
وقال د. كفافي: إن تعدد الأماكن، والبيئات، والظروف المعيشية التي عاشها هي مصادره ومراجعه لكتابة سيرته، مشيراً إلى أنه ولد في قرية نوبا، في محافظة الخليل، وعاش طفولته فيها، لكنه ترعرع ونضج في حضن عمّان الدافئ؛ مبيناً بأنه لم يكن في يوم من الأيام إلاّ قومياً عربياً، حدود وطنه الأكبر هو من المحيط إلى الخليج، وأما الوطن الأصغر فهو الأردن وفلسطين، وأن حياة الإنسان لا يمكن أن تنفصل عما يجري في وطنه، وأن امتداد العواطف الإنسانية هي امتداد لمساحة الوطن. وقال: نظراً لأن أحداث حياتي تركزت في المشرق العربي، فإنني وجدت نفسي عند كتابة سيرتي الذاتية مجبراً على التركيز على الأحداث التي جرت ولا زالت في بلاد الشام، وخاصة الأردن وفلسطين. ولا يخلو الأمر من استعراض لحياة قصيرة عشتها في السعودية وألمانيا وفرنسا.
وختم د. كفافي محاضرته بالقول: لا أقدم في كتاب سيرتي الذاتية قصة شخص، بل هي قصة جيل غذاؤه حب العروبة، فقد عاش وتعايش مع ظروفها بكل مشاعره وأحاسيسه، زاده محبة الناس، وسعادته عندما يرى الآخرين سعداء.
وفي تعقيبه أوضح د. عمر الغول أن د. زيدان كفافي كتب سيرته الذاتية عابرًا خلال تواريخ متعددة، من التاريخ البعيد للعائلة والقرية، وتاريخ عمّان ابتداءً من الستينات، وتاريخه في الجامعة الأردنية، ثم دراسته بألمانيا، ومن ثم المرحلة الأساسية من حياته العملية بجامعة اليرموك، وفي غيرها من المؤسسات التعليمية داخل الأردن وخارجه.
وقال د. الغول: إنه في كل ذلك يحفظ ذاكرات متنوعة الأهمية، بعضها غاب أو كاد عن وعي الناس، وبعضها ما يزال ماثلاً اليوم، حتى كأنه لم يرق إلى مرتبة الذاكرة بعد.
كما أشار الكاتب أحمد الحوراني في تعقيبه إلى أن كتاب “زمان ومكان” يتضمن وقفات تفصيلية للكثير من الأحداث التي مرّت على الأمة العربية، حيث كان د. كفافي شاهداً عليها وتتصف تحليلاته بدقة قراءته للمشهد السياسي العربي والإقليمي والدولي منذ خروجه من قريته نوبا وضياع فلسطين في العام 1948 إلى حرب السويس في العام 1956 وحرب العام 1967، مروراً بالأحداث التي شهدتها المملكة بعد ذلك، والتي وقف عليها د. كفافي بموضوعية متناهية عبّرَ فيها عن إعجابه بالحنكة والحكمة والبصيرة التي تحلى بها المغفور له الحسين بن طلال في معالجة الأزمات والحفاظ على وحدة وأمن الأردن، وغير ذلك من أحداث على الساحة العربية حتى السنوات الأخيرة.